أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - نتائج التحول الى فلسفة اللغة















المزيد.....


نتائج التحول الى فلسفة اللغة


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4842 - 2015 / 6 / 19 - 13:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



اهمية النقد الذاتي

يؤكد الفيلسوف السوداني د.هشام عمر النور في كتابه:
(تجاوز الماركسية الى النظرية النقدية)-ط 1 -2012- رؤية للنشروالتوزيع – القاهرة ..

ان الماركسية لم تستجب لتحول النموذج Paradigm shift من فلسفة الهوية الى فلسفة اللغة , ذلك ان استجابة الماركسية لهذا التحول تعني خروجها عما هي عليه وادراكها للضرورة النظرية لتخطيها .فهو تحول تترتب عليه نظرية في المعرفة تختلف تماما عن نظرية المعرفة في الماركسية.

نظرية المعرفة في الماركسية تقوم على نظرية التطابق , فالحقيقة تصور مطابق للواقع .لذا فانها تستند على التقابل بين الذات والموضوع ,فالتصور ينشا في الذات لكنه يجب ان يكون مطابقا لموضوع ما . لذا فان نظرية المعرفة في الماركسية تقوم على منطق ثنائي يجعلها تتسم بالدوغمائية .فالمعرفة اما ان تكون صائبة او خاطئة , ذاتية او موضوعية , وهل يوجد في عالم نظرية الكوانتم ( بحسب كاتب المقال )حقيقة موضوعية ؟.وهل هنالك حقيقةمطلقة في عالم النظرية النسبية؟.وهي ,اي الحقيقة بحسب الماركسية ,اما ان تكون كلية مطلقة ,بمعنى صلاحيتها في كل زمان ومكان , او نسبية مطلقة , بمعنى انه ليس هنالك حقيقة وانما تصور يعتمد على السياق التاريخي والثقافي .

وضمن هذا المنطق الثنائي الدوغمائي فان على نظرية المعرفة في الماركسية ان تختار احد طرفي هذه الثنائيات . لذلك كانت الماركسية دائما صائبة وموضوعية وكلية مطلقة .
وهنا يمكن ان يطرح الماركسيون القول بان الماركسية تقوم على المنهج الديالكتيكي .لذلك فان هذا الوصف لنظرية المعرفة فيها ليس وصفا صحيحا ,بدليل ان لينين في نقده للمذهب المادي التجريبي يقول ان الحقيقة نسبية ولكنها تتقدم دائما الى الحقيقة المطلقة (توفيق سلوم :اضواء على الفكر الماركسي الكلاسيكي ).وهنا يرد هشام عمر النور :

(ماهو نموذج الحقيقة في نظرية المعرفة في الماركسية ,اليس هو الحقيقة الصائبة والموضوعية والكلية ؟).
فعلى الرغم من الديالكتيك فان الماركسية تنحاز في نهاية الامر الى احد طرفي ثنائيتها .

تتصور الماركسية ان المادة تسبق الوعي وفي تشكيلة اجتماعية – اقتصادية بعينها تكون القوى المنتجة ذات طابع ثوري لانها تتغير بينما تكون علاقات الانتاج ذات طابع محافظ .

وهكذا في باقي ثنائيات الماركسية . انها اجابات غير ديالكتيكية لاسئلة غير ديالكتيكية .ان السبب في عطالة الديالكتيك الماركسي انه يعمل وفق فلسفة الهوية التي تجبره على ان يتاسس على ثنائيات تستند على التقابل بين الذات والموضوع , وهو تقابل تلعب فيه الذات دورا مخربا يمنع المعرفة عن انتاج صفائها النظري. فيصير نموذجا تطمح في الوصول اليه دون ان تبلغه .

ان الماركسية تقوم على منطق ثنائي ضمن فلسفة الهوية ولذلك فهي دوغمائية , بينما تحول النموذج الى فلسفة اللغة , بالذات بعد هابرماس ينتج نظريةجديدة في المعرفة تتحول فيها العلاقة من العلاقة بين الذات والموضوع الى العلاقة بين الذات والذوات الاخريات , اي التذات .

فننتقل من فلسفة الهويةالى فلسفة اللغة , حيث يتم الانتقال من المضمون المعرفي بين الذات والموضوع والذي يؤدي الى فرض السيطرة من جانب الذات على الموضوع , الى الاجراءات التي تمكن الذوات من التفاهم والحوار والتواصل والوصول الى الاجماع . اي ان العلاقة الجديدة بين الذات والذات تختفي منها السيطرة ليحل محلها الاجماع .ويختفي المضمون المعرفي ليحل محله اجراءات شروط الوصول للفهم والاجماع .

واذ ننتقل من فلسفة الهوية والعلاقة بين الذات والموضوع الى فلسفة اللغة والعلاقة بين الذات والذوات الاخرى , انما ننتقل من الثنائية الى التعددية. وهكذا ننتقل من العقلانية الاداتية الى التعددية العقلانية التي تستند كلها على العقلانية التواصلية .

عندها تتواصل الذاتان للوصول الى الفهم والاجماع بشان موضوع ينتمي للعالم الخارجي ,وفي هذه الحالة نعيد انتاج العقلانية الاداتية ولكن على اسس جديدة تكون فيها الحقيقة ليست هي التصور المطابق للواقع وانما هي الوصول الى الفهم والاجماع باقتناع احدى الذاتين بحجج الاخرى .

وهو حوار ينفي سمة القهر والسيطرة لاحدى الذاتين وتتيح للذاتين التساوي في الفرص للمشاركة في الحوار .

مسك الختام :

في النقد الذاتي .. وفي نقد الماركسية

تتميز الثقافة عموما في مجتمعاتنا العربية برفضها للنقد الذاتي وهي سمة مميزة للانسان العربي المعاصر , سواء اكان ابن الريف او ابن المدينة .والماركسيون واحزابهم , حالهم كحال الثقافة العربية يرفضون نقد افكارهم لدرجة تتحول عندهم العقيدة والنظرية الى ( طوطم مقدس ).

في دفاعهم عن الديالكتيك الماركسي والنظرية الماركسية وفي النقد ونقد النقد في الماركسية , تجدهم عاجزين عن نقد انفسهم ونظريتهم . وهو مرض مجتمعي يصيب الانا المتعالية والغائية والتي ترفض النزول عن عرشها الى ارض الواقع . تجدهم ينتقدون غيرهم من الاحزاب وينتقدون نظريات غيرهم , الا نقد انفسهم .

ان الحداثة الفكرية هي عمليةهدم وبناء مستمرين .ديالكتيك سلبي وديالكتيك ايجابي في نفس الوقت . الحداثة الفكرية تستلزم الحوار والتعددية والديمقراطية , لذا فهي تستلزم ممارسة النقد على ذاتها وعلى الاخرين بصورة مستمرة .

ان بقاء الحال على ماهو عليه , لمن المحال , والحداثة الفكرية هي تغير وتبدل مستمرين , تستلزم بنيويا النقد الذاتي وليس التمسك بفرضيات واعتبارها من اركان وثوابت الماركسية .

ان السلفيين الماركسيين في تمسكهم بالنصوص المقدسة يتطابقون مع قوى الاسلام السياسي المحافظة كالاخوان المسلمين وشعارهم :
( الاسلام هو الحل ) , ان شعار ( الماركسية هي الحل ) هو الشعارالباطني وغير المعلن للسلفيىين الماركسيين .

ان النقد الذاتي يمثل ضرورة وحاجة من اجل التغييروالتطور .وبالتالي يرتبط النقدالذاتي بالحداثة الفكرية والقبول بالتعددية وحق الاختلاف والديمقراطية.

ان النقد الذاتي طريقنا نحو الحداثة والديمقراطية وصولا الى تحقيق مشروع التحرر الانساني .

مقالات ذات صلة:

مقالتنا ( الفيلسوف يورجين هابرماس ومدرسة فرانكفورت ) وعلى الرابط التالي:


http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=463986



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتهامات باطلة ضد الرسول بولس
- من اسس المسيحية :يسوع ام بولس ؟
- المدارس المختلفة في تفسير فكر الرسول بولس - ج2
- قحبنة الاخلاق الفردية والمجتمعية في مجتمعاتنا العربية
- المشروع الكوني للشراكة بين الله والانسان
- المدارس المختلفة في تفسير فكر الرسول بولس - ج 1
- القديس بولس رسول المسيح
- الخلط بين تعاليم بولس والمجامع الكنسية
- مالم نكتبه في فتح الاندلس
- اضاءات ثقافية
- المسيحيون والشيعة:شفاعة الدم والدموع
- فلاش .. فلاش فكري وسياسي وديني
- المسيحية المشرقية العضوية
- الحداثة والجمع بين العلم والسحر
- الفيلسوف يورجين هابرماس ومدرسة فرانكفورت - ج 4 والاخير
- الفيلسوف يورجين هابرماس ومدرسة فرانكفورت - ج3
- الفيلسوف يورجين هابرماس ومدرسة فرانكفورت - ج 2
- الفيلسوف يورجين هابرماس ومدرسة فرانكفورت - ج 1
- ميخائيل الكبير وتاريخ صدر الاسلام - ج 3
- مفهوم الحداثة عند الفيلسوف هابرماس


المزيد.....




- -المعادن النادرة مقابل المساعدات العسكرية-.. ترامب يكشف ملام ...
- الاتحاد الأوروبي يستعد للمواجهة بعد تأكيد ترامب فرض رسوم جمر ...
- ترامب يطالب أوروبا بزيادة المساعدة لأوكرانيا
- -بوليتيكو-: قلق كبير يعيشه نظام كييف إزاء تقارب المواقف الرو ...
- السعودية واليابان توقعان مذكرتي تفاهم حول إنشاء مجلس الشراكة ...
- -رويترز-: الولايات المتحدة تستأنف ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا
- -Senego-: فرنسا تبدأ في سحب قواتها من السنغال
- الرئيس الجزائري يندّد بـ-مناخ ضار- في العلاقات مع باريس
- عشية زيارته إلى تركيا... الشرع يؤكد أن تنظيم انتخابات في سور ...
- النائب الجمهوري في مجلس النواب الأمريكي جو ويلسون يدعو إلى ق ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - نتائج التحول الى فلسفة اللغة