أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فيء ناصر - الفكاهة سلاحاً ضد الكراهية














المزيد.....

الفكاهة سلاحاً ضد الكراهية


فيء ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 4837 - 2015 / 6 / 14 - 10:38
المحور: الادب والفن
    


فيلومينا إمراة إيرلندية حرمتها الكنيسة من إبنها

جودي دنش الممثلة البريطانية ليست غريبة على لعب الأدوار التي تمثل شخصيات حقيقية أو تاريخية، فهي قد مثلت الملكة فكتوريا الأرملة وقصة عشقها للموظف الإسكتلندي في قصرها جون براون في فيلم (Mrs. Brown) للمخرج )جون مادن(John Madden/ 1997، وهي التي أذهلتنا بتأديتها لدور الملكة إليزابيث الاولى في شكسبير عاشقاً 1998 للمخرج جون مادن أيضا والذي حازت عليه جائزة الأوسكار عن أفضل دور مساعد.
آخر أفلامها بعنوان (فيلومينا) مستوحى من قصة حقيقية لإمراة تحاول العثور على ولدها الذي أجبرتها الكنيسة الكاثوليكية وراهباتها على توقيع وثيقة بالتخلي عنه، وباعته الراهبات بعد ذلك الى عائلة أمريكية دفعت ثمناً أعلى من غيرها للحصول على حق حضانته.
وفيلومينا (Philomena) شخصية حقيقية لازالت على قيد الحياة (78 عاما) تعيش في مدينة سانت ألبانس جنوب بريطانيا وقد ظهرت مع جودي دنش في العرض الأول للفيلم في مهرجان لندن السينمائي لسنة 2013 ، الفيلم مأخوذ عن كتاب مراسل البي بي سي مارتن سكس سمث (Martin Sixsmith)، الابن المفقود لفلومينا لي (The Lost Child of Philomena Lee) الصادر سنة 2009.
تقول جودي دنش عن دورها في فلومينا : " شعرت بمسؤولية جسيمة عند تأدية هذا الدور لأن الناس تعرف فلومينا الحقيقية وعند مشاهدة الفيلم سيحاولون التعرف عليها من خلالي وآمل أنّهم سيوفقون". وتضيف إنها قضت وقتاً مع فلومينا الحقيقية وإنها كانت مأخوذة بضعفها وصرامتها وحس الفكاهة لديها وتقول إنها جعلتني أضحك، لكن عندما قرأت القصة أيقنتُ مدى شجاعتها وصبرها وقوة إيمانها، وقد برع المخرج في إبراز هاتين الميزتين (الضعف وحس الفكاهة الساخر) في شخصية فيلومينا بجدارة عبر تتابع أحداث الفلم.
الفلم من إخراج الانكليزي ستيفن فريز (Stephen Frears) ومن إنتاج مؤسسة الأفلام في هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي. تبدأ القصة عندما تشعر المراهقة فلومينا بانها حامل عام 1952 ولكون الحمل حصل خارج نطاق الزواج فهي في عرف إيرلندا الخمسينيات إمراة ساقطة، وتُرسل الى دير لتقويم سلوكها يأوي البنات أمثالها ويدعى (روزكريا/Roscrea ) حيث يشتغلن بالغسيل ساعات طويلة للمؤسسات الحكومية كالسجون والمستشفيات والمدارس بإشراف الراهبات كنوع من أنواع التكفير عن الذنب الذي إقترفنه.
وأثناء وجودها في الدير تلد ويُؤخذ إبنها (أنتوني) منها ويبقى في رعاية الراهبات لكن يُسمح لها أن تراه ساعة كل يوم وعندما يبلغ عمره الثالثة يُغيب عنها نهائياً ويباع للتبني بخلاف رغبة الام. هناك مشهد مليء بالأسى حين يؤخذ الولد بدون علم إمه وتلتقي أعينهما للمرة الاخيرة، الولد في المقعد الخلفي للسيارة السوداء المبتعدة والأم من خلف سياج الدير، يُغير إسم الطفل من أنتوني الى (مايكل هيس) ويُربى في عائلة مرموقة ليكون محامياً ومستشاراً للرئيس الامريكي رونالد ريغان، لكن الام والإبن يحاولان العثور على بعضهما ويقودهما البحث لذات الدير الذي كان مسرحاً لقصهتما، لكن الراهبات يتقصدن إخفاء المعلومات عن كليهما.
وتبقى الام تحمل سرها وتبحث بصمت عن ولدها لمدة خمسين سنة الى أن تلتقي بمارتن سكس سمث مدير إتصالات سابق في حكومة توني بلير ومراسل سابق لهيئة الاذاعة البريطانية البي بي سي والذي يعيّ بحس الصحفي إن قصتها تستوجب مزيداً من الإهتمام والتقصي .
يؤدي دور مارتن سكس سمث في الفيلم الممثل ستيف كوجان والذي ساهم بكتابة السيناريو مع ستيف بوب . شخصية مارتن الملحد الساخر المنتقد للكنيسة، فهو يناقش فلومينا في مشهد يجمعهما وسط حقول إيرلندا الخضراء: " لماذا خلق الله فينا الرغبة الجنسية هل كان يتوقع منا أن نقمعها؟"، ظهور هذا الصحفي في حياة الام التعيسة كأنه إعتذار إلهي عن فقدانها إبنها وعدم قدرتها على رؤيته مجدداُ، فهما يظلان متحدين طوال مسار الفيلم، وبمساعدته تكتشف إن إبنها كان مثلي الجنس وأنه توفي بمرض الأيدز وهو مدفون في الحقل المجاور للدير الذي ولد فيه بناءً على وصيته، ويتشاركان (فلومينا ومارتن سكس سمث) عدة مشاهد ساخرة بينما ينفرد مارتن سكس سمث بمشاهد الغضب والحنق على الراهبات اللواتي عاملن فلومينا بقسوة لا نظير لها وحرمنها وإبنها المريض من فرصة اللقاء الأخير.
ورغم الظلم والقسوة التي تعرضت لها فيلومينا على يد راهبات الكنيسة الكاثولكية التي إشتهرت بفضائحها الجنسية تجاه الأولاد وفضائح بيع الاطفال غير الشرعيين الى عوائل غنية، فانها ظلت تحتفظ بإيمانها الديني العميق الذي جعلها تسامح علناً من إقترفوا الظلم بحقها وفرقوها عن إبنها.
هذا فيلم يحمل رسالة إنسانية خالصة ويناقش قضايا الإيمان والشذوذ الجنسي وجرائم الكنيسة الكاثوليكية بإسلوب هادئ ومنساب بسخرية للحد الذي يجعلنا نضحك رغم الحزن ويبتعد عن الحقد والرغبة بالانتقام، مشاهد كثيرة مشحونة بعواطف حادة وبسيطة في ذات الوقت أجاد تأديتها ببراعة الممثلان الرئيسيان فيه (جودي دنش وستيف كوجان).
فيلومينا حاز على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان فينس للافلام 2013 وصفه أحد النقاد بأنه أفضل فيلم بريطاني يعرض بعد فيلم كنك سبيج (The King s Speech).



#فيء_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حنوش -يغزل خيوط النور- في لندن
- لقد أحَطتُ بما لم تحط به
- أعطني متحفاً وسوف أملؤه
- عن معرض الفنان علي جبار الأخير
- أرشيف فرجينا وولف وجماعة بلومزبري
- هل من عودة أيها السندباد ؟
- ميزان لموظفي الدولة
- سعداوي يُعيد بناء الحياة الجحيمية للعراقيين... سرداً.
- الفلم السينمائي كقصيدة، برايت ستار نموذجاً
- قمرٌ واحدٌ في كل القصائد
- ريح من لامكان _الشاعرة الأمريكية انتوني فلورنس


المزيد.....




- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فيء ناصر - الفكاهة سلاحاً ضد الكراهية