أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود سعيد كعوش - تجليات الياسمين بقلم: محمود كعوش














المزيد.....

تجليات الياسمين بقلم: محمود كعوش


محمود سعيد كعوش

الحوار المتمدن-العدد: 4836 - 2015 / 6 / 13 - 14:09
المحور: الادب والفن
    


تجليات الياسمين بقلم: محمود كعوش

لآلآلآ...لا تبكِ أيها الياسمين

عندما يَبْكي الياسمينُ
يكونُ قدْ داهمَ دمشقَ الطوفانْ
وَسُرِقَ منها الأمَلُ والأمْنُ والأمانْ
وباتَ أهلُها بِلا طمأنينةٍ واطمئنانْ
وشادَ فيها بومُ النحسِ سوءَ المقامِ ودَمَرَّ البنيانْ
وعاثَ فساداً بلا رأفةٍ ولا رحمةٍ ولا حنانْ
وأهلَكَ الحَرْثَ والنَسْلَ والإنسانْ
وفَتَكَ بكلِ ما فيها وأطلقَ للشرِ العنانْ
وأتى على الحجرِ والشَجَرِ والرياضِ والجِنانْ
ثمَ عَرى واستباحَ أبداناً لطالما حفظها الرحمنْ !!

عندما يبكي الياسمينُ
يكون قد خطَفَ بلادَ العُرْبِ الدعاوشةُ و"إخوانُ الشيطانْ"
وسادَتْ في عواصمها أوكارُ الذئابِ ونَحَتَتْ أعشاشَها الغربانْ
وضَجَتْ المُروجُ بالأنينِ يُوارِيها الفَناءُ ظلاماً ويسودُها البُهْتانْ
وتوارتْ منها محافلُ الفرحِ ويبستْ وتهاوتْ الأفنانْ
وزُمَّتْ ليالٍ خَلَّفَتْ وراءَها الوَنى والهَمَ والأحزانْ
وحَلَّتْ في دوحة اللِّقا ليالٍ مُثْقَلاتٌ بالغَمِ والفقرِ والحرمانْ
وأمست أغاريدُ الطفولةِ فيها أنجماً بلا نَغَمٍ ولا عنوانْ !!

عندما يبكي الياسمينُ
تُذرفُ الدموعُ في كل حينِ وأوانْ
وتتهدجُ وتضيقُ الصدورُ فيلفظنا المكانْ
وتتغيرُ كلُ قوانينِ وأعرافِ الزمانْ

عندما يبكي الياسمينُ
تنفطرُ الأفئدةُ وتتطايرُ العقولْ وتَقْشَعِرُ الأبدانْ
وترتحلُ عنا للماضي المشاعرُ والأحاسيسُ والأشواقُ
ويهجرُنا بلا رجعةٍ الأمنُ والأمانْ

عندما يبكي الياسمينُ
نفتقدُ الهمسةَ والبسمةَ والرِقَةَ والحنانْ
وتُغادرُ حاضرَنا الأفراحُ وتعمُ الأتراحُ
ونحيا أحلامَ المستقبلِ بلا أملٍ ولا اطمئنانْ

لا تبكِ أيها الياسمينُ الدمشقيُ والتونسيُ
ولا تحزنْ أو تأسى ولا تكتئبْ أو تُضانْ
جراءَ نوائبُ الدهرِ وجورُ الخفافيشِ والغربانْ
وزمرةٍ من خونة المستعربينَ والعربانْ

ولتُعِدْ للحياةِ طعمَها ورونقَها
فبكَ ومعكَ تعلو أصواتُ المنابرِ
وتُقرعُ الأجراسُ ويرتفعُ الأذانْ

كَمْ أعشَقُكَ أيها الياسمينْ...كَمْ أعشَقُكْ

بكَ ومعكَ تُعندلُ العنادلْ
وتُهدهِدُ الهدائدُ
ويهدلُ الحمامُ
وتُزقزقُ العصافيرُ
وتُغَرِدُ الطيورْ
بِحُبٍ وشوقٍ وحُبورْ

تُزقزقُ وتُغَرِدُ العصافيرُ والطيورُ في الخمائلْ
وفي الرياضِ والجنائِنِ والمشاتِلْ
وعلى الأغصانِ وأسطحةِ القصورِ والمنازلْ

وبكَ ومعكَ تنطلقُ الألسنةُ مِنَ المحاجرْ
وتصدحُ عالياً بالشُكْرِ كُلُ الحناجرْ
وتَشْدو بالتهليلِ والتكبيرِ مِنَ المآذنِ والمنائرْ
وتخطبُ ودَ الناسِ مِنْ صَفْوَةِ المذابحِ والمنابِرْ

وبِكَ ومَعَكَ...
نتَحَلى بالصبرِ ونتَجَمَلُ بالإيمانْ
ونتعطرُ بأطيب وأفخرِ العطورِ
مِنْ شَتّى الصُنوفِ وأبهضِ الأثمانْ
ونتباركُ بِعِبادَةِ اللهِ وحُب الأنبياءِ
وترتيلِ الإنجيلِ وتجويدِ القرآنْ

فلا تبكِ أيها الياسمين...لا تبكِ
لالالا...لا تبكِ أيها الياسمينْ !!

أطيب تحيات
محمود كعوش
[email protected]



#محمود_سعيد_كعوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إليك يا شهيد العزة والكرامة : بقلم محمود كعوش
- هي امرأةٌ أخرى متميزة !!
- أعذرني أنا امرأة أخرى !!
- حقاً أنها امرأةٌ أخرى
- هي امرأة...يا لها من امرأة
- حوارٌ دافئ وحميم لم يكتمل بعد !! بقلم: محمود كعوش
- حوارات دافئة وحميمة (50) بقلم: محمود كعوش
- ذوقُكَ هو ذاكَ الجمالْ بقلم: محمود كعوش
- حوارات دافئة وحميمة (49) بقلم: محمود كعوش
- إني أظَلُ عليكِ مِنْ قَطْرِ النَدى
- حوارات دافئة وحميمة (48)
- كُنْ لي لا لِغيري
- حوارات حميمة ودافئة (47)
- العودة حق مقدس بقلم: محمود كعوش
- حوارات دافئة وحميمة (46) بقلم: محمود كعوش
- حوارات دافئة وحميمة (45) بقلم: محمود كعوش
- نعم هي امرأة إستثنائية!!
- هي امرأة أخرى...فتحية لها
- حوارات دافئة وحميمة (44) بقلم: محمود كعوش
- حوار دافئ وحميم (43) بقلم: محمود كعوش


المزيد.....




- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود سعيد كعوش - تجليات الياسمين بقلم: محمود كعوش