ابراهيم جادالكريم
الحوار المتمدن-العدد: 4832 - 2015 / 6 / 9 - 17:23
المحور:
الطب , والعلوم
لا شك أن المكتوب فى هذا الموضوع يشكل مكتبات ضخمه ومخطوطات منذ قجر البشريه وربما أن ما كنب فى هذا العلم أكثر مما كتب فى الطب والكيمياء وهو بلا شك سابق كل العلوم البشريه تفكيرا وممارسه ولكن المعروف عن الأنسان أنه يخشى الغامض وكل ما يتعلق بالروح ربما لخوفه على حياته شخصيا أو ربما لنواحى ومعتقدات دينيه كما نرى : ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى ، وهذا يعتبر قفل للبحث نهائيا وربما هذا هو السبب أنه لا يوجد من العرب من ساهم فى كتابة فى هذا ... الا عدد لا يتخطى اليد الواحده !!.
وبلغة الرياضه نقول أن الروح ... لا الجسد هى التى تمنح الأنسان شخصيته أى طابعه العقلى والخلقى وهذا واضح بذاته لا يثير أى شك ، فأن الجسد بدون الروح لا يساوى شيئا وتكون النتيجه المحتومه هى أن الروح بدون الجسد ... لا تنقص شيئا يذكر وتكون هى جوهر الأنسان ... فالروح هى صانعة الجسد كما هى صانعه مصيرها فى حدود نواميس الطبيعه وهى ليست متكافئه مع الجسد فى الجوهر حتى نضعها معه على قدم المساواة ، وهذا الفهم الذى أصبح الآن حقيقة علمية ثابته أدركه منذ القدم فلاسفه كبار كحقيقة فلسفيه وجدانيه مثل الفيلسوف الرياضى بليز باسكال Blaise Pascal (1623 – 1662 ) و رينيه ديكارت R. Descartes(1516 -1650 ) اللذان يريان أنه لا بد من التمييز الحاسم بين الروح والجسد أنه لا صفه من صفات الماده تنتمى الى النفس ولا خاصة من خصائص الجسد تنتمى الى الروح الأنسانيه وذلك حتى ولو كان الأتحاد بين الروح والجسد أمرا واقعيا لا محل للشك فيه ، ولعل لهذا السبب صرخ باسكال قائلا :
(( أية خدعه هى الأنسان ؟ أية بدعه ؟ أى هول ؟ أى أختلاط ؟ أنه موضع للتناقضات ، خارقة الخوارق حكم على كل الأشياء ودوده هزيله من ديدان الأرض ،موطن الحق و موبأة الشك والخطأ أنه مجد العالم وحثالته )).
نعم الأنسان مجد العالم كله وحثالته لأنه من ترابه ومحال أن تكون الروح من معدن التراب أو أن يكون التراب من معدن الروح أو أن تكون الصله بينهما أزليه لا تقبل أنفصاما ولعله لهذا السبب قال باسكال (( تواضع أيها العقل العاجز وأسكتى أيتها الطبيعه الهزيله وتعلمى أن الأنسان يجاوز الأنسانية مجاوزة لا متناهيه وأعرفى منزلتك الحقه التى تجهلينها .... أصغى لله ))
#ابراهيم_جادالكريم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟