دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 4836 - 2015 / 6 / 13 - 19:49
المحور:
الادب والفن
ذات ظهيرة من رمضان عام 2011، كنت مع أحد الأصدقاء وأولاده الصغار في البقعة الرائعة، الخضراء، المسماة بالسويدية " يبين "، والتي تقع في أسفل الحيّ السكني حيث كنتُ أقيم فيما سبق. هناك، كان الدرب الترابيّ محفوفاً من جانبيه بأشجار التفاح والأجاص والكرز والخوخ. إلا أننا كنا نسعى عندئذٍ وراء شجيرات توت السياج، الناضجة واللذيدة، الكامنة بين الخمائل والأجمات.
فجأة، ظهر شاب في الثلاثينات من عمره بلحية مسترسلة على صدره وملابس أفغانية. كان مع أولاده أيضاً، فقمت وخاطبتهم بأن المكان لدينا يكثر فيه نبات توت السياج. الحق، فإنني كففت عن التهام أطايب الطبيعة احتراماً لمشاعر الرجل ( وكان قد عرفنا على نفسه بأنه من تونس ) في ذاك اليوم من الشهر الفضيل. أما صديقي، فبما أنه ضرير فلم ينتبه للأمر. وكان قد دخل في حديث مع الأخ التونسي حول الثورة السورية. الأخ، يبدي تضامنه مع السوريين المسلمين ضد نظامهم " النصيري الكافر " وصديقي يتابع التهام الثمار وهو يقول له ببوكيد " نعم، نعم.. إنه نظام كافر لا يخاف الله!!! ".
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟