أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - رجال التعليم و النقابة الدينية في المغرب














المزيد.....


رجال التعليم و النقابة الدينية في المغرب


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 4834 - 2015 / 6 / 11 - 23:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المثير أن تتكاثر فئات تدعي الصدق الديني في مجال التربية و التعليم,و تنحاز لحزب العدالة و التنمية,من منطلق أن ما يصرح به هذا الحزب من إجراءات,هي حتما متعارضة مع مصالح رجالات التعليم و عموم الموظفين,فكيف يحدث ذلك؟و ما هي آليت التعبئة السياسية التي اعتمدتها نقابة الحزب لربح ثقة هذه الفئة؟؟
1_متغيرات في الجسم التعليمي
من المؤكد أن تركيبة رجالات التعليم,عرفت تحولات,على مستوى واقعها الإجتماعي و الثقافي و حتى السياسي,من حيث,أن ارتفاع مدخولها مقارنة مع السنوات و العقود السابقة,تزحزح,رغم الزيادات المتوالية,مما أثر على الوضع الإجتماعي,و سمح باستشعار أهمية تغيير المواقع على المستوى السكني,و حتى العلاقات الإجتماعية,ينضاف إلى ذلك,حساسية حفاظها على بعض المكتسبات التي أمنت لبعضها مدخولا إضافيا,من خلال القطاع الخاص,مما أثر على حساسية مواقفها,بالرغبة في التقرب من رجالات القرار السياسي,أي أغلبية الحكومة,و بذلك فمن الملاحظ أنها,بانشغالها لتحسين وضعها,ابتعدت عن معترك الصراعات النقابية,التي كانت تفرض فهم اللعبة السياسية و الإهتمام بها,و هذا بدوره سوف يقود,لتراجع على مستوى الإهتمام بما هو ثقافي,مع التفرغ لما يحسن وضعها أو على الأقل يحافظ على ما تعتبره امتيازات بسيطة نسبيا,مقارنة مع الوضع السابق,أيام قيادتها لمختلف الصراعات الإجتماعية.
2_السياسة التعليمية
من الملاحظ,أن سياسة الدولة تجاه التعليم,علقت على طبيعة تكوين الحكومات,بحيث يترك المجال فيه مفتوحا للصراعات الحزبية,و تبعات ذلك,بحيث تصاغ الإتفاقات,و يعصف بها من طرف أغلبية جديدة,لم تساهم في صياغة المتركزات الأساسية للإصلاح التعليمي,فيظهر فشل المنظومة التعليمية,كنتاج لعدم اتفاق الفرقاء,و ليس لعدم جدية الدولة ,حتى إذا ما فشلت الحكومة,أو الأغلبية المشكلة لها,تدخلت الدولة بما سوف يكشف عنه كمشروع جاهز,لن تتجرأ القوى الفاعلة على الإعتراض عليه,ببساطة لأنها فشلت في حسن تدبيره,و ليتحقق ذلك,كان لزاما أن تنهار الإختيارت القديمة لنقابات التعليم,لصالح نقابات مختلفة,تدعم اختيارت الحكومة و أغلبيتها في تفويض مسألة التعليم للدولة,و هنا من المؤكد أن تراجع الفكر التنويري لدى فئات التعليم يساهم في بروز مد تقليدي في صفوفهم,يراهن عليه بشكل مزدوج كما سبقت الإشارة لذلك,.
3_النقابة الدينية و التعليم
انخرطت النقابة الدينية,أي الإتحاد الوطني للشغل,في استراتيجية حزب العدالة التنمية,الذي دعا أدرعه غير الدعوية,للإنخراط في المعركة الإجتماعية,بحيث يحكم الحزب و يعارض في الوقت نفسه,ليضايق المعارضة,و يراكم قدرة دينامية على التأثير في رجالات التعليم,الذين سمحت متغيراتهم السوسيوثقافية لهم,بتقبل خطابات نقابية دينية لأول مرة في تاريخ الفعل النقابي في المغرب,بعد التجربة التي خاضها شبابهم في الجامعات المغربية,و فرضوا فيها وجودهم,بفعل ضعف قوى اليسار,الذي ترك فصيلا وحيدا في الساحة الطلابية,يصارع حفاظا على الفكر التقدمي.
4_نقابة السلطة الدينية
كما هو حال الحزب الديني,فكذلك نقابته,تعتبر الإلتزام بقواعدها فعلا إيمانيا,فحتى لو كانت خياراتها ضارة بمصالح أتباعها,فإنها إن ضمنت هيمنة الحزب الديني,تكون ناصرت إخوانهم في السلطة السياسية,الذين حتما سوف يردون على الجميل النقابي بجميل سياسي,مصلحي مغلف بما هو عقدي,فالأغلبية إذا ما تحققت للحزب الديني,سوف يستفيد منها الفاعل النقابي و أتباعه من المنخرطين,بل قد تكون النقابة الدينية مدخلا للإنخراط السياسي في الحزب الأغلبي,بما يعنيه ذلك من سلطة,افتقدها رجال التعليم أو بعضهم عندما تناحر اليسار دفاعا عن مناصب المسؤولية و الزعامة و القيادات التي طالما احتل مراتبها رجال التعليم و نساؤه.
خلاصات
لم تكن قوة النقابة الدينية كما تصورها حزب العدالة و التنمية,لا في التعليم و لا في غيره من القطاعات,لكن مقارنة بالفترة التي تأسست فيها,فإن الأمر مزعج مستقبلا,مما يعني تراجع مشروعية الفعل النقابي,بشقيه الحزب و حتى المستقل,مما يفرض توحيد آليات العمل النقابي,و تجديد أشكال التنظيم و حتى الصراع,فلم يعد النقابي يحضر اجتماعات رجال التعليم,مكتفيا بوضع أو تعليق بيانات النقابات على السبورة الحائطية,و الحاضر لا يقوى على المشاركة الفعالة و لا الحوار مع فئات تنتظر منصتا,يجيد التعبئة و التفعيل الحركي للجان مؤسسات التعليم و التربية.
حميد المصباحي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف عربيا
- الديمقراطية و إعدام مرسي
- بن كيران و الزعامة
- حزب الله,المقاومة و التجديد
- طقوس السلطة و أبعادها
- اختلافات الجهاديين السياسية
- المسأل النسائي في المغرب
- داعش و تدمير الآثار
- السلطة السياسية في المغرب
- أزمة تطور المجتمعات العربية
- الثقافة بين الحياد و الإنحياز
- فاشية القتل حرقا
- الآداب و الموقف
- الريع و السلطة في المغرب
- لادينية الدولة ولا دينية الدولة و الدين
- العقلانية و الدين
- عولمة الإسلام السياسي
- الثورات و الشبهات
- العقلانية و التجديد
- سلطة الطبقة و سلطة الخلافة


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - رجال التعليم و النقابة الدينية في المغرب