|
المرأة بين الماضي والحاضر
صبيحة شبر
الحوار المتمدن-العدد: 1340 - 2005 / 10 / 7 - 11:12
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
تتقدم الحياة وتتطور ببني الإنسان ، في شتى المجالات ، ويكتسب علما وغنى ، لكنه يفقد وهو في صراعه لاكتساب الانتصارات صفات غنى ينبغي ان يتصف بها ، وتكسب حياته معنى وتألق ، تقدمنا في مجال العلوم ، نعم ، احرزنا المكاسب الكبيرة على قوى الجهل والظلام ، سيطرنا على الطبيعة وعلى قواها الجبارة الفاتكة ، لكننا لم نستطع أن نجعل الإنسان أكثر سعادة ، ولم نتمكن ان نجعل الحياة اشد جمالا ، وتألقا وبهاء لو قارنا بين حياة الإنسان قديما وحديثا لأتضح لنا ان الحياة القديمة كانت أكثر بهاء وجمالا وأكثر مدعاة الى الرضا ، فاذا طرحنا السؤال عن سبب هذا التدهور في المجالات النفسية مع التقدم الكبير والهائل في المجالات العلمية ، لكان الجواب لأننا نهتم بشكل الإنسان وهيئته دون ان نهتم بمعناه وعواطفه وروحه ، ووضع المراة من الأمور التي تدهورت في عالمنا المعاصر ، وتراجعت كثيرا عما كانت عليه في الأوقات الماضية ، ومع الدعوات الكثيرة والمتكررة التي يطلقها البعض عن حقوق المراة ومساواتها بالرجل ، فان هذه الدعوات التي تتصف بالنبل ظاهريا ، تخلو من هذه الصفة في حقيقة الأمر ، كانت المراة تتمتع بحقوق كثيرة ، لا تتمتع بها الآن ، المراة البابلية أنصفتها القوانين المتعددة ، ومنحتها العديد من الامتيازات ، والمراة في عهد ما قبل الإسلام مع كثرة ما قيل انها حرمت من الحقوق ، وانها تعرضت الى الوأد وان الاسلام جاء وانصفها ومنحها الكثير من الحقوق ، هذا الكلام لايمكن إثباته ، صحيح ان الإسلام منح المراة حقوقا كثيرة ، لكنها بقيت بدون تنفيذ حتى يومنا هذا ، ساوى الإسلام بين الرجل والمراة في كل شيء الا الإرث والشهادة ، ومنحها الحقوق الأخرى ، ولكن نظرة الى الأوضاع التي عاشتها المراة المسلمة وكيف انها تعاني من الظلم والحيف وغمط الحقوق وانها عاجزة عن الإتيان بأي امر من الأمور الا بموافقة ولي أمرها من الرجال ، وانها تظل ناقصة عقل ودين مهما عملت وقدمت من جلائل المهام وما قامت به من تضحيات جسام ، وهذا اللحاف السميك الذي تتلحف به على انه حجاب يمنعها من ان تفوم باي شيء حتى المشي ، تمتعت المراة المسلمة ببعض الحقوق في صدر الدعوة الاسلامية ، فكانت تنفق اموالها من لم يعرف اجل نشر الدين ، وتشترك في الحروب والغزوات ، وتسال عن رأيها في الأمور ويحترم ذلك الراي ، ويعمل به وعرفت انها اكتسيت نهارات في شؤون الحياة ، وهذه الحقوق التي جاء بها الإسلام لم تكن جديدة ، فقد اكتسبت المراة العربية قبل الاسلام حقوقا كثيرة كانت لاتقل عن الحقوق التي تمتع بها الرجل ، مثل حق الاشتغال بالأعمال التي كانت مألوفة ذلك الوقت مثل التجارة والقدرة على التملك وإدارة الأعمال وحق السفر والرأي والدفاع عن وجهة النظر ، ولم تكن عادة واد البنات الا في الأسر الفقيرة المعدمة ، وعندما جاء الإسلام ابطل بعض العادات السيئة برأيه والتي لا تتماشى مع مبادئه ، وحافظ على العادات التي وجدها متفقة مع تعاليم الإسلام ، وبقيت المراة العربية متمتعة بالحقوق حتى نهاية الدولة الأموية ومجيء الدولة العباسية حيث كثرت الغزوات وأخذت النساء جاريات ، وقد فرض الحجاب أول الأمر على المراة الحرة للتمييز بينها وبين الجارية ، ثم أخذت الأسر العريقة تفرض على نسائها ارتداء الحجاب السميك وتغطية الوجه والأطراف مع انها من الأجزاء التي يحلل إظهارها ، لان الحجاب برايها مدعاة الى اكتساب احترام الأسر الأخرى التي لا تتمتع بنفس الاصالة ، وهذا الحجاب يحول بين المراة وبين القيام بكثير من الأمور التي تجدها المراة السافرة اشياء من اليسير عليها الإتيان بها ، مثل الألعاب الرياضية والمحافظة على الأناقة ، والسرعة في السير وارتياد المسارح ، مما يؤدي بالتالي الى فرض عدم الاختلاط ، مما يسبب لتلك النظرة التي تزعم ان لكل من الجنسين ثقافة مختلفة عن ثقافة الجنس الآخر ، فيفرضون على المراة عدم الاهتمام بالسياسة لأنها مقتصرة على الرجال ، وعدم الإطلاع على الفلسفة لانها تخص الجنس الخشن ، وتصبح المراة بعد العديد من الممنوعات وكأنها غير قادرة الا على التعليم وفي مدارس البنات فقط بقيت المراة مضطهدة تعاني من الحرمان من الحقوق ومن النظرة الدونية اليها طيلة العهود التي اتت بعد العصر العباسي مرورا بالفترة المطلمة حتى الوقت الحاضر الذي كثرت فيه الدعوات لإنصاف المراة ومنحها ما تستحق من حقوق ، وهؤلاء الداعين انفسهم كثيرا ما تخونهم السنتهم اذ يرددون بعض الأقاويل التي تنتقص من شان المراة وتغمطها حقها ، ان اضطهد المراة شخص رجعي ، فانه يتفق مع قناعا ته في ذلك الاضطهاد ، ولكن الأمر الذي نلمسه بوضوح ان دعاة تحرير المراة ومنحها الحقوق التي تستحقها هم من يبالغون في اضطهادهم للمراة وكأنهم يحيون ازدواجا عنيفا بين أقوالهم وأفعالهم ، وكان حقوق المراة هبات يتفضلون بها عليها ، وكأنها جنس دونهم في الآدمية ، لاتستحق الحقوق التي يستحقونها تحرير المراة والقضاء على النظرة الدونية اليها يكون بثقيف المجتمع ثقافة ترفع من شان الأفراد وتقضي على التمييز بينهم بسبب الجنس او الدين او القومية ، وإنما تنظر الى الإنسان تلك النظرة التي تعطيه حقه من التقدير ، فيكسب من الحقوق ما يتلاءم مع اجتهاده وكفاءته وحسن تقديره للامور ، لا ان ينظر الى الإنسان بسبب قوميته ، فيستحق العربي التقدير والتبجيل لان القران كان بلغة العرب ، ولا ان تحرم المراة من حقوقها وتعتبر أدنى من الرجل مكانة لان القران قد قال ان الرجال قوامون على النساء ، فان فسرنا الآية حسب ما أراد القران فان القوامة تعني السهر على راحة المراة والاعتناء بها والصرف عليها ، ولا شيء يغمط المراة حقها مثل ان بصرف عليها الرجل ، على المراة ان تعمل وتكسب لتصرف على نفسها ، وهذا ما نجده عند ملايين النساء العاملات اللواتي يشتعلن لإعالة أسرهن وتلبية حاجات افرادها ، ثم بعد ذلك نسمع تلك المقولة التي ما زالت تتردد وكان المراة ما فتئت فعيدة الدار ، ويشقى الرجل ويتعب لإشباع حاجاتها ، الثقافة وإصدار قوانين تعترف بحقوق المراة ومساواتها الكاملة في كل الميادين هو ما نحتاجه اليوم كي تنال المراة حقوقها ، اما الكلام الجميل المنمق عن حقوق المراة والذي لا يرتفع الى مستوى الأعمال فانه قاصر عن تحقيق اي تقدم في هذا المجال
#صبيحة_شبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وليمة
-
الارهاب .... لماذا ؟
-
قراءة في ديوان بلند الحيدري - ابواب الى البيت الضيق
-
اليك عني ياهمومي :
-
المرأة العراقية والحقوق
-
عدو لدود اسمه الفقر
-
المهجرة
-
المساواة خرافة
-
أحرام أم حلال؟
-
نوع من العنف مسكوت عنه
-
الايجابي والسلبي في الاديان
-
ثرثرة حول حقوق المرأة
-
الامثال والحكم يمثلان الطبقة الحاكمة
-
الوشاية : قصة قصيرة
-
رسالة الى صديقتي المقتولة
-
الطاعون : قصة قصيرة
-
استاذتي .... ماعاد لك : قصة قصيرة
-
البناية
-
سطو : قصة قصيرة
-
ساق للبيع
المزيد.....
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول
...
-
اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|