أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حلوة زحايكة - سوالف حريم - فنون تشكيلية














المزيد.....

سوالف حريم - فنون تشكيلية


حلوة زحايكة

الحوار المتمدن-العدد: 4836 - 2015 / 6 / 13 - 14:04
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


حلوة زحايكة
سوالف حريم
فنون تشكيلية
16-8-1991
الساعة العاشرة صباحا، انهيت معظم عملي في الصحيفة، صعدت الدرج الى الطابق العلوي، دخلت غرفة مدير التحرير الأخ والصديق والشاعر علي الخليلي، "أبو سري" طرحت الصباح عليه، وطلبت منه إذنا بالخروج لمدة ساعة، اأخبرته أنني أود أن أذهب لمشاهدة معرض الفنان التشكيلي سائد حلمي، وافق على طلبي، شرط أن لا أغيب طويلا، حتى لا نتأخر باعداد الصفحات اليومية للصحيفة، حملت حقيبتي على ظهري ونزلت السلالم مسرعة، فمعروف عني بأنني أسير بخطوات سريعة، متوجهة الى المسرح الوطني الفلسطيني- الحكواتي- الذي يبعد مسافة بضعة مئات الأمتار عن عملي، دخلت القاعة، كانت واسعة جدا، واللوحات تزين الجدران، هناك ثلاثون لوحة زيتية، متنوعة من صميم الواقع الفلسطيني، فمن حياة المخيم الى مشاهد من معتقل "انصار 3" الذي أمضى فيه الفنان ستة اشهر، الى مشاهد من الطبيعة المعطاءة.
اللوحات الموجودة لا تحتاج الى شرح، فقد كانت تتكلم لوحدها، وتشرح ما فيها، لأنها تحاكي واقعنا الأليم، فعندما تقف امام لوحة "وداع واسلاك شائكة" تجد نفسك تسمع الحديث الذي يدور من خلف الأسلاك، وبكاء المرأة العجوز الذي لم يرحم المحتلون شيخوتها، تقف تبكي وطنا بيع في بلاط الحكام العرب، ورجل عجوز يرفع يده صارخا خلف الأسلاك الشائكة التي مزّقت الوطن الى أشلاء، مددت يدي الى اللوحة شعرت بأن الأسلاك تخترق يدي فجفلت، وتراجعت الى الخلف.
أشحت وجهي الى الجهة المقابلة، كان هناك لوحة الحصاد، وجدت نفسي أسير داخل الحقل، بين النساء والأطفال والرجال الذين يقومون بعملية الحصاد، سمعت أصوات المناجل وصوت السنابل وهي تقطع وتجمع وتكدس السنابل فوق بعضها البعض.
عند دخولي الى المعرض، في الوهلة الأولى شدني الابداع الفني، وسرعان ما تحول الابداع والدقة المتناهية في التعبير الى حزن وألم يخيمان على كل لوحة.
وقفت اتأمل احدى اللوحات، كنت أشعر بأنها تصرخ من الألم وهي تنادي الأنامل الرقيقة التي وضعت لمساتها عليها.
كانت تنادي سائد الذي لا يستطيع أن يرى عيون الناس، وهي تبدي إعجابها بروعة اللوحات التي لم يستطع أن يمحو الألم منها.
كانت تناديه وتستحلفه بالحضور، لأن جمالها لن يكتمل بدونه، وكلما أشحت وجهي الى لوحة أخرى كنت أشعر بنفس الشيء، الى ان أصبحت أسمع صراخ جميع اللوحات معا، وهي تبكي وتصرخ وتستحلفني بأن أحضره.
وقفت بين اللوحات أستجمع قوتي مانعة الدمع أن ينهمر من عينيّ، حتى لا أضعف أمامها؛ لأنني لا أستطيع ان أجيبها، قلت لها: أيّتها اللوحات الرائعة، لوكان باستطاعتي إحضاره لأحضرته، ولو كان هو الآخر باستطاعته الحضور لما تأخر لحظة واحدة، وتابعت حديثي اليها وقلت: يا لوحات سائد الجميلة، اذا أردتن ان تكسرن القيد وان تنتصرن، يجب أن تكن في أبهى صورة؛ من أجل جذب أنظار المشاهدين، كي ينتصر سائد هناك، هناك رغما عن الجميع.



#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهيد من بلدتي - محمد سلامة عيد زحايكة
- شهيد من بلدتي - عبدالكريم محمد وراد زعاترة
- سوالف حريم - من يسقي الورد؟
- شهيد من بلدتي - جميل حمدان سليم زحايكة
- سوالف حريم -التجربة الأولى-
- سوالف حريم -زواج القاصرات
- سوالف حريم - -ذات صباح-
- سوالف حريم -هالو سامعني
- سوالف حريم - جريمة
- سوالف حريم - طاحونة ستي
- سوالف حريم - عباءة ستي
- سوالف حريم - غطاء رأس ستي -الوقاة-
- سوالف حريم - انتماء
- سوالف حريم - ثوب أمّي وستي
- سوالف حريم - سقا وعكّة ستي
- سوالف حريم - قربة ستي
- سوالف حريم - غُفْرة ستّي
- سوالف حريم - طبق أمّي وستي
- سوالف حريم - الدّبّيّة
- سوالف حريم - نول ستّي


المزيد.....




- فرمان هام بصرف منفعة عمان للمتعطلين عن العمل والمرأة الغير م ...
- السن الملائم للتقاعد للنساء في الجزائر 2024 الحكومية الجزائر ...
- 800 دينار جزائري مع 300 دينار لرعاية الأطفال .. شروط منحة ال ...
- ضوابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالمنزل 2024.. موقع الو ...
- “وزارة العمل الجـزائرية”.. طريقة حساب معاش التقاعد للموظفين ...
- “الأحوال الشخصية العراقي”!.. متى تسقط النفقة عن الزوجة في قا ...
- كيف تعيد النساء تعريف النجاح في مجال التمويل؟
- ” استفيدي من الدعم الآن”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الما ...
- “إذا توفرت الشروط سوف تحصلين على 800 دينار”.. شروط التقديم ف ...
- انقض على حقيبتها وجرها على الرصيف.. كاميرا مراقبة توثق سرقة ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حلوة زحايكة - سوالف حريم - فنون تشكيلية