|
ثلث العراق في مأزق
كاترين ميخائيل
الحوار المتمدن-العدد: 4836 - 2015 / 6 / 13 - 19:03
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
قبل عام في هذه الايام سقطت محافظة نينوى بليلة وضحاها وكأني ارى فلم كارتون للاطفال أمامي وانا اراقب الفلم عن كثب عبر الصور التلفزيونية وعيوني تتنقل من لقطة الى اخرى وأنغمر بين محطات التلفزيون العربية وانا في بيت سلطانا أقاربي وصديقتي . وكلانا مندهشات لما يحصل ونتراكض الى التلفونات لنسأل عن أهل مدينة الموصل الذين اصبحو مهجرين لاجئين يطرقون الابواب لطاسة ماء ليشربو يطلبون لقمة عيش وهم هاربين من ايدي مجرمة شردتهم من بيوتهم صغارا وكبارا سرقت منهم كل اموالهم وممتلكاتهم المحمولة أثناء هروبهم للخلاص من أيدي الجلادين . اخذت بناتهم سبايا هيمنت على اموالهم بدون إستثناء . كنتُ قد نسيتُ هذه كلمة السبايا لانها جزء من التاريخ . منذ أن تبنت أعلى هيئة دولية في العالم الامم المتحدة لائحة حقوق الانسان ومنعت تجارة البشر لم تُستعمل . في عصر التكنلوجيا الحديثة حاول أناس ينتمون الى العقل الحيواني الى ممارسة هذه الظاهرة البشعة وتبنت هذا المبدأ المتخلف وسبت نساء العراق وسورية الحبيبة تحت مسميات وحشية منطلقة من سياسة عدوانية متخلفة لاتمت بالبشر هذا اليوم . منذ تلك اللحظات قبل عام وحتى يومنا هذا اتسأل لماذا حصل ومن اين جاءو هؤلاء القردة الينا وبقيت اتصارع مع نفسي لاجد تحليل يُقنعني ويهدأ من همومي توصلت الاتي : 1- منذ التركيبة الاولية للحكم في العراق بعد سقوط الطاغية صدام حسين 2003 نصب التحالف الامريكي البريطاني حكم في العراق على ايدي أناس كانو في المعارضة ايام الطاغية صدام . جاءو بأناس غير كفوءين متدينين حتى النخاع كانو معارضة عراقية في دول مختلفة وجاءو بهم الى العراق ليتولوا إدارة الدولة وكان على راس القائمة الاحزاب المعارضة الدينية وهذه القوى لها تاريخ عريق في النضال حيث أعطت شهداء بأعداد كبيرة عارضت النظام الصدامية لم تُصدق انها تلزم زمام الحكم وتحول سلوكها الى رجل مريض وغارق بطموحاته غير المتناهية . وكان مع هذه القوى في الخارج قوى علمانية منها قوى يسارية , وطنية , أكاديمية , مهنية , قومية وطنية , قوى كردية لكنها لم تستطع المنافسة مع هذا المعتوه . 2- أنتهجت القوى التي إختارها الحاكم بريمر نهج طائفي بإمتياز ولم تكتفي بالنهج الطائفي بل نهج دينى صرف على نفس نهج نظام إيران الطائفي وحشرت النهج الايراني الحالي في سياسة العراق الداخلية والخارجية وارادت تلك القوى الدينية المهيمنة على السلطة من ذلك اليوم حتى يومنا هذا فرض السياسة المقتبسة بحذافيرها لتطبقها في العراق متناسية ان العراق يتكون من قوميات وطوائف مختلفة نعم والف نعم الشيعة هم الغالبية في العراق لكن الاخرين من السنة والاكراد والمكونات الصغيرة من مختلف القوميات والاديان هي المكونات الاصيلة لبلاد الرافدين . ودارت قوات التحالف ظهرها على كل هذه المكونات الصغيرة وكأنها لاتستحق ان تعيش في هذا البلد وبدأ يُنظر الينا مواطن من الدرجة الثانية . 3- كل الذين جاءوا الى الحكم غالبيتهم كانو من غير الكفوءين في السياسة لا الداخلية ولا الخارجية رغم إنهم كانو يعيشون في الغربة حياة مأساوية وقسم منهم حصلو على لجوء سياسي وإنساني في دول الغرب (الكافر حسب تعبيرهم) وكان غالبيتهم يستفيد من نعم الغرب الكافر. وقسم كانو يعيشون في الدول المجاورة في إيران وسورية والاردن وتركيا لاجئين غير معترف بهم في دول الجيران بل يعملو بمختلف المهن البسيطة فقط ليعيشو لاغير واولادهم في المدارس من افقر الطلبة . 4- هؤلاء الاقزام في السياسة لم يستطيعو إدارة البلد بل بقى الحكم يواجه ازمات حقيقية حيث الاقتصاد منهار , العراق خارج من حروب متتالية من حكم دكتاتوري وبقيتْ الازمات تتراكم واحدة بعد الاخرى واذا عولجت علاج غير جذري بل ترقيعي . 5- الصراع على قدم وساق بين الجهات الحاكمة لان أموال النفط بدأت تتهالى على ميزانية الدولة العراقية . لم يُصدق هؤلاء الاقزام في السياسة بأن هذه الاموال هي تابعة للميزانية العراقية وإنتهزو فرصة للاستحواذ عليها بعد محاربة مؤسسات الدولة التي تنظم امور البلد الاداري والمالي مثل مؤسسة النزاهة – البنك المركزي العراقي كي تلعب كما يروق لها . 6- على ضوء التشكيلة التي ذكرتها بقيت العلاقات بين حكومة المركز وحكومة الاقليم متشنجة ومتوترة لم تصبر ان تنهي مشكلة لتظهر ثانية اكثر تعقيدا وأكثر وبدأت تتراكم كان احيانا تصل الى حد الصراخ غير المؤدب . 7- بقي الخلاف بين حكومة المركز وبين قوات التحالف وحتى مع الدول التي وقع العراق معها معاهدات ستراتيجية ولكن هذه المعاهدات لم تُفعل . العراق في خلاف مع قطر والسعودية وتركيا ومع بعض دول الخليج . لكن الحكم في العراق صديق حميم لايران الشيعية . 8- غابت سياسة التفاهم في البلد بل كانت سياسة الاقصاء الجسدي والمهني والاكاديمي والمالي هي شعار الحكومات التي جاءت منذ 2003 حتى يومنا هذا .
انا مواطنة عراقية مواظبة على متابعة الوضع الامني والسياسي والعسكري لبلدي العراق . وعليه اقترح الاتي لانقاذ العراق من هذا المازق 1- أقول للقوى السياسية الموجودة في الحكم التي تعتمد على إلاستقواء بقوى الخارج هو خسارة في خسارة لان العالم اليوم قرية صغيرة ولا تستطيع اية جهة سياسية او عسكرية إخفاء التعاون مهما كان نوعه بسبب التكنلوجية المتقدمة اليوم وسرعة الاتصالات وفضح الامور السرية. 2- تغيير القيادات السياسية وعلى الاحزاب التي تقود السلطة ان تدرك بأن هذه القيادات الحالية فشلتْ بإقتدار قيادة العراق منذ عام 2003 حتى يومنا هذا . كلها أحزاب معارضة كانت سابقا وأعطت ضحايا من كل الاطراف دون إستثناء وهنا يتطلب من القواعد والشعب العراقي أجمع نبذ هؤلاء القياديين الذين اكلو حق ابناء الشعب وجرو البلد الى الحرب الطائفية والدينية والقومية والان العراق عبارة عن (صحن زلاطة خايسة ) . وإنقاذ الوضع السياسي هو من ايدي الشعب العراقي لاغير . 3- محاربة الفساد المالي والاداري والسياسي والمهني واجب وطني مقدس اليوم قبل غد كفاية سفك الدماء أيها السياسيون . 4- تغيير القيادات العسكرية أصبحت مهمة الجميع والمجيئ بقيادات عسكرية كفوءة أمينة وطنية غير طائفية مهمة ملحة جدا جدا . 5- القوى الحاكمة معنية بإصلاحات داخلية أقصد داخل أحزابها وقوائمها 6- الابتعاد عن الروح الانتقامية وأخذ الثأر بين ابناء البلد الواحد وبين عشيرة واخرى او قرية واخرى . 7- تفعيل دور المصالحة الوطنية على الصعيدين الحزبي والجماهيري ووضع برامج وخطط لنقاط الالتقاء وتأجيل نقاط الاختلاف . 8- إيقاف النهج التهجمي في البرلمان واللجوء الى الخطاب الهادئ والبحث عن نقاط التوافق . 9- محاربة الفساد في جميع أجهزة الدولة واقصد هنا الفساد الاداري المالي الحزبي الطائفي القومي . 10- محاربة التمسك بالامتيازات والتصارع غير المجدي من اجل فرض الاقوى على الساحة السياسية . 11- إعادة النظر بعلاقات الدولة العراقية مع التحالف الدولي ,الامم المتحدة والدول التي لدينا إتفاقات دولية معها 12- طلب دعم من مصادر متعددة الجوانب اقصد هنا الدعم المعنوي والعسكري والسياسي وأكثر من مصدر كون العراق يُدافع عوضا عن كل العالم المسالم ضد قوى متوحشة إسمها داعش وهو عدو للبشرية جمعاء . 13- تحسين وتطوير القوات الجوية العسكرية والاهتمام بنوعية السلاح الذي يُشترى 14- الاهتمام بإمور النازحين الذين يُقارب عددهم أكثر من مليونين مواطن من مختلف الاعمار والوان الشعب العراقي .
#كاترين_ميخائيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفصلية نوع من تجارة البشر
-
رسالة الى وزير الخارجية الاماراتي
-
العراق في الصحافة العالمية
-
دنيا ميخائيل = دنيا الوطن
-
الجيش العراقي عام 2015
-
الجيش العراقي 2015
-
عواقب زواج القاصرات في العراق الديمقراطي
-
الاقليات تتكلم في مجلس الامن
-
لماذا أدعم العبادي ؟
-
العنف ضد المرأة الحلقة الثانية
-
مسلسل العنف ضد المرأة العراقية
-
رد على مقالي بخصوص المنطقة الامنة للمسيحيين
-
منطقة امنة للمسيحيين
-
السيدة النزيهة النائب شروق العبايجي
-
كفى كفى دماء الابرياء تُسكب
-
جعفر حسن والميادين
-
الفساد + الفاسدين = الارهاب
-
بطلات عراقيات عام 2014
-
المصالحة الوطنية الى اين ؟؟
-
تحية لرئيس حكومة أقليم كردستان السيد نيجرفان برزاني
المزيد.....
-
صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع
...
-
الدفاع الروسية تعلن إسقاط 8 صواريخ باليستية أطلقتها القوات ا
...
-
-غنّوا-، ذا روك يقول لمشاهدي فيلمه الجديد
-
بوليفيا: انهيار أرضي يدمّر 40 منزلاً في لاباز بعد أشهر من ال
...
-
في استذكار الراحل العزيز خيون التميمي (أبو أحمد)
-
5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة
-
قتيل وجريحان بهجوم مسيّرتين إسرائيليتين على صور في جنوب لبنا
...
-
خبير أوكراني: زيلينسكي وحلفاؤه -نجحوا- في جعل أوكرانيا ورقة
...
-
اختبار قاذف شبكة مضادة للدرونات في منطقة العملية العسكرية ال
...
-
اكتشاف إشارة غريبة حدثت قبل دقائق من أحد أقوى الانفجارات الب
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|