محسن حسن
الحوار المتمدن-العدد: 1339 - 2005 / 10 / 6 - 12:13
المحور:
كتابات ساخرة
سمعت حكومة شرق استان خبرا مفاده بأنّ الغرب يقول عن الموطن الشرق استاني مقهور( يا ولداه) لا يتجرّأ حتى على الكلام في بلده يخاف من أي موضوع, وفي أي قضية مهما كان هذا الموضوع بسيط وتلك القضية عادية, نظراً للقمع الذي يتعرض له هذا المواطن أو ذاك من قبل الأجهزة الأمنية بحجج واهية وتحت مسميات(فايتي بالحيط) كالأمن واستتباب الأمر والسهر على راحة العباد, وما إلى هنالك من أنشاد, فهذه المسميات كثيراً ما تتلطّى ورائها الحكومات, على إنها الضرورة القصوى والتي فرضت علينا شئنا أم أبينا, مادامت شرق استان في حالة حرب دائمة مع كل البلدان, لذا على المواطن الغلبان, ان يتنازل قليلاً عن الحرية الشخصية من اجل استقرار البلد وراحت الشيخ والولد, ناهيك عن المصلحة العامة...
فالأمن أولاً, وحرية المواطن عاشرأ.... سيما والمغلوب على أمرو هو أصلاً مقموع, في البيئة الأسرية التي عاشها أولاً, ومارسها على أبنائه ثانيا,ً فالمجتمعات الشرق استانيه يا سادة يا كرام يعشش في جينات أبنائها الهوان , لأنها وبكل بساطة ولّدت عندهم شيء يسمى الخنوع, مع إن الحكومة دائمة القول بأنّ الاستقرار هو مطلب جوهري للشعب وأهم بكثير من تلك البدعة التي تسمى بالديمقراطية....
لذا قرّرت المفوضية الأوربية فرض عقوبات بالجملة على الحكومة آنفة الذكر, حتى تجري إصلاحات جذرية تعود فيها الديمقراطية للبلد الذي فقدها منذ عام (ألف وتسعميه وخشبة) وأن تعود (الثرواة) لأصحابها وتسود الحرية في كل أرجاء البلد.........
عندها فقط تعلّق العقوبات وتعود تلك الدولة المارقة, إلى أحضان الأسرة الدولية تتنعّم في علاقات دبلوماسية محترمة مع جميع الدول...........
أرّق هذا القرار حكومة شرق استان فاتخذت إجراءات مناسبة وسريعة لكي تجعل العالم يغيّر النظرة السلبية التي كونها بفضل الأعلام المسيّس في الحكم الشرق استاني...
وهكذا
صدرت الأوامر من قبل السلطات العليا للأجهزة الأمنية على تنفيذ الفرمان التالي..............
1- أن يكون في كل شارع وزقاق حاجز يقطع دروب المارة
2-ان يفرض على كل مواطن مبلغ قدره خمسين متليك
3-تسجيل كل كلمة يتلفظ بها احد المواطنين أثناء الولوج إلى الضفة الأخرى من الحاجز لتكون دليل دامغ على حرية التعبير في وجه المجتمع الدولي
4-العمل على إثارة الحميّة عند المواطن
5-يجب ان يتأفف المواطن من هذا الفرمان الذي أحدثته الحكومة,ويقول عنه ظالم ........
إلا إن المواطن دفع المبلغ دون أن يحرك ساكن, أو ينبس ببنت شفة مما جعل الحكومة تجتمع على وجه السرعة وتقرر بالإجماع رفع المبلغ إلى النصف أي مئة متليك, علّ وعسى ينتفض المواطن هذه المرة ويشلطم :على هكذا فرمانات , لكن لا حياة لمن تنادي, فمواطنيّ تلك البلدان النائية تعوّدت على القمع والأزلال منذ و آلاف السنين فكيف لها أن تتكلم بين عشيةٍ وضحاها .....
دعا رئيس الحكومة وزراءه على عجل بعد إن خاب رجاءه في حث المواطنين على الكلام وطلب معرفة هذه الظاهرة التي أسكتت الجميع إلى درجة الخرسنة واتخاذ إجراء مناسب يجعلهم يتكلمون (ولو على عينك يا جارة)....
انتفض وزير البيئة واقفاً بين الجموع وقال: يا سيادة الريس عندي خطة( ما بتخر المي) لعلها تأتي بالنتيجة المرجوّة لما نصبوا إليه, واخذ يسرد خطته بعد إن أشار له كبير القعدة بذلك...
نضع يا سيادة الريس على كل حاجز جلّاد إضافة لقابض المبلغ ونجّلد كل مواطن يمر على تلك الحواجز عشر جلّدات, بعد أن يدفع تمام الدية, ومن ثم نطلق سبيله بعد إن ننعته بكلمات نابية , عندها لا حول له ولا طول سوى ان يتظلم ويقول: لعمه ولو شو انا حمار حتى آكل كل هل ضرب... وبهذا نكون قد فككنا عقدة لسانه وبينّا للغرب بأنّ المواطن الشرق استاني يعترض ويقول بعض الكلمات بكل حرية , وبكثير من المسئولية -المهم -
طُبقت الخطة في اليوم الثاني لإقرارها مباشرةً , على أكمل وجه, واصطف بعض المواطنين على أحد الحواجز ينتظرون دورهم, فلا سبيل للعبور إلى بيوتهم سوى هذا الحاجز, واخذ الجلاّد يكيل السوط تلوى السوط بعد إن يقبض المحاسب من كل عابر مئة متليك على أن يتكلم ويندد بأعمال الحكومة الغير مفهومة دون جدوى, وبعد إن ازداد عدد الوافدين على هذا الحاجز, وبات المواطن ينتظر دوره ساعات ليعبر صرخ شاب كان يقف بزيل الرتل من ذوي العضلات المفتولة (يعني بالمشرمحي جمال أجسام) وبصوت جهوري قائلاً (ولك يا عمي شو هل الظلم؛؛؟؟ , ما في غير هل زلمة عم يضرب جيبو تنين تلاتي يساعدوه بالضرب وخلّصونا ولله حرام) وهكذا لم تخيّب الحكومة رجاء صاحب العضلات المرعبة, وأتت بدوريات مشتركة لتسرع عملية العبور.............
ثمة من شاهد مواطن على احد الحواجز يتناوب عليه ثلاث عناصر من فروع مختلفة وبيدهم كرابيج مجدولة,وهم( يتوسّلونه جلداً) لكي ينطق حرفاً واحدا من اجل الديمقراطية , ولكن عبساً تحاول.
#محسن_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟