أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - سلام زويدي - الديمقراطية من وجهة نظر الماديّة التاريخيّة أو كيف نفكّر مع ماركس على ضوء الازمة















المزيد.....



الديمقراطية من وجهة نظر الماديّة التاريخيّة أو كيف نفكّر مع ماركس على ضوء الازمة


سلام زويدي

الحوار المتمدن-العدد: 4828 - 2015 / 6 / 5 - 18:52
المحور: الارشيف الماركسي
    


تمهيد
يعتبر الاهتمام بمسألة الديمقراطيّة طبقا للماديّة التاريخيّة في "الآن(1)" بما هو نقطة التقاطع بين الماضي والمستقبل ضرورة فلسفيّة لإعادة تدبير العالم تدبيرا اتيقيا لسلب فضاعة الوجود والموجود ولتجاوز جميع أشكال السيطرة والوصاية بل والهيمنة والانتهاكات التي تمارس على الإنسان الذي دمجته السُلط الحيويّة. فالمراهنة على التفكير في الديمقراطيّة هي في حقيقة الأمر مراهنة على الانسان ذلك الذي يعيش في نقطة تقاطع التناقضات التي تنخر بنية الواقع الموضوعي، وقد يكون ماركس من بين الفلاسفة الذين امتزج فيهم القول بالفعل والنظريّة بالممارسة فكانت كتاباته حمّالة لكل معاني التحرر من اللإستغلال والهيمنة التي مورست على الإنسان عبر التشكيلات الاجتماعية.
يكون التفكير في الديمقراطيّة في الآن من الأمور الحاسمة والجادّة وكتوقيع مضاد لديكتاتوريّة رأس المال التي قادت الحضارة الى شفّة الهاويّة ومن ثمّة يكون التفكير في السُبل المُمكنة لتكوين ديمقراطيّة مضادة لسلطان رأس المال يلعب فيها حفاةُ العولمة من قلب العالم الى تخومه الدور الرئيسي في تكوين قوي حيّة للاحتجاج والرفض والمقاومة كمقدمات ممكنة لكل مُنتظر اتيقي ممكن ومثل هكذا تدبير يتطلّب منا الوقوف علي تفكير ماركس في الديمقراطيّة نقدا وتجاوزا فتأسيسا من أجل الكشف عن ذلك التلاحم -الى حد الذوبان بين الدولة ورؤوس الأموال -الذي أخرج الديمقراطيّة عن مسارها المنطقي ذلك أن الحديث عن اللامساواة واللاعدالة يجعلُ من الديمقراطيّة شكلا ومضمونا في موضع أزمة شاملة، وهذا هو ما فعله ماركس من جهة نقده للاقتصاد السياسي الليبرالي(2)ولحركة رأس المال "الذي ينتج الثروة لنفسه والفقر لغيره"، كما من جهة نقده لسلطة الدولة التي أعتبرت دولة الطّبقة المهيمنة عبر جميع التشكيلات الاجتماعيّة. قاده هذا التشخيص الجوانيّ الى نقد الديمقراطيّة الليبراليّة ودولة رؤوس الاموال ومن ثمّة القول بالاغتراب والاستلاب كما العمل المغرّب المفضي الى اللاعدالة واللامساواة.
نمرّ مع ماركس ونحن نتابع تشخيصه لتناقض الاقتصاد السياسي الليبرالي الى منزلة ديكتاتوريّة البروليتاريا بوصفها أرقى أشكال الديمقراطيّة والى مفهوم العدالة والحرية والمساواة المبنيّة على دستور الاقتصاد السياسي للاشتراكيّة العلميّة ، وعليه فإن التفكير بالديمقراطيّة ماركسيا يمرّ حتما ووجوبا عبر فكّ التمفصل بين رأس المال والدولة(3) في شكلها الليبرالي لأنّ هذا التمفصل هو الذي أنتج اليوم العولمة المتوحّشة بوصفها درجة عليا من تطوّر المنظومة الرأسماليّة وكشكل جديد لاستعمار الشعوب بقيادة ديكتاتوريّة رأس المال.
1. ماركس راهنا أو راهنيّة القول الفلسفي في الديمقراطيّة
إنّ التفكير بالديمقراطيّة على ضوء الفلسفة الماركسيّة يعتبر ذات راهنيّة والراهن هنا يحمل على معنى المخاطرة الذي بموجبه ينتقل الفكر في الآن من الديمقراطيّة كميدان للنظر الى الديمقراطيّة كميدان للفعل والحدث ، أي الانتقال من الديمقراطيّة كمفهوم الى الديمقراطيّة كحلبة صراع داخل الامبراطورية المعولمة كدرجة متطورة من المنظومة الرأسمالية فالتفكير بالديمقراطيّة ماركسيا من جهة النقد والتأسيس هو انعكاس وتوقيع مضاد لما آلت اليه الديمقراطيّة في نظام الامبراطوريّة فرهانها لم يعد مرتهنا بتحقيق الحريّة والعدالة الاجتماعيّة ، بل المهم والأهم انتاج الفقر والثروة في ذات الوقت عن طريق وسائل شيطانيّة انتقلت من خلالها الانسانيّة من الاستغلال المادي الى الاستغلال اللامادي الذي تلعب فيه السلط الحيويّة القلب النابض داخل الامبراطوريّة المعولمة التي اتخذت منحى الفوضى(4) كتعبير عن وضعيّة الليبراليّة الجديدة الخارجة من رحم الامبرياليّة(5) (سمير آمين) أو كتعبير عن موت الديمقراطيّة(6) ( نورينا هيرتس) او منحى العولمة كدرجة معبّرة عن السيرورات التاريخيّة للرأسماليّة العالميّة(7) ( نيغري ) التي خرجت عن طور العقلانيّة والتقدّم لتنقلب العقلانيّة الى بيروقراطيّة قاتلة تخنق الانسان وتمنعه على الفعل والانفكاك ومن ثمّة تحوّله الى مشروع للاستثمار والربح المسعور ، أمّا التقدّم فقد أمسى عودة الى النقطة الصفر من التدبير السياسي فكل تقدّم وكل تطوّر في سيرورات المنظومة الرأسماليّة هو مضي نحو تفجير الديمقراطيّة وإخراجها عن طورها وإفراغها من مضمونها الانسانيّ الذي يؤسس " لكينونة العيش المشترك " ومن ذلك تكون كل عمليّة انتقال في سلم المنظومة الرأسماليّة مبنية على جثّة الانسان الذي ابتلعته الحضارة وحاصرته حتى في أدقّ خفقات القلب لأن الرأسماليّة العولميّة اليوم تقترن بالتوحّش والغطرسة الكليّة بواسطة أجهزتها البيروقراطيّة التي أنتجت ولا تزال تنتج الحروب والفقر والأوبئة العابرة للقارات لذلك فما الدافع اليوم للتفكير في (و) بالديمقراطية ألم يستوفى القول فيها نظرا وعملا خاصة بعد اعلان نهاية التاريخ(*) وتأكيد سيطرة الديمقراطيّة الليبراليّة المعولمة على العالم.(8) ومن ثمّة وصول الانسانيّة عن طريقها الى الرفاهيّة والحريّة. إنّ جميع هذه التساؤلات تمثّل العناصر المشتغلة بطريقة مضادّة لنظام الديمقراطيّة الليبراليّة وهي في الآن ذاته تكون منتجة لقوى تتابع نسابيا تشكّل الأزمة التي تنخر الحضارة العالميّة والتي ستنتهي بتفجير جهاز العولمة. لذلك يكون ماركس راهنا من جهة تفكيره في المسألة الديمقراطيّة بين نظامين مختلفين من حيث الشكل والمضمون أعني الرأسماليّة والاشتراكيّة والقول بالراهنيّة ههنا إنّما يتقوّل في اللسان العربي بمعاني عدّة فهو " المهزول المعي من الناس والإبل وجميع الدواب والأعجف من ركوب أو مرض أو حدث كما يدلّ على المخاطرة وقد راهنه ، وهم يتراهنون ، وأرهنو بينهم خطرا بذلو منه ما يرضي به القوم بالغا ما بلغ وأرهنت ولدي ارهانا أخطرتهم خطرا(9) وخلف تعدّد هذه المعاني كيف المرور بالديمقراطيّة من ميدان الأعجف والمريض والهزل الى ميدان الخطر من أجل وضع هذه المنظومة الليبراليّة المعولمة في موطن أزمة شاملة تزلزل الأسس النظريّة التي قامت عليها وتزيد من نزيف بنيتها وشعاراتها حتى يكون فعل التخطي أمرا ممكنا؟
إنّ خروج الفكر الليبرالي نظرا وعملا عن طوره وعن مسار الحريّة والعقلانيّة هو الذي أملى علينا - نحن من نفلسفُ المناخ العربي المتهرّم – العودة الى الادبيات الماركسيّة وخاصة البيان الشيوعي ورأس المال لأنهما لا يزالان يتمتعان ببريقهما على ضوء أزمة الديمقراطيّة ونحن نعود الى ماركس لأنه فيلسوف الديمقراطيّة نظرا وعملا ، فنقده للجهاز الليبرالي ليس نقدا عبثيا أو عدميا وإنما نقد بناء يعقبه تأسيس نظري لديمقراطيّة تنفتح على العالميّة(10).
2. ماركس ناقدا للديمقراطيّة الليبراليّة
لا يأتي النقد داخل الفلسفة الماركسيّة دفعة واحدة وإنما هو سليل تطوّر جدلي لأفكار ماركس عبر التاريخ ، فالنقد هنا ليس نقدا للأفكار الفلسفية الحالمة ولا نقد للظواهر بمعزل عن الظروف التي انتجتها وإنّما النقد ينطلق من الظاهرة في سيرورتها الجدليّة التي لا تتوقف يعني ذلك أن " النقد الذي يهدف الى نقد الحضارة نفسها ،لا يمكن أن يتخذ قاعدته من أي شكل من أشكال الادراك ولا أي حدث من أحداثه ، فليست الفكرة وإنما فقط الظاهرة الخارجيّة هي التي يمكن للنقد أن يستخدمها كنقطة انطلاق له "(11) وقد ظهرت النوابت الأولى لنقد الديمقراطيّة الليبراليّة في نقد فلسفة الحقوق الهيغليّة(12) ومخطوطات 1844 الاقتصاديّة الفلسفيّة(13) فخلف ما يسوّقه منظرو الفكر الليبرالي وما وراء الديمقراطيّة صراع طبقي معلن ومطمس في الآن معا ومن أجل فضح وتعرية الخطاب الديمقراطي الليبرالي دأب ماركس على تحليل الاجور ومنها الوقوف على وضعيّة الطبقة العاملة فخلف الصراع بين رؤوس الأموال وفي ظلّ المنافسة المسعورة على تكديس الثروة تتنامي حدّة التفقير وتتضاعف نسب المتشردين والمتسولين وهذا ما حلله ماركس بتمعن في مخطوطاته حيث كتب يقول :"إنّ قسما من الطبقة العاملة يهبط الى مصاف التسوّل أو التضور جوعا، بنفس الضرورة التي يهبط بها قسم من الرأسماليين المتوسطين الى صفوف الطبقة العاملة...ان النتيجة الحتميّة بالنسبة الى العمال هي العمل الزائد والموت قبل الأوان والانحدار الى مصاف الآلة الى مجرد عبد لرأس المال.(14)
إنّ تحليل وضعيّة الطّبقة العاملة(*) داخل المجتمع الرأسمالي المتأسس على الملكيّة الخاصة والعمل المأجور هو الذي سيساهم في فضح الديمقراطيّة الليبراليّة فخلف الكلمات الرنّانة التي يزيّن ويتزيّن بها الخطاب الليبرالي تتجلّى معاني الصراع والمنافسة المنتجتان للاغتراب والاستلاب وقد كتب في هذا ماركس يقول : "إن العامل يهبط الى مستوى السلعة ، وأنه يصبح في الحقيقة أتعس أنواع السلع ، وأن تعاسته تتناسب تناسبا عكسيا مع قوّة وحجم إنتاجه، وان النتيجة الضروريّة للمنافسة هي تراكم رأس المال في بضعة أيد"(15)يعني ذلك أن وضعيّة الطبقة العاملة داخل نظامي العمل المأجور والملكيّة الخاصة هي التي ستضع الديمقراطيّة الليبراليّة في موضع أزمة فخلف الديمقراطيّة ديكتاتوريّة رأس المال التي تبيح للرأسماليّ أن يستثمر الشريحة الموسّعة من المجتمع بالتالي موضعتهم ليصبحوا "أكثر تفاهة " فالعامل داخل جهاز الديمقراطيّة الليبراليّة "يزداد فقرا كلما ازدادت الثروة التي ينتجها... والعامل يصبح سلعة أكثر رخصا كلما ازداد عدد السلع التي يخلقها "(16)وفي قسم العمل المغرب يحلّل لنا ماركس مساوئ المجتمع الرأسمالي والوجه المشوّه والمظلم من الديمقراطيّة الليبراليّة فالعامل ينتج لغيره الثروة والخيرات الماديّة ولنفسه الحرمان والفقر ، بل أبعد من ذلك ينتج سلعا غير قادرا على تملّكها وهي من خلقه وهو الذي ينتج لغيره القصور والجمال ولنفسه الاكواخ القذرة والقبح والدرجة الصفر من الحياة. لذلك فالشرط الاساسي لتحقيق الديمقراطيّة الحقيقيّة هو أن تنفي البروليتاريا نفسها كبروليتاريا وبالتالي تلغي نقيضها الذي تحدده الملكيّة الخاصة وحركة رأس المال أيّ أنها "مضطرة كبروليتاريا أن تلغي نقسها وبالتالي أن تلغي نقيضها ، تلغي شرط و جودها ، ما يجعلها بروليتاريا أيّ الملكيّة الخاصّة"(17)
يمرّ نقد الديمقراطيّة وجوبا عبر فهم العلاقة بين العمل والإنتاج أيّ العلاقة التي يدخل فيها العامل بموضوعاته التي تزيده فقرا وحرمانا وبلاهة وحماقة معا وهذه العلاقة المباشرة تشي القول بأن الملكيّة الخاصة تمثّل الشرّ الذي كان ولا يزال يحرّك المجتمعات بسرعة جنونيّة نحو مستقبل مجهول سينطق باسم الكارثة التي ستحلّ بالإنسانيّة جمعاء.
فليست الديمقراطية الليبراليّة إلا ديمقراطيّة رؤوس الاموال في استثمار الانسان استثمارا يتراوح بين الاستثمار المادي واللامادي ونحن نقول بضرورة نقد الديمقراطيّة بين رأس المال والدولة لأن رأس المال هو الذي أنتج ولا يزال ينتج الفقر والبؤس بل ويكوّن جيشا من العاطلين عن العمل والدولة(18) هنا هي الشكل المغترب من النشاط السياسي لأنها اعتبرت طبقا للماديّة التاريخيّة دولة الطبقة المهيمنة سياسيا و اقتصاديا عبر جميع أشكال التشكيلات الاجتماعية فهي دولة الأسياد في المجتمع العبودي ودولة الاقطاعيين في المجتمع الاقطاعي ودولة الرأسماليين في المجتمع الرأسمالي يعني ذلك " أنّ السلطة السياسية بالمعنى الدقيق السلطة المنظّمة لطبقة لقهر طبقة أخرى(19) لذلك فإن الديمقراطيّة الليبراليّة تقترن بديكتاتوريّة الاقليّة على الأكثريّة لأنها تبرّر وتشرعن لحكم الأقليّة للأغلبيّة ، فهي بالتالي لا تختلف عن أي نظام ديكتاتوري آخر يقوم على سيادة الأقليّة على الأغلبيّة ، بل إن كارل ماركس يذهب في وصف الديمقراطية الغربية بأنها وهميّة لأنها تزعم أن شرعيتها مستمدة من الإرادة العامة للناس. وعليه فإنّ الديمقراطيّة الليبراليّة تمثّل أفكار الطبقة المهيمنة لأنّ الأفكار السائدة حسب ماركس هي أفكار الطّبقة السائدة أو الحاكمة وبهذا المعنى تؤلف الايديولوجيا الليبراليّة جزءا من البنية الفوقيّة أي المواقف والأفكار التى تتبناها الطبقة المهيمنة . وهذا التشكيل يمرّ حتما عن طريق اخضاع الشعوب بل وإجبارهم على التكيف الهيكلي والدخول الى حضارة الاستغلال والقمع والاضطهاد أي بالقبول بالنموذج الليبرالي والعمل المأجور وبالنظام السلعي الذي تعادل تسعيرته تسعيرة العامل المعاصر ، بهذا المعني ترغم البلدان الغربيّة الليبراليّة بقيّة شعوب العالم الى استقبال "هذا الجهاز العضوي " قسريا يعني ذلك أن النظام الليبرالي "يقود قسرا جميع الامم ، تحت طائلة الهلاك الى تبني نمط انتاج البرجوازيّة ، وترغمها مهما أبت ، على ادخال الحضارة المزعومة اليها أو قل ترغمها على أن تصبح برجوازيّة، وباختصار فهي تخلق عالم على صورتها ."(20)
إنّ الميزة الاساسيّة لجميع التشكيلات الاجتماعيّة سواء كانت عبوديّة أو إقطاعيّة أو رأسماليّة هي اللامساواة واللاعدالة مضاف اليهما الصراع الطبقي كعنصر مضاد ومقلق لسلاطين المال والجاه والمنصب فما فعلته الطّبقات المهيمنة عبر جميع أشكال التشكيلات الاجتماعيّة ليس سوى عمليّة استبدال للطبقات القديمة واستحداث لطرق الهيمنة والسيطرة فحتى : "المجتمع الرأسمالي الذي قام على أنقاض المجتمع الإقطاعي لم يقض على التناحر الطبقي بل لم يفعل غير استبدال الطبقات القديمة وشروط الاضطهاد القديمة بطبقات جديدة وشروط اضطهاد جديدة وأشكال صراع جديدة "(21)وهذا القول يؤكد أنّ الأسس النظريّة التي قامت عليها الديمقراطيّة هي أسس مشوّهة وتؤسس لمنطق الغلبة والبقاء للأصح ماليا والدولة هنا هي أداة بيد الطّبقة المالكة تستعملها "لإرتشاق الرحيق من جماجم ضحاياها "(22) وعليه فإنّ الديمقراطيّة الليبراليّة ما هي إلا ديكتاتوريّة الأقليّة على الأكثريّة وهي تدشين لانحدار الديمقراطيّة من مدلولها وسياقها الانساني الذي أنتزع بأعلى وأقصى التضحيات الى مدلولها التبادلي "فأحلت حريّة التجارة الوحيدة والغاشمة محل الحريات العديدة المعترف بها كتابة ...وباختصار فقد استبدلت بالاستغلال الذي كانت تموهه الأوهام الدينيّة والسياسيّة ، استغلالا صريحا ، وقحا ، مباشرا ووحشيا.(23) ومن أجل قلب التراتبيّة الطبقيّة وتحقيق سيادة الانسان على ذاته والآخر والعالم من جهة إرساء الديمقراطيّة الاقتصاديّة والتوزيع العادل للثروات يستوجب أن يقوم الهامش ب " تصفيّة وجودهم الخاص القائم حتى اليوم والذي هو في الوقت نفسه شرط وجود المجتمع السابق برمته ، أي يبغي عليهم تصفيّة العمل المغرب"(24)
يبقى القول في الديمقراطيّة نظرا وعملا منفتحا على الما سيأتي من انشغالات نظريّة وعمليّة وهو مرتهن بالانعتاق والتحرر الاجتماعي كمقدمة لكل تفكير ديمقراطي مقبل وكأساس لكل تفكير اتيقي ، وتبقي مهمة المادية التاريخيّة(25) منفتحة على جميع الممكنات والسبل لذلك فالمراهنة على الحريّة والعدالة والمساواة هي مراهنة على الانسان داخل وجوده السياسي والذي يفترض حسن تدبير هذا العالم تدبيرا بمقتضاه يقع تفجير جهاز الديمقراطيّة الليبراليّة وأدواتها لينفك الانسان الذي يعيش في وضعيّة الإمبراطوريّة من جميع أشكال الهيمنة والقصور والوصاية التي فرضتها الحضارة البيوسياسيّة(*)ومثل هكذا أمر لا يكون ممكنا إلا عن طريق تفجير التناقضات الطبقيّة التي تنخر المجتمعات عبر جميع التشكيلات الاجتماعية وهذا ما فعله ماركس من جهة تشديده على ضرورة تفجير النظام الرأسمالي وتجاوز شروره وتناقضاته نحو طريق جديد يكون معبرا عن هموم الإنسان الحقيقي الذي تصنعه الظروف الاجتماعيّة والاقتصادية ومثل هذا الامر يتطلب قلب المعادلة والتراتبيّة الطبقيّة الذي لطالما سعت السُلط المسيطرة الي المحافظة عليها. لذلك كان التفكير في الديمقراطيّة المغايرة على أنقاض الديمقراطية الليبراليّة أمرا لا حياد عنه لتشييد فلسفة ماركس السياسيّة.
3. ماركس والديمقراطيّة المغايرة
إنّ التفكير في الديمقراطيّة على الشاكلة الماركسية لهو من الأمور الجادة على ضوء الازمة(*) التي يعيشها نظام الامبراطورية فالعالم لم يعد مستقرا بالمرة عالم تغذيه الصراعات والحروب والمجاعات والدعشنة(*) تزيده توترا وتآكلا ، فديمقراطيّة النهايات الفكوياميّة أصبحت "شبيهة بالساحر الذي لم يعُد يعرفُ كيف يتحكم في الشياطين التي استحضرها "(26) لذلك فإن الإنعتاق الاجتماعي من الاستغلال والعمل المغرب كما العمل المأجور والملكيّة الخاصة هو الشرط الأساسي للديمقراطيّة ، فإنعتاق العمال من وضعيتهم يحمل في طياته إنعتاق للإنسانيّة جمعاء وهذا ما كتبه ماركس في النظام الأساسي للأمميّة الاولى حينما كتب يقول :"إن تحرير العمال يجب ان يكون من صنع العمال أنفسهم...وان استعباد العامل اقتصاديا من مالكي وسائل الانتاج ... هو السبب الاول للعبوديّة في جميع أشكالها... وأنّ التحرر الاقتصادي هو إذا الهدف الأعظم الذي تخضع له ، كوسيلة ، أي حركة سياسية(27)، لقد ارتضى ماركس للديمقراطيّة مقاما جديدا ربُ مقام تعود فيه للإنسان انسانيته وتقلب فيه التراتبيات الطبقيّة وتنتزع فيه الملكيّة من غاصبيها فالديمقراطيّة في فلسفة ماركس السياسيّة لا تفهم إلاّ في سياقها التاريخي وفي اطار المهمّة التي أعطاها للمادية التاريخيّة(*) التي بموجبها تراهن الطبقة العاملة على تحرير نفسها لأنّ في عمليّة تحرير ذاتها تحرر للمجتمع بأسره ومن ذلك يصوغ ماركس وانغلز مقولة الضرورة الموضوعيّة للاشتراكيّة ومقولة العلاقة الوثيقة بين التحرر الاجتماعي للبروليتاريا وبين تحرر المجتمع بكامله من سيطرة قوى التطوّر الاجتماعي العشوائيّة على الانسان(28) وقد كتب ماركس في هذا :"لكن هذا الصراع قد بلغ الآن مرحلة أصبحت فيها الطبقة المستغلة والمقهورة غير قادرة على تحرير نفسها من الطبقة التي تستغلها وتقهرها(البرجوازيّة) إلاّ اذا حرّرت في الوقت نفسه والى الأبد المجتمع كله من الاستغلال والقهر "(29)وهذا التحرر والانعتاق من جميع أشكال الهيمنة والسيطرة الذي فرضه التوسّع الرأسمالي منذ خروجه من أحشاء المجتمع الإقطاعي مرورا بالرأسماليّة الكلاسيكيّة توقفا عند مرحلة الإمبرياليّة وصولا الى الامبراطوريّة المعولمة (كدرجة متطوّرة من الرأسمالية العالميّة) يتطلّب تثويرا للوجود السياسي والاقتصادي أي القضاء علي الظروف التي أنتجت ولا تزال تنتج " الفقر والإفقار الذي ينمو بسرعة أكثر من سرعة نمو السكان والثروة "(30) ومثل هكذا أمر لا يكون ممكنا إلا عن طريق قلب التراتبيّة الطبقيّة أو ما يسميها ماركس بديكتاتوريّة البروليتاريا (*) أي ديكتاتورية الاكثريّة على الاقليّة باعتبارها بانيّة المجتمع الجديد " ونفي نابع من صلب المجتمع البرجوازي لأساسه الاقتصادي ، أي للملكيّة الخاصة. ولا تنحصر المسألة في النظرة الذاتيّة الى هؤلاء أو غيرهم من البروليتاريين ، بل في حقيقة الأمر " في معرفة ما هي عليه البروليتاريا وما ينبغي عليها القيام به طبقا لواقعها هذا "(31) والذي بموجبها تستولي على السلطة السياسيّة وهذا الاستيلاء هو انتصار للديمقراطيّة حسب بيان 1844 (32) وانتقال المجتمع الى الشيوعيّة الدنيا ومنها الى الشيوعيّة العليا وهذه المرحلة ينتفي فيها التناقض بين المدينة والريف وتعود فيها للإنسان انسانيته وتتحقق المصالحة بينه ومجتمعه وينتفي فيها الاستغلال بزوال الطبقات وينحلّ جهاز الدولة الطبقي من تلقاء نفسه بزوال الظّروف التي أنتجته في هذا كتب ماركس " إنّ الشيوعيّة هي تحويل شامل للعلاقات الاجتماعيّة الماديّة منها والروحيّة فهي تزيل التناقض بين العمل الذهني والعمل الجسدي وبين المدينة والريف وتكفل التطوّر الحر لكل فرد من أفراد المجتمع "(33)لكن سرعان ما سيغيّر ماركس آراءه على ضوء كمونة باريس(34)(*) ليستنبط نمط آخر من الديمقراطيّة .إنه نمط الإتحاد الفيدرالي للكومونات أو المجالس المنتخبة بالاقتراع العام وقد جرت الإشارة إلى الأسلوب السلمي للنضال الثوري في كتابات ماركس و انغلز ، كطريق للوصول الى السلطة السياسيّة عبر الاقتراع العام يقول انغلز : "تعلّمت الطبقة العاملة من التجربة بأنها سوف لن تحصل على مكسب دائم يمنحها لها الآخرون وإنّما تمنح نفسها هذا المكسب عن طريق الظفر أولا بالسلطة السياسيّة ، من الان وصاعدا عليها الاقرار بأنها سوف لن تضمن ، بأي حال من الأحوال تحسّن وضعها الاجتماعي إلا بسلطة الاقتراع العام. "(35)
إنّ نقد ماركس للديمقراطيّة الليبراليّة هو نقد واع بخطته ومنهجه إنّه نقد يريد أن يقوض البنية الفوقيّة للنظام الرأسمالي وعلى أنقاضه تؤسس الاشتراكيّة العلميّة والمرور من التشكيلة الاجتماعيّة والاقتصاديّة القائمة على الملكيّة الخاصة والعمل المأجور الى التشكيلة الاجتماعيّة والاقتصاديّة التي تمشّرك وسائل الانتاج وعلاقاته هو مرور من حالة الاغتراب والاستغلال واللامساواة الى الحالة التى تعبّر "عن عودة تكامل الانسان مع ذاته أو رجوعه إليها وتخطي اغتراب الذات الانساني(36)" وهذا الانتقال هو تعبير عن الديمقراطيّة التي ارتضي لها ماركس مقاما محمودا تنبت بصعوبة وعبر سيرورات تاريخية في أواسط الجموع البروليتاريّة باعتبارها القلب النابض والقوة المحركة لكل ثورة مستقبليّة تكون معبّرة عن الديمقراطيّة الحقيقة وعن تطلعات الشريحة الموّسعة من المفقرين والمعدمين ، هي ثورة(*)ذات أفق ديمقراطي شعبي وتحرري في ذات الوقت فيها تحرر للمجتمع بأسره وقد أثار ماركس(37) الفرق بين الثورة البروليتاريّة(*) وبقيّة الثورات فلئن كانت الثورات السابقة تحقيق لمكاسب طائفة أو شريحة من المجتمع فإنّ الثورة البروليتاريّة تحمل مشروع يحرر المجتمع بأسره هو مشروع الديمقراطيّة الراديكاليّة التي تستأصل الظّروف التي أنتجت اللامساواة بين البشر بل الظروف التي أنتجت العمل المأجور والملكية الخاصة لتمحوا في درب الانعتاق المجتمعي وفي هذا كتب ماركس " أنجزت جميع الحركات التاريخيّة التي قامت حتى الآن إمّا من قبل أقليّة وإما لحساب أقليّة. أمّا الثورة البروليتاريّة فهي الحركة المستقلّة التي تقوم بها الأغلبيّة الساحقة لمصلحة الأغلبيّة الساحقة. فالبروليتاريا ، التي هي فئة المجتمع الراهن السفلى ، لا يمكنها أن تنهض وتقف على قدميها إلاّ إذا نسفت كل البنية الفوقيّة للفئات التي تشكّل المجتمع الرسمي(38). ويقول في موضع آخر : "إنّ البروليتاريا لا تستطيع أن تحرّر نفسها دون القضاء على كل الشروط غير الإنسانيّة لحياة المجتمع المعاصر"(39)
إنّ الديمقراطية التي يراهن عليها ماركس هي ديمقراطيّة تتقوّم على الانسان الحر(40) والإنسان الحر هو ذلك الكائن المتحرر من غطرسة الظروف الموضوعيّة ومن ذلك الجهاز السلطوي والطبقي المتموقع فوق الجميع ومن ثمّة فهو ذلك الذي يحوّل هذا الجهاز الذي يخنق الانسان من جهاز فوق المجتمع الى جهاز يكون خاضعا ومراقبا من قبل الافراد كي لا يتغول ويتبقرط وفي نقد ماركس لبرنامج غوتا كتب يقول : "ان الحرية هي في تحويل الدولة من جهاز فوق المجتمع الى جهاز خاضع بكليته لهذا المجتمع "(41) وذلك هو شرط الديمقراطيّة لأن هذا الجهاز يشتغل بواسطة جهاز أمني بربري يرعى ثمّ يرعى مصالح الطّبقة المسيطرة ويسهر على سلامته فالجهاز الأمني الذي تذهب عيونه بعيدا الى أدق خصوصيات الافراد هو تعبير عن وضعيّة الإنسان داخل المجتمعات الطبقيّة لذلك " يشكّل الأمن أعلى تعبير اجتماعي للمجتمع البرجوازي ، مفهوم الشرطة يشي ب " أن المجتمع بأسره موجود فقط لكي يضمن لكل من أعضائه حماية حياته وحقوقه وملكيته "(42) وهذه الحقوق التي يتمتع بها الانسان في المجتمع الرأسمالي ليست إلاّ حقوق تكرّس الانانيّة والأمن هو الضامن الوحيد لتلك الانانيّة لذلك فإنّ " حقيقة ما يسمى ب"حقوق الإنسان "بخلاف الحقوق المدنيّة " ليست إلاّ حقوق عضو المجتمع البرجوازيّة أيّ الانسان الاناني الانسان المعزول عن الانسان عن الوجود الاجتماعي. "(43)
إنّ الطريق نحو إرساء الديمقراطيّة ماركسيا يمرّ حتما ووجوبا بتدمير المنظومة الرأسماليّة وبتفكيك أجهزتها ومن ثمّة المرور الى تشكيلة اجتماعيّة واقتصاديّة جديدة تكون ضامنة ومعبّرة عن هموم الهامش الذي داسته المراكز وحاملة لاتيقا التحرر والانعتاق من جميع أشكال الاجحاف والتفقير والاستعمار الناعم الذي يكبّل مقدرة الهامش على التطوّر من ثمّة فإنّ تحقيق مثل هذا التدبير الديمقراطي الذي يكون حاملا للعالميّة والكونيّة والمؤسس لاتيقا العيش معا داخل عالم يجمع الجميع لا يكون ممكنا إلاّ عن طريق استئناف ماركس على ضوء الأزمة التي تنخر الامبراطوريّة المعولمة ومن ثمّة فإنّ الفلسفة في الراهن مطالبة بالانخراط في الواقع بأكثر حدّة وصلابة لأنّ الانسانيّة لا يمكن لها أن تتجاوز شرور اللحظة والدرجة الصفر من التدبير السياسي إلاّ عن طريق تفجير وتدمير المنطق الذي تشتغل به الامبراطوريّة المعولمة فعمليّة تحرير الإنسانيّة من بطش المنظومة الرأسماليّة لا يمرّ عبر إصلاحها أو الحد من تغوُّلها وطغيانها أو تقويم اعوجاجها حتى تعود الى طورها بل إنّ هكذا أمر لا يكون ممكنا إلاّ من خلال تفجيرها وتدميرها ومن ثمّة مجاوزتها فما فعلته عبر مسارها التطوّري ليس سوي جر الإنسانيّة من قلب العالم الى أطرافه الى التوحش والبربريّة لذلك فإنّ شفاء الإنسان من شقائها مرتهن بالنضال ضدّ الرأسماليّة المتوحّشة من أجل تدميرها يعني ذلك أنه " من واجب أيّ نضال ضدّ الامبرياليّة ( وما يترتب عنها من حروب وبؤس وفقر وحرمان واستعباد) أن يكون أيضا منطقيا نضالا مباشرا ضدّ الرأسماليّة. وأي أية إستراتيجيّة سياسية هادفة الى إصلاح التشكيل المعاصر للنظام الرأسمالي بغية شقائه من علّة الإمبرياليّة غير ذي جدوى... لا يمكن التصدّي لشرور الإمبرياليّة إلاّ عبر تدمير النظام الرأسمالي نفسه."(44)


خلاصة
تكون الديمقراطيّة سؤال المرحلة التي نعيشها ونحياها ونعاشر محنة سؤالها ونتابع من داخلها عمليّة موتها ساعة انفجارها وخروجها عن مسار العقل ، لذلك فالتفكير بها من جهة النقد والتأسيس على ضوء الفلسفة الماركسيّة يجعلنا نطلّ على الأزمة التي تنخر الحضارة العالميّة ومن ثمّة يكون فعل النقد المتصالب مع فعل التفلسف المفضي الى اثارة الشكوك حولها قصد توريطها ومنها وضع حضارة رأس المال في موضع أزمة شاملة ومثل هكذا أمر لا يكون ممكنا إلاّ عن طريق تفجير أجهزتها وتفكيك منطقها ومن ذلك الوقوف على شتى أنواع الاكراهات والانتهاكات التي نقشتها حضارة رأس المال في ذاكرة الانسان المعاصر الذي يعيش في الدرجة الصفر من التدبير السياسي والاقتصادي .
وهذا الانخراط في لعبة الديمقراطيّة كتابة وتأريخا ونقدا هو دعوة لكي تنخرط الفلسفة في الواقع بصلابة وعمق حتّى يكون فعل التفكير في ممكنات التحرر والانعتاق من نظام الامبراطوريّة المعولمة ومن ثمة يكون استئناف ماركس وضخ الحيويّة في فلسفته وذلك بجعله ينفتح على ما تحقق من مكاسب نظريّة سواء كان داخل مدرسة فرانكفورت ( هوركهايمر ، ادورنو ، ماركوز ، هابرماس ،) أو التفكير الراهني في الامبراطوريّة ( سمير آمين ، أنطونيو نيغري ) وذلك بهدف استئناف مهمّة الماديّة التاريخيّة ومن ثمّة التفكير في أمميّة تجمع حفاة العولمة من قلب العالم الى اطرافه لتحقيق فضاء أممي يعيش فيه الانسان حرا ويحيا بجميع أحاسيسه وطاقاته الابداعيّة بعيدا عن كل أشكال الجبروت والوصاية .
الهامش

1- يقول جميل صليبيا معرفا الآن((Instant:" في اللغة الوقت قيل أصله أوان،حذفت الألف الأولى وقلب الواو ألفا ، فصار آنا. وهو عند الفلاسفة نهاية الماضي وبداية المستقل به ينفصل احداهما عن الآخر. فهو فاصل بينهما بهذا الاعتبار وواصل بينهما باعتبار أنه حد مشترك ، أو طرف موهوم ، بين زمانين متعاقبين. فبالنسبة الى الزمان كنسبة النقطة الى الخط الغير متناهي أو كنسبة الواحد الى العدد....الآن حدّ الزمان بين الماضي والمستقبل."
أنظر في هذا :صليبيا (جميل) ، المعجم الفلسفي بالألفاظ العربيّة والفرنسيّة والانغليزيّة واللاتينية ، دار الكتاب اللبناني بيروت ، لبنان 1982 ، ص ص 29.

2- أنظر في هذا السياق : ماركس (كارل) نقد الاقتصاد السياسي ، ترجمة محمد عيتاني ، مكتبة المعارف ، المجلد الأول الطبعة الأولى 1982.
: ماركس (كارل) نقد الاقتصاد السياسي ، ترجمة محمد عيتاني ، مكتبة المعارف ، المجلد الثاني ، الطبعة الثانيّة 1981.
: ماركس (كارل) نقد الاقتصاد السياسي ، ترجمة محمد عيتاني ، مكتبة المعارف ، المجلد الثالث ، الطبعة الثالثة 1978. .
3- Maximilien Rubel, Le concept de démocratie chez Marx Publié : dans la revue Le Contrat social en 1962,
4- أنظر في هذا السياق : امين (سمير ) ، امبراطوريّة الفوضى ، ترجمة ،سناء أبو شقرا ، الفارابي ، بدون تاريخ الطبعة,
5- إنّ ما ورد من كتابات ماركس وانغلز حول نظريّة الامبرياليّة كان في شكل اشارات وأفكار أوليّة ، وهي مبثوثة في رأس المال الذي حلّل التمركز الرأسمالي وأكّد باستمرار على دنو ساعة تمركزه الأقصي ، وهي موجودة خاصة في الكتاب الثالث حيث يعود ماركس من جديد لتفسير نشوء الرأسماليّة وتطوّرها وليلحّ على الدور المتعاظم للتسليف وعلى اتساع التحكّم المصرفي الممارس على الانتاج الصناعي..... ولكنّ لينين قام سنة 1917 بتلخيص ثمرة ما توصّلت اليه التحليلات حول الامبرياليّة ( هوبسون ،هيلفردينغ ، بوخارين ) ودوّن ذلك في كتيب يندرج ضمن الدعاية السياسيّة المبسّطة : الامبرياليّة أعلى مراحل الرأسماليّة. "الامبرياليّة هي الرأسماليّة التي بلغت مرحلة من التطوّر تتّسم بسيطرة الاحتكارات ورأس المال المالي ، وباختلال تصدير رؤوس الأموال للمرتبة الأولى وبداية اقتسام العالم بين التروستات العالميّة وبإتمام اقتسام العالم بين أكبر الدول الرأسماليّة ." لمزيد التعمق في هذه المسالة أنظر : بن سوسان (جيرار) ، لابيكا (جورج) ، معجم الماركسيّة النقدي ، ترجمة جماعيّة ، دار محمد على للنشر صفاقس ، دار الفارابي بيروت ، الطبعة الاولى 2003،ص ص 143 ، 145.
6- هيرتس (نورينا) ، السيطرة الصامتة الرأسماليّة العالميّة وموت الديمقراطيّة ، ترجمة صدقي حطّاب سلسلة كتب ثقافية شهرية يصدّرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عدد 336 ، فيفري 2007.
7-أنظر في هذا السياق:
- Negri(Antonio) ,traversées de l’empire, traduit de l’italien par judith Revel, Edition de l’derne 2011.
- نيغري ( انطونيو) ، هاردت (مايكل) ، الامبراطورية :امبراطورية العولمة الجديدة ، ترجمة فاضل جتكر، مكتبة العبيكان ، الطبعة الأولى 2001 ص 503.

-;---;-- يمكن اثارة الاختلاف و الفرق بين نهاية التاريخ على الشاكلة الفوكويامية ونهاية التاريخ على الشاكلة الماركسية ،فكلاهما قرئتن لهيغل قراءة يسيطر عليها النازع الايديولوجي ،أي أنّ هيغل طبقا لهذين القراءتين لم يقرأ هيغليا يعني ذلك أنه أوّل بما يتماشى مع أطروحة نهاية التاريخ سواء كان داخل الايديولوجيا الليبرالية أو الايديولوجيا الماركسية ، فنهاية التاريخ على الشاكلة الفوكويامية تشى القول بتوقف التاريخ عند اللحظة الغربيّة ، أي عند الديمقراطيّة الغربيّة من جهة سيطرة ديكتاتوريّة رأس المال على العالم بعد أفول نجم الايديولوجيات( الماركسيّة والقوميّة) وسقوط الاتحاد السوفياتي وبالتالي وصول الانسانيّة عن طريق الليبراليّة الاقتصاديّة الى الرفاهيّة والحريّة والمعقوليّة والتى لا تضاهيه في ذلك أيّ ايديولوجيا أخرى وهذه هي نقطة النهاية لحركة التاريخ ، أمّا نهاية التاريخ داخل الادبيات الماركسيّة فهي توقيع مضاد لأطروحة فوكوياما فالإنسانية حسب ماركس لم تدخل التاريخ بعد ، وبدية التاريخ مرتهنة بانتفاء الصراع الطبقي وبالتالي ينتهي التاريخ عند الشيوعيّة العليا كأعلى درجة يمكن ان يصل اليها المجتمع الشيوعي وعندها ينتهي التاريخ ونهاية تاريخ فوكوياما هي في الان ذاته استئناف لمهمّة التاريخ التي حدّدها لها ماركس. انظر في هذا : فرانسيس فوكوياما ، نهاية التاريخ،المجلة الليبرالية ، حزيران يونيو ،1989.
8- يقول فوكوياما تحديدا: " إنّ القيم الديمقراطيّة كانت الغالبة كليا في الضمائر في أوروبا الشرقيّة وفي أمريكا اللاتينيّة وهي تتجه بسرعة فائقة لتحقيق شموليّة الديمقراطيّة الليبراليّة في العالم أجمع كشكل نهائي لحكم البشر ، هذا الشكل الذي غلب على الضمائر أصبح مسيطرا في الواقع مؤكدا بذلك علي نهاية التاريخ لأنه لم يعد هناك بديل للنظام الليبرالي" أنظر في هذا السياق : إيفروكوت ، ملفّ تسارع التاريخ ، مجلة الفكر العربي المعاصر ، عدد 15- 16 ، خريف ، 1991 ، ص ص 107،108.
9- ابن منظور ، لسان العرب المحيط ، المجلّد الثاني ، بيروت ، دار الجبل 1988 ،ص ص 1242 – 1244.
10- أنظر : أتالي (جاك)، كارل ماركس أو فكر العالم سيرة حياة ، ترجمة محمد صبح ، دار كنعان ، الطبعة الأولى 2008.
11-ماركس(كارل) ، نقد الاقتصاد السياسي ص 20.
12 -Marx (Karl) ,critique du philosophie politique Hégélien , traduit par Alber Baraquin Edition social, 1975.
13- ماركس(كارل) ، مخطوطات 1844 الاقتصادية الفلسفيّة ، ترجمة محمد مستجير مصطفي ، الحوار المتمدن،عدد 3447.
14- نفسه ، ص 5.
-;---;-- أنظر خاصة تحليل ماركس للصراع الطبقي في فرنسا ابان الثورات الفرنسيّة منذ 1789 وقد كتب ماركس في هذا :" ما من ثورة من الثورات العديدة التي قامت بها البرجوازيّة الفرنسيّة منذ 1789 كانت تطاولا على النظام ، لأن جميع هذه الثورات لم تمس البتة السيادة الطبقيّة وعبوديّة العمال والنظام البرجوازي."أنظر في هذا السياق : ماركس (كارل) ، فريدريك انغلز:الجريدة الرينانية الجديدة ، دار ابن خلدون ، ترجمة على رضا وشيخ الجبل ، الطبعة الاولى أفريل 1976 ، ص 32. وقد كتب بخصوص ثورة شباط : "حين تثور طبقة تتركّز فيها مصالح المجتمع الثوريّة ، تجد في وضعها بالذات المضمون والمادة ، لا بل نشاطها الثوري ، فتقضي على الأعداء ، وتتخذ التدابير التي تمليها مقتضيات النضال وعواقب أعمالها تدفعها الى أبعد. وهي لا تنصرف إلا الى البحوث النظريّة في مهامها. إلا أن الطبقة العاملة الفرنسيّة لم تكن في مثل هذا الوضع ولم تكن قادرة على تحقيق ثورتها بالذات " انظر في هذا السياق:
-Marx (Karl):les luttes de classes en France, suivi de la constitution de la République française adoptée le 4 novembre 1848, suivi le 18 Brumaire de louis Bonaparte et suivi de Karl Marx devant le bonapartisme par Maximilien, Rubel. Edition Gallimard ,1994 p. 23,32
15- مخطوطات 1844 الاقتصاديّة الفلسفيّة ، مصدر مذكور سابقا ص 25.
16- نفسه ص 26.
17- ماركس (كارل ) ، إنجلز (فريدريك ) ، العائلة المقدّسة أو نقد النقد النقدي،ترجمة حنا عبود ، دار دمشق،طبعة الأولى 1978.
18- يقول انغلز تحديدا : " ليست الدولة بحال قوّة مفروضة على المجتمع من خارجه . والدولة ليست كذلك " واقع الفكرة الاخلاقيّة " ،" صورة وواقع العقل " كما يدّعي هيغل . الدولة هي نتاج المجتمع عند درجة معيّنة من تطوّره ، الدولة هي افصاح عن واقع أنّ هذا المجتمع قد تورّط في تناقض مع ذاته لا يمكنه حلّه ، وانه قد انقسم الى متضادات مستعصيّة هو عاجز على الخلاص منها .... لهذا اقتضى الامر قوّة تقف في الظاهر فوق المجتمع ، قوّة تلطّف الاصطدام وتبقيه عند حدود النظام . إن هذه القوّة المنبثقة عن المجتمع ، والتي تضع نفسها ، مع ذلك فوقه وتنفصل عنه فأكثر هي الدولة ". أنظر في هذا السياق : انغلز ( فريدريك ) ، أصل العائلة والملكيّة الخاصة والدولة ، لمناسبة أبحاث لويس هنري مورغان ، ترجمة الياس شاهين ، دار التقدّم موسكو 1986، 224- 225. أنظر خاصة فصل البربريّة والحضارة.
19- ماركس ( كارل) ، انغلز (فريدريك) ، البيان الشيوعي ، ترجمه وقارنه عن الالمانيّة وعلّق بقاموس ماركسي على كلماته النظريّة والتاريخيّة العفيف الاخضر دار الطليعة 1975 ، ص 119 .
20- نفسه ، ص 59.
21- نفسه ، ص 42.
22- نفسه ، ص 58.
23- نفسه ، ص 54-55.
-24نقد الاقتصاد السياسي ، المجلّد الثالث ، مصدر مذكور سابقا ، ص 215.
25- إنّ الماديّة التاريخيّة هي علم الوجود والوعي الاجتماعيين فهي تطبيق وتوسيع للماديّة في إطار المجتمع. ويتمثل موضوع المادية التاريخيّة في "القوانين الكليّة والقوي المسيطرة والمطوّرة "للمجتمع " حياة المجتمع في مجموعه "و "قوانين التكوّنات الاقتصاديّة والاجتماعيّة ". إنّ المجتمع هو "أعقد شكل لوجود المادة" فهو جزء خاص من الطبيعة" قادر وحده على الدخول في تناقض مع أيّة طبيعة أخرى مختلفة عن المجتمع. لذلك فإنّ المجتمع هو مسار طبيعي وتاريخي في الوقت نفسه ".أنظر معجم الماركسية النقدي مرجع مذكور سابقا ص 1027.
-;---;-- -مع أنتقال ااراسماليّة من مرحلة الامبرياليّة الى مرحلة العولمة تطوّرت طرق تطويع الانسان وتدجينه لتتعصرن طرق الاستغلال داخل نظام الامبراطوريّة "المتكون من كوكبة مركّبة من السيرورات التاريخيّة " والذي تبدّل فيه الاستغلال من براديغم الاستغلال الاقتصادي الي براديغم الاستغلال البيوسياسي ، حيث كتب نغري وهاردت في هذا : " حيث بات الدور المركزي الذي كانت قوّة عمل جماهير عمال المصنع تحتله عائد اليوم بصورة متعاضمة لقوّة العمل الذهنيّة واللاماديّة والقائمة على إتقان فن الكلام والتواصل، مما يفرض ضرورة تطوير نظريّة سياسية للقيمة، نستطيع أن نضع مشكلة هذه المراكمة الرأسماليّة الجديدة للقيمة في قلب آليّة الاستغلال "
انظر في هذا السياق : الامبراطورية :امبراطورية العولمة الجديدة ، مرجع مذكور سابقا ، ص 62 ، أنظر خاصة : فصل الإنتاج السياسي الحيوي.
-Negri(Antonio) ,traversées de l’empire,traduit de l’italien par judith Revel,Edition de l’derne 2011 .

-;---;-- يمكن في هذا السياق المقارنة بين الرأسماليّة وهي لا تزال خارجة من أحشاء المجتمع الإقطاعي-أي رأسماليّة النهضة الأوروبيّة- وهي مفككة بالعنف لأساليب المجتمع الاقطاعي التي أصبحت معيقة لتطور المجتمع فاصلة بين السلطة الزمنيّة والروحية وحاملة لكل معاني الحريّة والعقلانيّة والتقدم ورأسماليّة العولمة التي سلكت درب المثاليات من جهة سعيها الى تأبيد الواقع والمحافظة على التراتبيّة الطبقيّة والدوليّة لمواصلة استعمار الشعوب ونهب ثروات البلدان -التي لا تزال تعاني من الجهل والأمية التي تقاس اليوم بعدم المقدرة على صنع واستعمال الوسائل التقنية أيّ عدم المقدرة على التصنيع- بل التدخّل فيها إن خرجت عليه، رب رأسماليّة تسلك مسلك الوحوش في إنتاج الثروات عبر استثمار الرأسمال البشري وعليه فالمطروح هو الحد من شراستها وطغيانها ومجابهة سلطان رأس المال والدفع به الى نهايته الحتميّة لأن الازمات الدوريّة التي تعاني منها المنظومة الليبراليّة الجديدة تجعل من رأس المال المعولم في موضع أزمة قد تقوده حتما ووجوبا الى نهايته الكارثيّة التي من الممكن أن تبدأ من المراكز في اتجاه الأطراف فمن يصدر ويغرق بلدان الهامش بالمواد الاستهلاكية والاليكترونية بإمكانه أن يصدّر الأزمات ويغرقنا بالسلاح كما هو الحال في ليبيا وسوريا ......أنظر في هذا السياق:
-روبيرتس(تيمونز)، هايت( إيمي)، من الحداثة الى العولمة :رؤى و وجهات نظر في قضيّة التطور والتغيير الاجتماعي ، سلسلة كتب ثقافية شهرية يصدّرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عدد 309 ، نوفمبر 2004.
-;---;-- -- نعني بدعشنة العالم إدخاله في حرب أصوليات تختلف باختلاف فرقها ومذاهبها، فالوضع المدعشن هو اشارة الى تنظيم الدولة الاسلاميّة بالعراق و الشام، فالى مشارف شتاء2015 العالم غير مستقر بالمرّة ، حروب داخل الشرق الاوسط وعدم استتباب في المناخ السياسي وتذبذب= للعملات العالميّة، داعش تضرب بعنف وعمق في سوريا والعراق واليمن وليبيا وهي الان أي بتاريخ 21-2-2015 على الحدود التونسيّة الليبيّة،أصبحت داعش تساير العولمة في تسرّبها الي العالم فهي وباء تنتشر بسرعة الرياح وتتزامن ضرباتها الارهابيّة في ذات اليوم في العراق وسوريا بل عاصمة الانوار ذاتها، هذا الوضع المدعشن ينبئ بكارثة كبرى ستزعزع أمن السلم العالمي وتجعل المرض يستفحل ويضع سيرورات التنوير في موطن أزمة شاملة لكي يستعيد نفسه من جديد استعادة يضع فيها الرجل الابيض صانع الحضارة المعاصرة موضع ازمة لأن الامبرياليات الغربيّة المعوْلمة هي من ساهمت في انشاء هذا الوضع المُدعْشنْ ومولته سلاحا وعتادا لينكل بالأجساد قصاصا وحرقا وقنصا بل ورجما وكذلك اعدّت له الأرضيّة ليستفحل كالورم الخبيث.
انّ الفلسفة بوصفها خطابا اشكاليا ونقديا وتأسيسيا مدعوّة الى الانخراط في الواقع المُدعْشن بعنف وصلابة وأن تعلن بداية النقد الحقيقي، أي نقد الدين لأنه" المدخل الحقيقي لكل نقد".
26- البيان الشيوعي ، ص 62.
27- البيان الشيوعي ، ص 25/26.
-;---;-- - "هي المهمّة التي أعطاها ماركس للتاريخ والتي لم تنجز بعد والمرتهنة بانتفاء التناقضات التي تنخر بنية الواقع الموضوعي وتحقيق سيادة الإنسان على ذاته وعلى العالم أي أن تعود إليه ذاته وطاقاته الإبداعيّة بعيدا عن كل أشكال الهيمنة والاستغلال المادي و اللامادي الذي فرضته "الحضارة القمعيّة "، فالمسار الحقيقي للتاريخ متوقف على تحقيق الإتيقيات التي حددتها الماديّة التاريخيّة أي المسار المنطقي لحركة التاريخ الجدلي بماهو حركة خاضعة لمنطق التأثير المستمر والمفضيّة الى تجاوز جميع أساليب الإنتاج المعيقة لتطوّر المجتمع، إن فلسفة التاريخ الماركسيّة على الضد من فلسفة التاريخ الفكوياميّة فلئن كانت الأولي تطوريّة فإن الثانيّة ثبوتيّة وهي كذلك على الضدّ من فلسفة التاريخ الهيغليّة التى لا ترى في الحركة الجدليّة إلاّ ما يقع داخل الفكر.
28- لمزيد التعمق في هذه المسألة أنظر: جماعة من العلماء الوفيات، الفلسفة الماركسية في القرن التاسع عشر ، نشوء الفلسفة الماركسية ، ترجمة حسان حيدر ، دار الفارابي ، الطبعة الاولي ،1990 .
-29البيان الشيوعي ، مصدر مذكور سابقا ص 24.
30- المصدر نفسه ، ص 91.
-;---;-- - يقول ماركس في هذا السياق موضحا مفهوم ديكتاتوريّة البروليتاريا : " بين المجتمع الرأسمالي والمجتمع الشيوعي،تقع مرحلة تحوّل المجتمع الرأسمالي تحولا ثوريا الى المجتمع الشيوعي،وتناسبها مرحلة انتقال سياسي لا يمكن أن تكون الدولة فيها سوى الديكتاتوريّة الثوريّة للبروليتاريا." أنظر في هذا السياق:ماركس( كارل)، انغلز( فريديريك)، منتخبات في ثلاثة أجزاء المجلد الثالث، الجزء الأول ، ترجمة غلياس شاهين،دار التقدّم موسكو1981. أنظر خاصة : ملاحظات على برنامج حزب العمال الالماني من الصفحة9 وما بعدها.
31- الفلسفة الماركسيّة في القرن التاسع عشر مرجع مذكور سابقا ، ص 179.
32- انظر في هذا السياق : معجم الماركسيّة النقدي ، مرجع مذكور سابقا ، ص 687.
33- ماركس (كارل)، انغلز (فريدريك) ، الايديولوجيا الالمانيّة ، ترجمة فؤاد أيوب ، دار دمشق،الطبعة الاولى 5-11-1976،ص 213.
-;---;-- - كمومونة باريس أو الثورة الفرنسية الرابعة (باللغة الفرنسية: La Commune de Paris، هي حكومة بلدية ثورية أدارت باريس، فرنسا لفترة قصيرة ابتداءً من منتصف مارس 1871. قامت الثورة في باريس وبعدها الكمونة كنتيجة لخسارة نابليون الثالث الحرب مع بروسيا ودخول الجيش البروسي المذل إلى باريس بعد حصارها. انتخب تسعون ممثلا في الكمونة أو مجلس مدينة باريس (بالفرنسية، "commune") باقتراع عمومي وأعلنت حكمها على كامل فرنسا. كان نزاعها حول السلطة مع الحكومة المنتخبة لفرنسا سبباً رئيسياً في القمع الوحشي لها من طرف القوات الفرنسية النظامية فيما سمي بعد ذلك "بالأسبوع الدموي" ("La Semaine sanglante") في 28 مايو 1871. صاحبت النقاشات حول سياسات ومآلات الكومونة تداعيات سياسية مهمة في داخل وخارج فرنسا خلال القرن العشرين حيث اعتبرت أول ثورة اشتراكية في العصر الحديث.مقتطف من:ويكيبيديا الموسوعة الحرّة،http://ar.wikipedia.org/wiki/كومونة_باريس.
-Marx(Karl),Engels(Frederik),la Commune de 1781 lettres et déclarations pour la plupart inédites ,--union-- Générale 1971 .

34- ميليباند(رالف) ، الاشتراكية في عصر شكاك ، ترجمة نوال لايقة ، دمشق ، دار المدى ، 1998 ، ص 110.
35-مخطوطات 1844الاقتصاديّة الفلسفيّة، مصدر مذكور سابقا ص38.
-;---;-- - في الفرق بين الثورة البروليتاريّة والثورة البرجوازيّة الاولي تراهن على تحرير المجتمع بأسره أما الثانية فهي تراهن على مصالح فئة معينية وقد كتب انغلز في مقدمة النضال الطبقي في فرنسا1848-1850:"أن جميع الثورات السابقة كانت تقتصر على احلال سيادة طبقيّة معيّنة محل سيادة طبقيّة أخرى، ولكن جميع الطبقات التي سادت حتى الان لم تكن تشكّل غير أقليّة ضئيلة بالقياس الى سواد الشعب المحكوم، وعليه كانت أقليّة سائدة تسقط، وتحل أقليّة أخرى محلها في دسّة الحكم وتغيير نظام الدولة وفقا لمصالحها" أنظر في هذا السياق: P5. 1848---1850النضال الطبقي في فرنسا كتاب كارل- م-0ogrnan.wordpress.com/2011/07/6// https:

36-Lowz (Michel): la théorie de la révolution chez le jeune Marx, Edition sociales 1997.
-;---;-- لمزيد من التعمق في : المهام المطروحة على الكادحين والموقف من الدولة انظر : لينين ( فلاديمير) ، الدولة والثورة ، ترجمة الياس شاهين ، دار التقدّم موسكو 1987. أنظر خاصة فصل : المجتمع الطبقي والدولة ، والدولة والثورة.
37-البيان الشيوعي ، مصدر مذكور سابقا ص ص 86/87.
38- ماركس(كارل )،إنجلز(فريدريك ) : العائلة المقدّسة أو نقد النقد النقدي،ترجمة حنا عبود، دار دمشق،طبعة الأولى 1978 ص 237.
39- Robin Goodfellow. Critique de la religion, critique de l’Etat, critique de la propriété privée, Novembre 2006, 40-http://www.robingoodfellow.info/pagesfr/dernierstexts/critrelig,
41- ماركس(كارل) ،انغلز ( فريدريك) ، منتخبات في ثلاثة أجزاء المجلد الثالث ، الجزء الأوّل ، ترجمة الياس شاهين ،دار التقدّم موسكو 1981.،ص 23.

-42ماركس (كارل) : المسألة اليهوديّة ، ترجمة حمزة برقاوي ، الاهالي عن دار ديتز برلين ،1961 ص 41.
43- المصدر نفسه ، ص 39.
44- الامبراطوريّة امبراطوريّة

قائمة المصادر والمراجع
القواميس
- ابن منظور ، لسان العرب المحيط ، المجلّد الثاني ، بيروت ، دار الجبل 1988
صليبيا (جميل) ، المعجم الفلسفي بالألفاظ العربيّة والفرنسيّة والانغليزيّة واللاتينية ، دار الكتاب اللبناني بيروت ، لبنان 1982 .
- بن سوسان (جيرار) ، لابيكا (جورج) ، معجم الماركسيّة النقدي ، ترجمة جماعيّة ، دار محمد على للنشر صفاقس ، دار الفارابي بيروت ، الطبعة الاولى 2003.
مصادر باللغة العربيّة والفرنسيّة
انغلز( فريدريك ) ، أصل العائلة والملكيّة الخاصة والدولة، لمناسبة أبحاث لويس هنري مورغان ، ترجمة الياس شاهين ، دار التقدّم موسكو 1986 ، 224 - 225
- ماركس ( كارل) ، انغلز ( فريدريك)، منتخبات في ثلاثة أجزاء المجلد الثالث، الجزء الأول ، ترجمة الياس شاهين،دار التقدّم موسكو 1981.
- ماركس(كارل )، انجلز(فريدريك ) : العائلة المقدّسة،ترجمة حنا عبود ، دار دمشق،طبعة الأولى 1978.
- ماركس (كارل) ، انغلز (فريدريك) ، الايديولوجيا الالمانيّة ، ترجمة فؤاد أيوب ، دار دمشق ،الطبعة الاولى 5-11-1976.
- ماركس (كارل) ، انغلز( فريدريك ) : الجريدة الرينانية الجديدة ، ترجمة على رضا و شيخ الجبل ,دار ابن خلدون ، الطبعة الأولي أفريل 1976.
- ماركس( كارل) ، انغلز (فريدريك) ، البيان الشيوعي ، ، ترجمه وقارنه عن الالمانيّة وعلّق بقاموس ماركسي على كلماته النظريّة والتاريخيّة العفيف الاخضر دار الطليعة 1975 ، ص 119.
- ماركس (كارل) :نقد الاقتصاد السياسي ، ترجمة محمد عيتاني ، مكتبة المعارف ، المجلّد الأوّل الطبعة الأولى 1982.
- ماركس (كارل) : نقد الاقتصاد السياسي ، ترجمة محمد عيتاني ، مكتبة المعارف ، المجلّد الثّاني ، الطبعة الثانيّة 1981.
- ماركس (كارل) : نقد الاقتصاد السياسي ، ترجمة محمد عيتاني ، مكتبة المعارف ، المجلّد الثاّلث ، الطبعة الثالثة1978.
- ماركس (كارل) : المسألة اليهوديّة ، ترجمة حمزة برقاوي ، الاهالي عن دار ديتز برلين،1961.
-ماركس (كارل) :النضال الطبقي في فرنسا،0 ogrnan.wordpress.com/2011/07/6// https:
- ماركس (كارل) : مخطوطات 1844 الاقتصادية - الفلسفية ،ترجمة محمد مستجير مصطفي ، الحوار المتمدن،عدد 3447 .

-Marx(Karl),Engels(Frederik),la Commune de 1781 lettres et déclarations pour la plupart inédites ,--union--Gènèrale1971 .
-Marx (Karl) ,critique du philosophie politique Hégélien , traduit par Alber Baraquin Edition social, 1975.


مراجع ماركسيّة باللسان العربي
-لينين ( فلاديمير ) ، الدولة والثورة ، ترجمة الياس شاهين ، دار التقدّم موسكو 1987.
- ميليباند(رالف) ، الاشتراكية في عصر شكاك ، ترجمة نوال لايقة ، دمشق ، دار المدى 1998 .
- جماعة من العلماء السوفيات ، الفلسفة الماركسية في القرن التاسع عشر ، نشوء الفلسفة الماركسية ، ترجمة حسان حيدر ، دار الفارابي ، الطبعة الاولي،1990
- امين (سمير) ، امبراطوريّة الفوضى،ترجمة ، ترجمة ،سناء أبو شقرا ، الفارابي ، بدون تاريخ الطبعة.
- أنظر : أتالي (جاك)، كارل ماركس أو فكر العالم سيرة حياة ، ترجمة محمد صبح ، دار كنعان ، الطبعة الأولى 2008.
مراجع باللسان الفرنسي
-Lowy (Michel): la théorie de la révolution chez le jeune Marx, Edition sociales 1997
- Negri(Antonio) ,traversées de l’empire, traduit de l’italien par judith Revel, Edition de l’derne 2011
-Marx (Karl):les luttes de classes en France, suivi de la constitution de la République française adoptée le 4 novembre 1848, suivi le 18 Brumaire de louis Bonaparte et suivi de Karl Marx devant le bonapartisme par Maximilien, Rubel. Edition Gallimard.
-Robin Goodfellow, Critique de la religion, critique de l’Etat, critique de la propriété privée,Novembre2006 . http://www.robingoodfellow.info/pagesfr/dernierstexts/critrelig.
-Maximilien Rubel, Le concept de démocratie chez Marx Publié : dans la revue Le Contrat social en 1962

مراجع أخرى
هيرتس (نورينا) ، السيطرة الصامتة الرأسماليّة العالميّة وموت الديمقراطيّة ، ترجمة صدقي حطّاب سلسلة كتب ثقافية شهرية يصدّرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عدد 336 ، فيفري 2007
- روبيرتس (تيمونز) ، هايت ( إيمي) ، من الحداثة الى العولمة : رؤى و وجهات نظر في قضيّة التطور والتغيير الاجتماعي ، سلسلة كتب ثقافية شهرية يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عدد 309 ، نوفمبر 2004.
- مجلة الفكر العربي المعاصر ، عدد 15-16 ، خريف ،1991.



#سلام_زويدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة لقراءة البيان الشيوعي
- في بداية تشكّل المفهوم المادي للعالم أو ماركس والتفكير مع هي ...
- مختصر المقال في المافيا السياسيّة أو في مافيا الامبراطوريّة
- النقد الماركسي للديمقراطيّة


المزيد.....




- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»


المزيد.....

- مقدمة في -المخطوطات الرياضية- لكارل ماركس / حسين علوان حسين
- العصبوية والوسطية والأممية الرابعة / ليون تروتسكي
- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - سلام زويدي - الديمقراطية من وجهة نظر الماديّة التاريخيّة أو كيف نفكّر مع ماركس على ضوء الازمة