|
المدرسة الميتا-عشائرية في النقد العراقي الحديث
ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم
(Majid Alhydar)
الحوار المتمدن-العدد: 4832 - 2015 / 6 / 9 - 11:47
المحور:
كتابات ساخرة
أمة تضحك الأمم المدرسة الميتا-عشائرية في النقد العراقي الحديث! ماجد الحيدر
نعم. كلنا نعرف أن "العملية السياسية" المباركة؛ التي أدخلوا العراق الى صالتها الملوثة بكل ألوان الجراثيم والفايروسات والفطريات، تلك التي وعد الجراحون المهرة الأمريكان ومن تدرب على يدهم من "ممارسين" عراقيين بأنها بعد أن تنجح باستئصال الورم الخبيث سترجع الشيخ الى صِباه؛ قد أوصلت هذي البلاد الى حضيض من الفوضى والتخلف والكراهية والإفلاس الروحي والاقتصادي والأخلاقي لم تشهده من قبل. العارف لا يعرَّف كما يقال. والأمثلة على مظاهر هذا الحضيض والإفلاس يمكن أن تملأ عشرات ومئات المجلدات التي ستظل إرثاً تاريخيا يحكي للأجيال حكايات "البطولة والمجد" التي سطَّرها (أو سطَرَنا بها-دون تشديد الراء) ساستنا الفذافيذ (وهذا طبعا جمعُ تفصيخ لكلمة فذّ) ما علينا من نزالات الملاكمة البرلمانية. ما علينا من "سالوفة" الفصل العشائري الأخير بعد "العركة" الكلامية الحامية بين "الناطق" و "النائبة" والتي استخدمت فيها العديد من الأسلحة "البلاغية" المحرمة دوليا! ما علينا من الرقم القياسي العالمي الجديد الذي سجله شيوخ عشائرنا الأكارم في البصرة بتقديم أربعين (وقيل ثلاث وقيل خمسين وقيل ثلاثين) ماجدة عراقية "فصلية" لفض خلاف عشائري بين قبيلتين. لكن أن يصل النقد الأدبي في العراق الى مستوى التحاكم الى العشيرة والطائفة والميليشيات فهذا أمر جديد كلياً. هذا حضيض النخبة. هذا كريم شانتيه الحضيض! لطالما ترفع المثقفون والأكاديميون العراقيون أو تظاهروا بالترفع عن ممارسات اجتماعية يعدونها، ومعهم الحق، بدائية ومتخلفة ولا تواكب العصر. لكن ما يحدث على صفحات التواصل الاجتماعي قد كشف المستور وأزاح القناع. تعالوا تصفحوا الفيسبوك واقرأوا المواضيع والتعليقات و "مسجات الخاص" التي يتبادلها أدباؤنا ومثقفونا وأكاديميونا وسوف تمسكون أنوفهم وتغالبون القيء و"لعبان النفس" وتتساءلون: أهؤلاء هم أدباؤنا؟ أهؤلاء أبناء الجواهري وأحفاد المتنبي؟! قبل أيام حدثت على الفيسبوك معركة كلامية حازت على 1312 إعجابا و 431 تعليقاً متحمساً بطريقة "الفزعة" على الطرفين. سأحاول أن أنقل لكم خلاصته قبل أن أودعكم في أمان الله! نشر فلان الفلاني قصة جديدة (أعترف بأنني لم أفهم منها شيئا) فعلق "صديقه" الناقد قائلاً: -إن التبئير السردي في قصتك يشتغل على مناطق أركيولوجية متمأسسة على تحقيب زمكاني قائم على ارهاصات فينومينولوجية تشكل قطيعة معرفية لا تواكب الهموم الحداثوية. - ما أسمحلك تتعده على تبئيري السردي. إنته اللي حساسيتك النقدية غير متساوقة وضحلة الى درجة لا تسمح لك بسبر أغوار ما وراء النص. -مع الأسف إنته فد واحد أنساقك مضمرة. - احترم نفسك! إنته فد واحد تمظهراتك خاضعة لنسق جمعي ما ورائي. -إنته اللي لازم تحترم نفسك! لو بيك خير كان بلغت العتبات الغائية للكينونة الفاعلة للمحمولات السياقية للحكي. -الشغلة وصلت للعتبات الغائية. اليوم الا أسويها كوامة عشائرية وما أفضها إلا بثلاث مقالات بنيوية واثنين تفكيكية واربعة سيميائية تتناول تجربتي الإبداعية لو يصير الدم للرجاب. -انته تهددني؟ عبالك آني طالع من فطر الحايط؟ آني هم راح أجيب شيوخ عشيرتي لنادي الاتحاد. وإذا تطلِّب السياق المتني لن أتوانى عن الاستعانة بابن خالة أمي خلي يجيب عشرة من حمايته يعلموك شنو الكشوفات الجوانية للتراكمات الدلالية لأهلك ولعشيرتك يا كلب يا ابن الكلب. وين ما توصل خل توصل! -بسيطة. أوكفلي بالطلعة! وقد سمعت أن الخلاف قد تمت تسويته بعد جلسة نقدية عشائرية (يمكن أن تشاهد تسجيلها على اليوتيوب) اتفق فيها الطرفان على تقديم الأول اعتذاراً رسميا للثاني واكتفائه بثلاث مقالات نقدية ميتا-عشائرية تؤكد على نجاحه في الإمساك بالتشيؤات المتنية في فيوضات المشهدية النصية للمبدع الكبير. وسامح الله أستاذنا الراحل عناد غزوان عندما ترجم لنا كتاب (خمسة مداخل للنقد الأدبي) فقد فاته إضافة المدخل السادس والفتح العراقي الخالص: المدخل الميتا-عشائري في دراسة النص الأدبي!
الكلمة - معناها: سطر: سطَرَ يَسطُر ، سَطْرًا ، فهو ساطِر ، والمفعول مَسْطور. وسَطَرَ الكِتَابَ : كَتَبَهُ. وسَطَرَ عَدُوَّهُ : صَرَعَهُ. وسَطَرَ الشيء بالسيفِ : قَطَعَهُ. ومن هنا جاءت مفردة السَطرة في اللغة العراقية وتعني الصفعة التي تسطر المرء حتى يغدو مسطورا أو مسطولاً. الفزعة: الفَزَعُ في المعجم هو الخوفُ والذُّعْرُ، وهو أيضا اللُّجُوءُ وكذلك الإغاثةُ. لكن لفظة الفزعة في العراق وبعض دول الخليج تعني الإسراع بمد يد العون والمساعدة لمن يحتاجها. غير أنها، رغم حملها قيما مأثورة كالنخوة والشهامة، أصبحت تعني في لغة مواقع التواصل الاجتماعي انهمار التعليقات المساندة والمؤججة والساكبة للزيت على النار لسبب ومن غير سبب من قبل بعض أنصار ومتملقي طرفي شخصين منهمكين في عراك فيسبوكي محتدم ينتهي في العادة بينهما وخروج "الفزاعة" مسخّمي الوجه! كريم شانتيه: Crème Shanti هي طبقة الكريما المخفوقة الشهية التي تعلو الكيك ويستخدمها المصريون لوصف الطبقة الراقية من المجتمع، وشبيه بها crème de la crème أي زبدة الزبدة، صفوة الصفوة. الكوامة العشائرية: وهي حسب تعريف موسوعة الفيزياء الكونية (التهديد بالقتل تحت حماية العشيرة وإرغام الخصم على تحقيق مطالب صاحب التهديد، وعادة ما تكون إما شفاهة بين المتخاصمين أو برسالة مرفقة بإطلاق مسدس أو بندقية أو إطلاق عيارات نارية في الهواء عند أبواب المساكن أو إيصال التهديد عبر آخرين) الفصلية: حسب القانون الروماني المعمول به في بلاد الحضارات هي امرأة من بنات العشيرة المعتدية تمنح إلى الشخص المعتدى عليه أو أحد أقاربه كجزء من التسوية العشائرية لجرائم القتل، وقد يتم استبدالها بمبلغ مالي يتم تقديره "حسب أسعار سوق المواشي الآدمية" التبئير السردي والأركيولوجيا والتحقيب الزمكاني والارهاصات الفينومينولوجية الخ: ما أعرف معناها!
#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)
Majid_Alhydar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من روائع الشعر الغنائي الإيراني المعاصر - انسان - داريوش -مع
...
-
في هذه الدنيا - للشاعر الفرنسي رينيه سوللي برودوم
-
على جرف الماء - قصيدة للشاعر الفرنسي رينيه سوللي برودوم
-
مجرد عابرِ سبيل - أوزوالد متشالي - جنوب أفريقيا
-
الكاتبة - للشاعر الأمريكي رتشارد ولبر
-
أوزوالد متشالي - مشبوه على الدوام - ترجمة ماجد الحيدر
-
طفل عند النافذة - للشاعر الأمريكي رتشارد ولبر - ترجمة ماجد ا
...
-
يهودا عميخاي - أريد أن أموت في سريري - ترجمة ماجد الحيدر
-
مؤيد طيب -نهايات حزينة - ترجمة ماجد الحيدر
-
قتيل آخر - مسرحية من خمسة أسطر
-
سلام - شعر شاهين نجفي
-
استفهامية الشاعر الدرويش - عن مجموعة غلطة من هذه لماجد الحيد
...
-
وقت عصيب - شعر تشارلز بوكوفسكي
-
وكنت أبكي.. يوم تحررت سايغون
-
الأسلوب - قصيدة تشارلز بوكوفسكي
-
تسبيحة لليل - للشاعر الأمريكي هنري و. لونكفلو
-
ثرثرة ميت وقح
-
القاتل الجميل الذي نبغ في قبيلتنا - شعر
-
أمة لا تجيد الطبخ
-
أغنية للوعول المجنونة - شعر
المزيد.....
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|