أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هالة سمير أبوفايد - الهايكو وبوذية الزن














المزيد.....

الهايكو وبوذية الزن


هالة سمير أبوفايد

الحوار المتمدن-العدد: 4835 - 2015 / 6 / 12 - 08:14
المحور: الادب والفن
    


الهايكو وبوذية الزن :

شعر الهايكو هو ضرب من القريض الياباني المورد ، قُرِن في نشأته بادئ الأمر بمقدم بوذية الزن إلى اليابان حيث لم يكن ثم سواه للمشافهة بتعاليمها وسننها رواية عن المرشدين الأُوَل وعلى صراطهم المستنير ، ومثله كمثل مآدب الشاي والفنون القتالية وماسوى ذلك من تقاليد الزن الزاهدة والتي لم يُخبها الدهر ، برغم مانالها من التحسين والتطور ...

على هامة صخرة حدباء ..
طفقت زهور الكاميليا بالتسلل صوب المنحدر...
إلى اليم ...
ميورا يوريور ..

لم يؤت للهايكو على أي ذكر في الغرب حتى مطلع العام 1950 ، وجل الفضل في ذلك يعود للياباني كانيكو توهتا والذي قُلد لقب الأب الروحي لمدرسة الهايكو الحديث ، حيث شحذ رحله نحو استراليا وهناك سعى إلى أن يصبغ على الهايكو حلة العالمية ..
وخلال العقد المنصرم تعاظم اهتمام الغرب بتطوير الهايكو والإعلاء من شأنه ، وفي خضم ذلك أُنيط عنه الشئ الجليل من عراقته وأصالته وجوهره ومكنونه حتى طفق يتداعى بين أكناف الامبريالية الرأسمالية وقولبه الغرب ليتلاءم ومعطياتهم الحضارية ...
يتكون الهايكو التقليدي من 17 مقطعا أو صوتا مقسمة ل3 فقرات تُنظم كالآتي :
5أصوات
7أصوات
5أصوات
ومع ماشابه من أطوار وذويانه عبر الزمن لم يعد الشعراء اليوم يلتجمون بذاك التكوين سواء كان يابانيا أو انجليزيا ...
بيد أن المقاطع الشعرية الانجليزية تمتاز عن مثيلاتها اليابانية بمغالاتها في الطول فمقطوعة مجملها 17 صوتا انجليزيا لهي أغزر حصادا وأشد اكتنازا من نظيرتها اليابانية ذات ال17 مقطعا أيضا ...
زايل اليابانيون الهايكو قاصدين تخليد وقنص تفصيل لحظي من تفاصيل البسيطة ، كضفدع ناقز يلتحق لحاء إحدى الأشجار ، أو زهرة في انحنائها للريح ،فهو ليس ببعيد عن التأمل " Meditation" وأنا أجنح إلى القول بتسميته بالتأمل المخطوط ، فإنما هو محض يقظة آنية مجردة من كل بواعث النفس وانطباعاتها ..

مع استعار الاصباح ..
تململ الدلو في جوف البئر ..
سائلاً للسقاء...
فهو تخليد لوحدة الوجود وذاك لب الزن ، فالكرى والمعاناة مبعثهما ما نُشِئنا عليه من رغوب عن الكون والطبيعة وشعورنا الدائب بالشقاق عنها ويكأننا كيانيين متباينين ، فخوفنا منبثق من عزلتنا وركوننا إلى عالم لايد لنا في بنيانه ولا صنعناه بأيدينا ، ممارسة الزن والهايكو من شأنهما إذابة وسلوان جل مايعترينا من مشاعر بالانفصال عبر تجربة التوحد ، حيث يدع الشاعر اللحظة الآنية طليقة حرة تخلق ذاتها بذاتها، مالكة لناصيتها فلا يتخلى عن حياديته نحوها ولايدع مشاعره الخاصة تجنح إلى أي منها ، حينها فقط يصير هو ومحيطه البيئي كيانا واحدا لايتجزأ ...

صرير لوابل من السقيع ..
أُلجم نفسي كما بالأمس
عودٌ غرٌ من السنديان ...
هكذا لايُجرف الشاعر غاليا بل ينوء بنفسه عن النأي وتعتضد نفسه والهايكو ، يلتصق ومبعثات الكون ، عندما يتلاشى إغراقنا في ذاتيتنا ونهيم في الأرض سياحا ، فقط حينها نتمكن من وهب أنفسنا للعالم ، يصدح الهايكو وعلى خطاه يستحيل هو والكون على نغمة واحدة لايشوبها مراء أو شحناء ...
عندما لقي بوديراها مؤسس الزن امبراطور جنوب الصين سأله الأخير أن يبين له قولا واحدا في البوذية وتعاليمها فأجابه : هي الخواء الشاسع السابغ للنعم الذي لايحدوه مقدس ولايتوارىبه أي شئ ذا قيمة ، ذلك التعبير الثوري تردد عبر الأزمان وأثبتت الفيزياء الكمية حجيته ، بأن الذرة والتي هي أصل الكون تتكون في 99.999% من الخواء...

في الأسحار ، حيث لاعباب ولاريح...
غُمر الزورق الخالي بشعاع القمر ..
دوجين ...
في الهايكو والزن يجال الطرف فيما هو مغضوض عنه أو مسلم به لدى العامة ، نهب اهتمامنا لما يتناساه الناس ويذوى في خضم حياتهم اليومية...



#هالة_سمير_أبوفايد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصائد بوذية - في مهجع الموت-


المزيد.....




- -أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة ...
- الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
- “من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج ...
- المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ ...
- بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف ...
- عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
- إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع ...
- تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...
- ”أحـــداث شيقـــة وممتعـــة” متـــابعـــة مسلسل المؤسس عثمان ...
- الشمبانزي يطور مثل البشر ثقافة تراكمية تنتقل عبر الأجيال


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هالة سمير أبوفايد - الهايكو وبوذية الزن