أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسلام احمد - عام على مجئ السيسى














المزيد.....

عام على مجئ السيسى


اسلام احمد

الحوار المتمدن-العدد: 4829 - 2015 / 6 / 6 - 00:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يكون من المبكر الحكم على أداء الرئيس السيسي ومحاولة تقييمه خلال عام فقط من حكمه إلا أن ما دفعني لذلك أمران , الأول أن الرئيس السيسي كان الحاكم الفعلي لمصر منذ 3 يوليو 2013 , ما يعني أنه مر عامان على حكمه وليس فقط عام واحد , كما أن ثمة مؤشرات واضحة تشير إلى ما سيكون عليه سياسة الرئيس السيسي في المستقبل وبالتالي يمكن تقييمه الآن بالنظر إلى سياساته وتوجهاته العامة التي من المتوقع ألا تتغير كثيرا خلال الأعوام المقبلة المتبقية لحكمه

في البداية لابد أن نعترف أن الرئيس السيسي تولى مسئولية حكم البلد في ظروف صعبة واستثنائية إذ كانت البلد في حالة سيولة شديدة عقب ثورتين بالإضافة إلى حالة انقسام مجتمعي كبير أصاب المجتمع عقب 30 يونيو وسقوط حكم جماعة الإخوان فضلا عن الهجمة الإرهابية الشرسة على الدولة المصرية التي أعقبت هذا السقوط والتي مازالت مستمرة حتى الآن في ظل تراجع الاقتصاد المصري وإدانة كثير من دول العالم على رأسها الولايات المتحدة والدول الأوروبية لما حدث في مصر باعتباره انقلاب عسكري!

والحقيقة أن الرئيس قد نجح إلى حد كبير من خلال تحركات خارجية ناجحة في إقناع كثير من دول العالم بأن ما حدث في مصر في 30 يونيو كان ثورة شعبية حقيقية على حكم جماعة اعتبرت نفسها فوق القانون والدولة وسعت لاختطاف الأخيرة لصالحها , وبدأت الولايات المتحدة تغير موقفها تدريجيا مما يحدث في مصر وكذلك الدول الغربية , ومن جهة أخرى نجح الرئيس في كسب روسيا والصين إلى صف مصر , بالإضافة طبعا إلى دول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية التي لم تتخل عن مصر وتعتبر الداعم الرئيسي لها ضد الإرهاب منذ 30 يونيو , كما تمكن الرئيس مع الدول العربية وعلى رأسها دول الخليج من تحقيق نجاح عربي كبير لم تشهده مصر منذ حرب أكتوبر 1973 بدأ بعاصفة الحزم في اليمن وانتهى بتشكيل القوة العربية المشتركة التي طال انتظارها حفاظا على الأمن القومي المصري والعربي وهو انجاز كبير يستحق الإشادة

غير أنه على المستوى الداخلي كان الوضع مختلفا , سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي , صحيح أن الرئيس نجح في رفع معدلات النمو إلى نحو 4% كما نجح أيضا في تقليل عجز الموازنة العامة للدولة ولكن ذلك أتى عن طريق المنح والمساعدات العربية بالإضافة إلى رفع الدعم تدريجيا عن السلع والخدمات فضلا عن الاهتمام بالمشروعات الاستثمارية الكبرى التي تخدم رجال الأعمال وكبار المستثمرين , أي أن السياسة الاقتصادية المتبعة هي أقرب إلى الاستجداء والجباية وليس العمل والإنتاج والتنمية الحقيقية , وبالتالي لم يكن غريبا ألا يشعر المواطن المصري بأي تحسن في أحواله في ظل غياب سياسات اجتماعية تحقق العدالة الاجتماعية وتقلل الفجوة بين الأغنياء والفقراء وتحد من ارتفاع الأسعار! , ولا نبالغ إن قلنا أن السياسة الاقتصادية المتبعة هي أقرب إلى سياسة مبارك ولجنة سياسات الحزب الوطني التي كانت تستهدف تحقيق أكبر معدل ممكن من النمو بغض النظر عن العائد الذي سيعود على المواطن البسيط!

وعلى المستوى السياسي الداخلي لم يكن الوضع أحسن حالا إذ ظل الانقسام المجتمعي داخل المجتمع كما هو في ظل غياب دعاوى المصالحة , ليس مع الجماعات الإرهابية ولكن مع بقية فصائل المجتمع التي تعارض توجهات الدولة , كما غابت أي رؤية سياسية وفكرية في التعامل مع الإرهاب وتم الاكتفاء بالحل الأمني والعسكري فقط رغم علم الجميع أنه لن يحل المشكلة!

ومن ناحية أخرى بدا واضحا أن الدولة اتجهت مرة أخرى إلى تغييب السياسة وتكميم الأفواه بإصدار قوانين قمعية مخالفة للدستور مثل قانون التظاهر الذي أتاح لها القبض على كثير من الشباب الذين شاركوا في ثورة 25 يناير و30 يونيو , وكذلك قوانين أخرى تقيد من حركة المجتمع المدني وتجرم الإضرابات والاعتصامات , ناهيك عن حالات التعذيب داخل السجون والمعتقلات , في مخالفة واضحة للدستور ولمبادئ ثورة 25 يناير التي وعد الرئيس باحترامها!

إذا أضفنا إلى ذلك غياب البرلمان أو تغييبه طيلة الفترة السابقة الذي يعدّ الاستحقاق الثالث بعد الدستور وانتخابات الرئاسة في ظل ضعف الأحزاب ومحاولة استئناسها من جانب الدولة يتبين لنا بوضوح أن البلد في أزمة سياسية حقيقية تتمثل في رئيس قوي جمع بين السلطتين التنفيذية والتشريعية وليس لديه أي رؤية سياسية للإصلاح في مقابل أحزاب سياسية ضعيفة ومستأنسة ليست قادرة على التوحد في مواجهة السلطة ومن غير المتوقع أن تتمكن من تداولها لا على المدى القريب أو البعيد

ومع ذلك فقد أظهر آخر استطلاع رأي لمركز بصيرة عن تأييد الغالبية العظمى من المواطنين للرئيس السيسي ورضاهم عن أدائه فهل يستغل الرئيس ذلك الظهير الشعبي في تدارك الأخطاء وإصلاح الأحوال خلال السنوات القادمة من حكمه؟



#اسلام_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعدام مرسي وبراءة مبارك
- مشكلة مصر الحقيقية
- من المسئول عن تنامي الارهاب؟
- حصاد ثورة 25 يناير في أربع سنوات
- هل تغيرت الشرطة بعد 25 يناير؟
- التحديان المهمان في مصر عام 2015
- من المستفيد من حادث شارلي ايبدو؟
- شيخ الأزهر وفهمي هويدي
- الحصاد الديمقراطي لمصر في عام 2014
- ملاحظات على انتخابات الرئاسة
- لماذا السيسي وليس حمدين صباحي؟
- هل فعلا تحررت سيناء؟
- لماذا انتهت حركة 6 أبريل؟
- كيف يتم القضاء على الإرهاب في مصر؟
- تحديات ما بعد الاستفتاء
- الدروس المستفادة من 25 يناير إلى 30 يونيو
- ملاحظات على دستور لجنة الخمسين
- ثورة 30 يونيو وسقوط الإخوان
- لماذا يتعين البدء من نقطة الصفر؟
- ما مصير السلطة التشريعية في مصر؟


المزيد.....




- وزارة الصحة في غزة تكشف عن آخر حصيلة للقتلى خلال 295 يوما من ...
- قتلى وعشرات الجرحى في هجوم صاروخي بالجولان.. وإسرائيل تتهم ح ...
- الرئيس الإسرائيلي: حزب الله -قتل بوحشية- أطفالا في الهجوم عل ...
- حزب الله ينفي ضلوعه باستهداف مجدل شمس الذي أدى لمقتل وإصابة ...
- إيطاليا: إعادة فتح -طريق الحب- في الأراضي الخمس بعد سنوات من ...
- هل كانت أوكرانيا تخطط لضرب العمق الروسي دون علم أمريكا.. اتص ...
- إسرائيل تتوعد برد قاس وحزب الله ينفي مسؤوليته عن استهداف مدن ...
- أردوغان: تركيا تنتظر اعتذارا من محمود عباس
- وزير الداخلية الإسرائيلي: الرد على قصف مجدل شمس لن يكون أقل ...
- مجازر غزة..هل يسعى نتنياهو لإطالة الحرب؟


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسلام احمد - عام على مجئ السيسى