أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - بطولة الماضي والزمن المضارع...!.














المزيد.....

بطولة الماضي والزمن المضارع...!.


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4829 - 2015 / 6 / 6 - 22:24
المحور: الادب والفن
    


بطولة الماضي
والزمن المضارع...!.

إبراهيم اليوسف
تستهوي البطولة المثقف-عادة- ويحاول أن يكون له نصيبه فيها، أو أن تسجل باسمه، عبر قول كلمته، لاسيما إذا كانت في مواجهة الاستبداد دفاعاً عن قضية عامة، لأن الأنظار تتطلع في مثل هذه المواقف صوب شريحة المثقفين، باعتبارها تمتلك قوة التأثير في الرأي العام، فيما إذا كانت لها مصداقية حضورها، ناهيك عن أن آلة الاستبداد ترتعب من قوة خطابه، وتحاول أن تستميله، وتحتضنه إلى حين، وإن كانت ستتركه بعد أن تجرده من صفة المصداقية المذكورة أمام محيطه، أو أنها ستمارس معه أشكال القمع، بدرجاتها المختلفة، بما يكفي إسكاته، حتى وإن أدى ذلك إلى إطفاء حياته، مادام أن هذا يعني التخلص من أي مصدر خطورة على وجوده ومستقبله.
والمثقف الغيري الذي لايعيش ذاتيته إلا في حدود خصوصية إنتاجه الثقافي، مكرساً إياه للعامة، من خلال تبني أسئلتهم، لاسيما إزاء استشراس آلة الاستبداد في مواجهتهم، أو حين فترات المحن، والتحولات كأحد الأكلاف الكبرى التي لايقدم عليها إلا الندرة، وهوالسرفي أن مواقف المثقفين تكون متباينة من أحداث مفصلية في حياة مجتمعاتهم، وأممهم، وشعوبهم، على صعيد الموقف من أدوات الظلم، حيث هناك من يتواطأ معها-متضرعاً إليها- مقدماً مايلزم لذلك، من أجل منافع واقعية أو افتراضية، مقابل من يتعالى على مثل هذه المنافع، لا مبالياً بردود فعل هذه الأدوات أية كانت...!؟
ومادام فعل المثقف الغيري يكون موضع احترام وإشادة من قبل المحيط العام، فإن ذلك لم يأت إلا نتيجة تمكنه من اتخاذ موقف أخلاقي من هذا الحدث أو ذاك ضمن ظرف تاريخي، غير ممكن التكرار، وهو ما يجعل أنداده من المثقفين الذين لم يتخذوا مثل هذا الموقف الأخلاقي ضمن ذلك الحيز الزمني-تحديداً- باعتبار عامل الزمن، كما قال هيراقليطس أشبه ب" "ماء النهر الذي لا يمكن السباحة" فيه نفسه" مرتين".، يعيشون عقدة غريبة من نوعها، لما تتبلور تسميتها، الاصطلاحية، من قبل أحد بعد، وهي نتاج الإحساس بالخطيئة، أوالتقصيرمن قبل يقظ الضميرالذي لم يستطع أداء رسالته المتوخاة منه، أومن قبل معطوب القيم الإنسانية الذي يخبىء وجهه الحقيقي وراء الأقنعة، و يروم ربح-الاحتمالات- كلها، كما يحدث مع كثيرين في زمن الثورات، لاسيما أن"فرائصهم ترتعد" وهم ينقادون وراء منفعيتهم، بل أن هذه المنفعية التي يبوصلونها، وهي تمضي تحت تأثيرشحنات مزأبقة، لا تجدي في الأجواء المضببة، أوالمعكرة، لافتقادها إلى كهرباء مصداقيتها، ناهيك عن أنها تتوه بسبب عدم مقدرتها على الحسم، وهنا مكمن سر تهافت من كان ينتمي إلى السلطة حتى لحظة بدء الثورة السورية بيد أنها، ومن دون مايلزم من القناعات راح يرتدي قميص الثورة، ليخلعه، إزاء أية صدمة جديدة بدعوى- انحراف الثورة- وهي قابلة للانحراف، أو انحرفت كما في هذا الحالة على مدى مئة وثمانين درجة بعكس الوجهة التي شاءها لها صانعوها، غيرأن ما هومطلوب في هذا المقام ألا يكون ماحدث دافعاُ لاشتعال أوار"النوستالجيا" تجاه أحضان النظام الذي أوصل واقع السوريين إلى هذا المستنقع الآسن، الذي تشكل بعد كل هذا الدم والدمار المؤلمين.
وتتفاقم عقدة المثقف الذي أذعن إلى دواعي الطمأنينة، الموهومة، بينما تتوجه آلة الاستبداد إلى التنكيل بسواه، بعيد انتهاء الحدث، ما يجعله يتعرض إلى"محاكمة ذاتية" إما تحت وطأة "يقظة الضمير" التي تبين له صورته في مرايا الآخرين، أو تحت وطأة فحيح" شهوة النرجسية" التي تدعوه إلى القلق على مكانته نتيجة تشوش صورته لدى"السلطة المقبلة" بما يهدد عامل الحظوة أو المكانة المنفعيتين. وإذا كنا نجد-هنا- من يقرعلانية بخطئه، ويحاول أن يجعل ذلك دافعاً للتعويض عما تعرض له، شأن قلة جد قليلة، فإن هناك من يلجأ إلى محاولة تزيين صورته، عبر مونتاج التزوير، وهو ما لا يتم ، بنظره، إلا بعد تشويه صور من أدوا واجبهم، أثناء سقوطه الشخصي، أوفلسفة الأمور والتمترس وراء أخطاء البرهة المعيشة، من خلال " توأمة الماضي والمضارع"، عبر سرير بروغوستي، متناف مع خصيصة دورة الزمن، والانطلاق من معطيات اللحظة في استقراء الماضي، لا العكس، وهو زعم استنبائي، يتدرأ وراءه بعضهم.
لقد ظهر بعضهم، بعيد سقوط شبح الخوف، ولو على نحو نسبي، ليقدم نفسه على غير ما هوعليه فعلاً، مدفوعاً بوهم إمكان ديمومة تلفيق الذاكرة، خارج مدونة المرحلة التي بات في الإمكان الاستعانة بها، وإن كان هناك من يكرس تزويرها، عبر كيفية التعاطي معها، بإخفاء أو إظهار ما هو مطلوب، لأجل خدمة وجهة نظر محددة، في مواجهة أخرى، أو تقزيم عملاق، أو عملقة قزم، وغير ذلك من الأساليب التي يبرع فيها بعض الضالعين في فقه الخديعة، أفراداً، أو مؤسسات، على حد سواء.
ثمة درس كردي من الماضي القريب، مختصره أنه بعد أن سحب النظام السوري قناصته المتمترسين، حول المدن الكردية، ومداخلها، وفوق أسطح عماراتها ، عائداً إلى قمعه التقليدي، بعيد انتفاضة الثاني عشر من آذار2004 والتي انهزم فيها النظام، في عمقه، رغم كل ما واجه به المدنيين العزل من قتل، وقمع، وسجون..إلخ، في محاولة منه لإعلان استعادة قبضته على المكان، لطم بعض المثقفين رؤوسهم، وهم يجدون أنفسهم، أمام أسئلة ملحة باتت تطرح عليهم:" ماذا كان دوركم في هذه الأيام العصيبة من تاريخ أهلكم؟" وهو نفسه ما دفع بعض هؤلاء للاستعاضة عن هزيمتهم، وتبييض صحائفهم مع ثورة السوريين الجديدة، وراح آخرون يكررون تجربتهم المريرة السابقة، أو يفلسفون صمتهم، بل أن هناك من يجعل هزيمته بطولة ومآثر قومية، غير أن السؤال سيظل يتصادى، وبالوتيرة نفسها:" ماذا كان دوركم في هذه الأيام العصيبة من تاريخ شعبكم؟" .



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء إنساني:انقذوا اللاجئين السوريين في معسكرات اللجوء البلغ ...
- دمشق/تدمر/ قامشلي:
- بيان رابطة الكتاب والصحفيين الكورد في سوريا في الانتفاضة الك ...
- على عتبة عامها الرابع: رسالة بينوسا نو الحلم والتحديات
- حوارمع الإعلامي والكاتب محمد سعيد آلوجي
- لسان حالي أمام الانتهاكات: عرض حال شخصي
- صلاح بدرالدين كاتباً :معين بسيسو كتب قصيدته عن الكرد وصلاح ا ...
- في ألمنا الشنكالي...!
- أداتية الوعاء الإلكتروني:
- ساعة دمشق1
- أمِّي تحت الأنقاض
- رحيل إسماعيل عامود شاعر التسكع والمشاكسة بعد سبعين عاما مع ا ...
- النص الكامل ل حوار بينوسا نو مع الأديبة: بونيا جكرخوين
- كواكب حي زورا آفا:
- داعش يحررنا:
- الملحمة إلى كوباني البطلة
- سقوط الغموض الشعري
- حوارباسينيوز مع الشاعروالكاتب إبراهيم اليوسف
- حوارشبكة ولاتي مع إبراهيم اليوسف حول شنكال
- العنف إلكترونياً-1-


المزيد.....




- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - بطولة الماضي والزمن المضارع...!.