أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سمير عادل - بين سبي العشائر وسبي دولة الخلافة الاسلامية














المزيد.....

بين سبي العشائر وسبي دولة الخلافة الاسلامية


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4831 - 2015 / 6 / 8 - 01:10
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


عشر نساء او خمسون امرأة جرى تقديمهن قربان لحل نزاع عشائري في مدينة البصرة. وتلك المدينة اي البصرة لم تحتل من قبل دولة الخلافة الاسلامية مثلما حدث لمدينة الموصل او الرقة، كي نسمع وتقبل عقولنا او نستيسغ على مضض ما فعله داعش بالنساء الايزيديات والمسيحيات و"اهل الكتاب والذمة". تلك العشائر التي قبلت بتقديم النساء كدية هي نفسها التي قلبت الدنيا ولم تقعدها حول سبايا دولة الخلافة الاسلامية، وهي الحكومة المحلية نفسها في محافظة البصرة بسياسيها ومرجعيتها الدينية وملاليها دعت وزايدت وتباهت بأنها سترسل افراد للالتحاق بالحشد الشعبي، من اجل تحرير الموصل وتحرير سبايا دولة الخلافة. وهي نفس حكومة العبادي والبرلمان من استصرخا وصاحت ومعتصماه لانقاذ عبيد وسبايا دولة الخلافة. الا ان الجميع لم يحرك ساكنا سوى اطلاق توسلات ودعوات مخجلة ومخزية كي تعدل العشائرعن قرارها حول الفصل العشائري، الذي حول عشر نساء او خمسون امرأة الى سبايا في "العراق الجديد"، في عراق الالفية الثالثة.
قانون العشائر الذي الغي في عام 1958 من قبل حكومة عبد الكريم قاسم اعيد العمل به من قبل نظام صدام حسين في عام 1992، بعد ان سحقت انتفاضة اذار 1991 معظم الاجهزة الامنية والقمعية في 14 محافظة عراقية، مما دفعها في احياء التقاليد والعادات العشائرية واعادة الهيبة الى العشائر كي تعمل محل دولة صدام حسين القمعية، في القاء القبض على الهاربين من الخدمة العسكرية والمعارضين للسلطة السياسية مقابل امتيازات ورشاوى تمنح الى رؤساء وزعماء العشائر. وبعد غزو واحتلال العراق الذي ادى الى اكمال تدمير الدولة والفشل في اعادة تأسيسها، لم تتردد الحكومات التي تشكلت بعد الاحتلال في ترسيخ التقاليد والقوانيين العشائرية والسير على خطى صدام حسين، كما فعل المالكي في تكريم العشائر ورش المال العام عليهم واهدائهم المسدسات والبنادق، وتوسيع صلاحياتهم للحصول في المقابل على ولائاتهم واصواتهم في الانتخابات ودعم حكومته الطائفية.
ما حدث في مدينة البصرة هو نتاج قوانين نظام صدام حسين واحتلال العراق الذي دمر ما تبقى من الدولة العراقية، وعملت على ترسيخ كل التقاليد المتعفنة والقوانين المتهرئة التي تعود الى العصور الغابرة. ان الحكومة الطائفية في العراق تستند على دعامة الاسلام من الناحية الايديلوجية، ومن الجانب الاجتماعي تستند احدى دعامتها الاصلية على الاعراف والقوانين العشائرية. ان الطائفية والعشائرية متناغمتان فيما بينهما وتكملان الواحدة للاخرى. فليس عبثا ان يخاطب مقتدى الصدر العشائر في البصرة ويطلب منهم التراجع عن قرار سبي النساء في الفصل العشائري، بدل من اعلان الحرب عليها والمطالبة بتحويل زعامات العشائر واباء البنات اللواتي وافقوا على قرار السبي الى المحاكم والقضاء بتهمة المتاجرة بالبشر وفرض العبودية على النساء. ان جرأة هذه العشائر تأتي من انهيار الدولة وغياب القوانين المدنية وسيطرة المليشيات على المشهد السياسي والاجتماعي في العراق.
وهكذا بات واضحا ان "العراق الجديد" هو عراق طائفي وعشائري، وتحكمه المليشيات والقوانين العشائرية المتخلفة. وبمعنى اخر ان "العراق الجديد" الذي فرض على جماهير العراق بالماكنة العسكرية الامريكية، اما ان يحكمه ميليشيات طائفية وقوى عشائرية مرتبطة بالحكومة المركزية وتحصل على دعمها ماديا ومعنويا وسياسيا واجتماعيا وقضائيا او عصابات دولة الخلافة الاسلامية. وفي كلتا الحالتين فأن النساء الضحية الاولى وسبيهن بأشكال مختلفة هي العناوين الاجتماعية البارزة في "العراق الجديد".
ان الطريق للقضاء على العشائرية في العراق، ليس بالنضال فقط ضد القوانيين والتقاليد العشائرية المتخلفة والرجعية، بل بالسعي من اجل تخليص العراق من الحكومة الطائفية التي تستند على العشيرة واعرافها وقوانينها وبناء دولة علمانية وغير طائفية، وسن دستور علماني ليس فيه اي تمييز طائفي وقومي وجنسي وعرقي. وفي نفس الوقت يجب ان تعلو الاصوات وتتوحد الصفوف للقوى التقدمية والانسانية والتحررية من اجل وضع رؤوساء تلك العشائر في السجون، ومحاكمتهم بشكل علني على جريمتهم في سبي النساء في البصرة لكي يكونوا عبرة لمن يتجرأون من العشائر في سبي النساء. فلا فرق بين عصابات دولة الخلافة الاسلامية وبين اولئك العشائر فكلاهما يجب القصاص منهم.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة المعتدلة والرداء الطائفي
- الطائفية غذاء داعش ووقود للعملية السياسية
- القاسم المشترك بين حكومتي التحالف الشيعي ونظام صدام حسين الع ...
- العنصرية وحقوق الانسان في كردستان العراق
- نحو عراق علماني موحد
- في الاول من ايار.. حقانية ماركس والشيوعية وحقانية الطبقة الع ...
- بين احضان الجمهورية الاسلامية والمظلة الامريكية
- قدم في القومية واخرى في الاسلام
- وحدة العمال فوق كل شيء
- حقوق العمال والحرب على دولة الخلافة الإسلامية
- تحريرالموصل بين داعش والميليشيات الشيعية
- الكرامة المخدوشة.. انكم لا تصلحوا حتى ان تكونوا قوميين
- القانون الجعفري والقانون الداعشي.. وجهان لعدو واحد
- عمال وزراة الصناعة.. تأريخ المرجعية يعيد نفسه
- التقويم السنوي الجديد.. الرصاصة الاخيرة في نعش حكومة العبادي
- مليشيات الدولة ودولة المليشيات
- الحقوق تنتزع ولا تمنح!
- -العراق الجديد-: لا فرق بين رئيس وزراء ورئيس للميليشيا
- رسالة الى لجنة منتسبي شركة نفط الجنوب
- الطبقة العاملة واسعار النفط


المزيد.....




- المغرب.. شاب -يقتحم منزل- امرأة سبعينية ويغتصبها
- بايدن يعلق على محاولة امرأة -إغراق طفلة فلسطينية أميركية- في ...
- حضور المرأة في الطب
- بالفيديو.. قائدة طائرة هولندية تهبط بنجاح بعد أن انفتح الحجا ...
- تعاني منه النساء أكثر.. ماذا نعرف عن الألم العضلي الليفي؟
- بدون فوائد وبدون كفيل.. إيداع 12000 ريال في حسابك تمويل مركز ...
- -كأنهن في غرف النوم-..مصور يوثق جانبًا حميمًا داخل سجن للنسا ...
- أغنى امرأة في روسيا تتفق مع بوتين لبناء نظام بديل لسويفت
- تعنيف فتيات بدار للرعاية في العراق
- اتهام ممرضة أمريكية بحقن المرضى بماء الصنبور بدلا من المحالي ...


المزيد.....

- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سمير عادل - بين سبي العشائر وسبي دولة الخلافة الاسلامية