أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فخر الدين فياض - هدى ..ذبيحة ما ملكت إيمانكم














المزيد.....

هدى ..ذبيحة ما ملكت إيمانكم


فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري

(Fayad Fakheraldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 1338 - 2005 / 10 / 5 - 12:29
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


هدى.. ذبيحة "ما ملكت إيمانكم"!!
لم يكن الأمر غريباً أن تقتل هدى برصاص أخيها ، بعد أن استدرجها إلى بيت العائلة ليذبحها "أضحيةً" تدرأ عنه "عارها"!!
لم يكن الأمر غريباً أن يشحذ والدها خنجره طويلاً في انتظار عودتها ليحزّ رقبتها ويرفع رأسها باعتزاز ويهتف: الله أكبر ..هذه أمة يعرب!!
لم يكن الأمر غريباً أن تزغرد الأم ويداها مضرجتان بدماء هدى ..زغرودة تتردد أصداؤها في عمق التاريخ لتنبش" مآثر" العرب !!
لم يكن الأمر غريباً أن يستقبل الأهل التبريكات والتهاني من "الأحباء والأقارب" وأصحاب "النخوة والغيرة" بعد أن غسلوا عتبات منازلهم بدماء هدى!!
لم يكن الأمر غريباً أن لا تدفن هدى في مقابر العائلة "الكريمة" حتى لا " يدنس" جسدها تراب عبس وذبيان !!
لم يكن الأمر غريباً أن لا يصليها ولو "شيخ" واحد خوفاً من أن " تلوّث" روحها "طهر" صلواته !!

* * *

ألسنا أحفاد "خير أمة أخرجت إلى الناس" ؟!
ألسنا "أبناء يعرب" .. لنا الصدر أو دون ذلك القبر؟!
ألسنا من سلالة "وأد البنات" ..ألم يتمنى والد هدى ألف مرةً لو وأدها وليدة .. حتى لا "تنكس عقاله " صبية ؟!
ألسنا أحفاد و"انكحو ما طاب لكم .... وما ملكت إيمانكم" ؟!
ألم تكن المرأة على مر العصور سبية "جارية أو آمة" نفعل بها ما نشاء : ننكحها متى أردنا ونبيعها حين يدفع لنا أكثر ونهديها لصعلوك أو سلطان ...ونذبحها متى رفّت عينها قليلاً؟!
ألسنا أحفاد "شاوروهن وخالفوهن" .. والمرأة شر لا بد منه ..و"المرأة والضد" صورتان للشيطان ؟!
ألم تكن المرأة على مر عصورنا العربية " وعاءً " ..آلة متعة وخدمة متى دبّت " الغلمة "
بين فخذي الفحل ؟!

* * *

ألسنا أحفاد ثقافة الإرهاب والترويع وتقطيع الأعضاء .. ثقافة الغزو والقتل والحقد والكراهية؟!
ألسنا أحفاد ثقافة ذم الآخرين بأمهاتهم وأخواتهم .. وعار "البنات إلى الممات" ؟!
ثقافة لم تعرف الحب إلا واقترن بالدم والذبح والجنون .. ثقافة لا تحوي قصة حب واحدة عاشت بشكلها الإنساني ..العادي ؟!
ثقافة ضربت حصاراً على المرأة منذ ولادتها ..حتى دفنها ، وعاقبتها كما لو كانت مسخاً ..كائناً تتسرب منه "النجاسة" أينما اتجه !!
لماذا أعدم "زيد بن حارثة" شاعرة هجت النبي ؟!
ولماذا ربط قدميها إلى فرسين جرياً بها ..كل قدم بفرس ..وشقّها ؟!
ألسنا " أمة الرسالة الخالدة "؟!
وهل نفهم رسالتنا إلى العالم ما هي؟!
ألا تختصر دماء هدى هذه الرسالة ؟!

* * *

هدى ليست ذبيحة أخيها .. ولا ذبيحة أهلها ، إنها ذبيحة الأمة التي تعيد إنتاج تأخرها بكل ما يعنيه من عشائر وقبائل وطوائف.. وحروب السيادة والزعامة المحصورة داخل "المضارب"!!
هدى ذبيحة أمة تسير وعيونها نحو "السلف" بكل العث الذي يسكن عباءته .. وأهازيج الدم التي ترافق سيوفه وبنادقه ..والأعراس التي يقيمها "الفاتحون" حين يبسط "المؤمن" أعضائه على عشر "حرائر" أصبحن سبايا في مخدعه!!
هدى ذبيحة أمة تغتصب نسائها منذ آلاف السنين باسم الشرع والدين والقانون ..أمة تهيء "بناتها" ليصبحن جوارٍ عند ذكر لا حق لهن باختياره ..وإن أحبّت البنت فمن العار تزويجها لمن أحبته !!
هدى ذبيحة الشريعة التي روّجت لإباحية الرجل .. والنساء الأربع ..وحرية الطلاق وتغيير "طعوم " الجنس متى كان قادراً..
وجعلت شرفه مقترناً بما يقطن تحت ثياب المحرمات ..
أمة جعلت من سروال الأنثى راية كرامة رجالها ..وشرفهم !!
هدى ذبيحة قانون "اللا شرف" الذي تنصه دساتيرنا العربية من المحيط إلى الخليج.. قانون يبيح للذكر "غسل عاره".. إذا دخل الحب إلى بيته.. واقترب "الغريب" من "ضلعه الأعوج"..
قانون "اللا شرف" مستمد من عمقنا الديني الذي نص على الرجم والحرق والصلب..
هدى ذبيحة هزائمنا..
أمة مهزومة حتى العظم، داستنا حوافر الخيل واقتلعت خيامنا ومواقد تخلفنا.. ومرغت "مبادئنا الخالدة" بوحل التأخر و"الجعجعة" ونفاق الأنظمة وأكذوبة الصمود والتصدي والدول التي تستجدي رحمة الآخرين.. وتمارس العهر السياسي أمام العالم أجمع..
هدى ذبيحة سيوف مهزومة لم تجد سوى جسدها لتعلن انتصاراتها الوهمية!!..



#فخر_الدين_فياض (هاشتاغ)       Fayad_Fakheraldeen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فهرنهايت.. والفحش الثقافي العربي
- طفولة ..قصة قصيرة
- الجنرال ..قصة قصيرة
- طفولة ..إلى حلم لم تعشه هدى أبو عسلي ..وفتيات بلدي
- بغداد 2005 لحمي على الحيطان لحمك ..ياابن أمي
- ذاكرة ...قصة قصيرة
- فرسان الطاولة المستديرة ..والفيدرالية
- حوار مع حسن عبد العظيم الناطق باسم التجمع الوطني الديموقراطي ...
- الإصلاح التاريخي ..سوريا إلى أين؟
- !!( الديموقراطية أولا وإلا ..(كش مات
- اللهم أنقذنا من (إنسانية) جورج بوش !!
- النافذة قصة قصيرة
- نحن محكومون بالحرية
- شآم نزار قباني ..والورثة
- المثقف الديموقراطي بين جورج بوش ..والحجاج بن يوسف الثقفي
- !!كيسنجر ..وعرب 2005
- الأيديولوجية تغتال الفكرة رد على الردعلى_ لاتنتقدوا النظام ا ...
- مورفين الخوف
- امرأتان.. في ظل النظام العالمي الجديد
- لا تنتقدوا النظام السوري في لبنان حتى لا يغتالكم - الشرق الأ ...


المزيد.....




- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فخر الدين فياض - هدى ..ذبيحة ما ملكت إيمانكم