أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريبر هبون - عذوبة النص الشعري في أدب الشاعرة غزال ابراهيم خضر














المزيد.....

عذوبة النص الشعري في أدب الشاعرة غزال ابراهيم خضر


ريبر هبون

الحوار المتمدن-العدد: 4843 - 2015 / 6 / 20 - 15:47
المحور: الادب والفن
    


(( عذوبة النص الشعري في أدب الشاعرة غزال ابراهيم خضر))

ريبر هبون*
تكتب الشاعرة غزال ابراهيم خضر , بأسلوب شيق وسلس , دون تكلّف أو تعقيد , أو إيغال في متاهات الغموض , تخاطب المشاعر بطريقة أنثوية تصويرية باذخة بالأحاسيس والصور , المتناعمتين بشكل متقارب ومتكامل ومتسق, , شعرها لسان حال الطبيعة والإنسان , تمتهن الشعر كما تمتهن عازفة القيثارة تمايل الأنامل ضمن الأوتار ثملاً وسحراً , لدرجة تذهل النفس وتحيِّرها , ولعل أثر البيئة الخصبة الغنية بالتحولات , أسهمت في خلق اللغة المحبوكة بجماليات المكان وقصص أحزانه, حيث أن تناولنا لعموم تجربة الشاعرة غزال لأمرٌ لا تستطيع الدراسات النقدية القصيرة إيفائها غرضاً وحقاً , إذ نشير في معرض دراستنا هذه لمنحى خاص , نسلط فيه الضوء على عذوبة النص الشعري الذي يحتفي باللغة الشعرية وذوقها في صياغة أجمل اللوحات الشعرية, بإسلوب يتخلله الأمل والألم والمعاناة وروح العاطفة الأنثوية الجياشة التي تجعل القصيدة حينها , قصيدة إمتاع وتأمل نحو البعيد , إذ تقول الشاعرة في قصيدة بعنوان : (شابة أنفلوا خطيبها)
كفى صمتاً , تعال
وقل إذا ظهرت في السماء
كالملاك في هذا العالم
المملوء بالفقدان مرة أخرى
فأمواج رغباتي الطائشة
حائرة لا تدري
تحتضن أية بحيرة من عينيك
عينك اليمنى أم عينك اليسرى؟
ثمة عمق هائل , وطاقة شعرية رقيقة , مضمخمة بعفوية هادئة ومدركة , تدور في فلك شاعرية حزينة متخمة بالألم والمناجاة, رغم أن الشاعرة الكردستانية تكتب بالكردية إلا أن كلماتها حينما تُرجمت للعربية لم تنقص تلك الشاعرية بل زادتها شجناً , حيث أن أشعارها المترجمة في غاية الإتقان ,نظراً لبساطة الإسلوب الذي تمتهنه شاعرتنا المعرفية وعفوية المشاعر, حيث قلما نجد شعراً مترجماً قد حافظ على حرارته وعذوبته حين ترجمته لعدة لغات بينما حقيقة العذوبة الشعرية لدى الشاعرة غزال كامنة من عفويتها وبساطتها والرمزية الواضحة التي تعكس حرارة العشق في مكنون قصائدها, تلك الخصوبة التي تمنحها الأنثى المبدعة لتسبغ به الأشياء كافة , من إبداع
:وتجليات روحها, إذ تقول هنا
كلما غسل الثلج ألوانكم بالأبيض
ونثر أخطائه عليكم بالأبيض
وما اكترث لوجع الأجساد والزهور والأشجار والأوراق
ساعتها أغادر حياتي
عنوة ولا أحدث أحداً
عن هذا في الأشعار
تكتب عن علاقة المبدع بالآخر , لتجسد لنا مقولة سارتر ((الجحيم هو الآخر)) الذي تدور في فلكه تساؤلات الحياة ورحلة البدايات وقرب النهايات , حيث للشعر مساحة خاصة لدى الشاعرة , مساحة تبوح فيه بأشياء خارج البعد والغياب والعتاب


:حين تقول هنا في قصيدة (شعر ونغمة البلبل البيضاء)
عندما تأتي وتجلس على الكرسي
يصبح الكرسي عرشاً لك
وأمامك أحس بالخجل
وعندما تعلق وردة على صدري
وأنا أزرعها على حافة روحي
ودوماً أشمها
وعندما تقرِّب فمك لتقبِّلني
وتراقصني كي أشرب من عطشك
ولكن أن لا أتدارك شيئاً وأذوب أمامك
وأخيراً لا يسعنا سوى أن نؤكد على سلاسة اللغة وإيقاعيتها العذبة وعمقها لدى الشاعرة المعرفية غزال ابراهيم خضر, وقدرتها على جذب المتلقي بيسر وسهولة , ويرهن ذلك إلى قربها للمعاصرة والتجديد في قصيدة النثر على نحو حقيقي ومعطاء, فالشعر برمته تجسيد للقيم الطبيعية النابعة من تعلق الإنسان المعرفي المبدع بالطبيعة والمحيط , وهذا ما ارتأت إليه الشاعرة في إيصاله للناس بمختلف شرائحهم الثقافية والاجتماعية
19- 6- 2015, مخيم دوميز, كردستان الجنوبية



#ريبر_هبون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناظرة فكرية بين الكاتب المصري وحيد راغب والمفكر المصري سامح ...
- الأديبة السورية ماريا كبّابة , حوار وشجون
- انشودتان للمطر والغربة
- جمالية التكثيف والتصوير في رواية الشاهدات رأساً على عقب للكا ...
- المنهج المعرفي في كتاب الأمير لنيقولا ميكافيلي
- الحب وجود والوجود معرفة
- البناء المعرفي مستقبل الوجود


المزيد.....




- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريبر هبون - عذوبة النص الشعري في أدب الشاعرة غزال ابراهيم خضر