رفقة رعد
الحوار المتمدن-العدد: 4837 - 2015 / 6 / 14 - 01:12
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
عندما ينظر المهاجرين لبعضهم البعض هنا ، فهم على الأغلب ومعظمهم لا يرون غير ما هربوا منه ، وهذا ما يبقيهم على مسافة بعيدة تقيهم الأختلاط و التحاور ، على الرغم من ان أسباب هروبهم مشتركة فهم يتفقون بطريقة غير مباشرة على ان لا يلتقوا أو يتعارفوا خارج أرض الوطن . ان حفظ المسافة هذا رد فعل احترازي لما يمكن ان يختبروه مجدداً ، فهم لم يهربوا من الأرض والنهر أو حجر تعثروا به فإسقطهم ، هم هربوا من الشعب ، ذلك الذي وضع هذا الحجر نفسه و لوث النهر و أكل الأرض بما فيها . فيتخيلون برائتهم و يعيشون لفترة طويلة أحلام يقظتهم البيضاء ، فيبنوا مجتمع صغير ويضعوا حجراً هنا و يرموا قمامتهم في نهر غربتهم هناك.
فاكتفي ان ارى ملامحهم و الوانهم و اميزهم ، اسمع اصواتهم ولغتي واعرفهم ، لكن نمر من جنب بعض لتتقاطع طاقتنا دون اي حرف ، وان تعارفنا نعطي لبعض معلومات خاطئة لينتهي التواصل مع لحظة الوداع ، اضحك وأنا ارى ما يخشون منه و احزن على كل شيء مضى و سيجيء منهم .
لا احد يمكن القول ان الحرب تنتهي عند حدود المدن ، الحرب نحملها معنا ، تنام بيننا على الأرائك ، نربيها و نطعمها ولكن لكلاً منهم طريقته ، من هم في داخل الوطن يغذيها قدرة تحملهم واستيعابهم لكل هذا العنف و الأستغلال لوجودهم كبشر فيتصوروا انفسهم اتباع محمد الاوائل، ومن هم خارج الوطن يغذوها تطبع صوري كاذب مشبوه ، وتجسيد كامل لدور الحمل ، فيتصورا انفسهم حيوانات نوح.
الحرب ولدت من بين افخاذ الشعب ، و لم يقطع احدهم حبلها السري ، فلا تقضي عمرها و تنتهي ، ولا ترجع للبطن التي حملتها وتختفي ، وهذا ما جعلها تمتد بين ارواحنا اينما حللنا ، و يمتد معها كل شعور بالخوف و الضغينة ، و الدليل اننا بدل من ان نستمتع بحديقة خضراء عامة بزهورها و مائها نحولها لساحة قتال بين ابناء الوطن الواحد الهاربين من الحرب .
#رفقة_رعد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟