أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - مؤتمر باريس لدحر الإرهاب أم لدعمه؟















المزيد.....

مؤتمر باريس لدحر الإرهاب أم لدعمه؟


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4826 - 2015 / 6 / 3 - 17:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عقد في باريس يوم أمس، 2/6/2015، مؤتمر دولي لوزراء خارجية 24 دولة، كما حضره عن العراق السيد حيدر العبادي رئيس الوزراء، الذي شارك في رئاسة المؤتمر إلى جانب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، ونائب وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن. والغرض من هذا المؤتمر كما هو أعلن عنه هو دحر داعش، والإصلاح السياسي في العراق. وحضر المؤتمر أيضاً كل من السعودية، وقطر وتركيا، المعروف عنها أنها داعمة للإرهاب في العراق وسوريا رغم نفيها القاطع. وهذا المؤتمر هو ليس الأول، وعلى الأغلب ليس الأخير من نوعه. وبما أنه لم تتحقق أية نتيجة إيجابية ضد الإرهاب من المؤتمرات السابقة، لذلك لا أعتقد أن يرجى أني نفع من هذا المؤتمر أيضاً.

الملاحظ، أن ركز المؤتمرون على كليشة باتت تتكرر إلى حد الملل وهي التشديد على ("الأهمية البالغة" لإجراء اصلاحات سياسية في العراق لحشد العراقيين في النضال ضد التنظيم [داعش]). وضرورة اتخاذ "تدابير ملموسة لمعالجة المظالم المشروعة للمواطنين العراقيين".
والمقصود هنا بـ(الإصلاحات السياسية ومعالجة المظالم المشروعة)، وكما كانت إدارة أوباما تعيده باستمرار، أن تتشكل حكومة عراقية شاملة (inclusive government)، وكأن الحكومات العراقية المتعاقبة منذ 2003 ولحد الآن لم تكن شاملة لجميع مكونات العراق. ورفضت الإدارة الأمريكية تسليح الجيش العراقي لمواجهة داعش بهذه الحجة، أن حكومة المالكي، وبعدها حكومة العبادي لم تكن شاملة بما فيه الكفاية. والسؤال هنا ماذا يجب على العبادي أن يعمل لكي تعتبر حكومته شاملة، مع الالتزام بشروط الدستور والديمقراطية، ونتائج الانتخابات؟

كما وسبقت هذا المؤتمر حملة من التصريحات المضللة لمسؤولين من الدول الخليجية. فقد صرح وزير خارجية دولة الإمارات خلال زيارته لموسكو ما مؤداه أن الحكومة العراقية والسورية هما سبب الإرهاب وذلك بحرمان السنة من المشاركة العادلة في السلطة. طبعاً هذا افتراء مفضوح. أما زميله، وزير خارجية قطر، فقد جاء إلى بغداد مطالباً ، بكل وقاحة وصفاقة وبدون أية كياسة دبلوماسية، بإلغاء جميع الأحكام الصادرة بحق كل من طارق الهاشمي ورافع العيساوي لأسباب إرهابية، وإعادتهما إلى مناصبهما في الدولة.
أليس هذا تدخل فظ من خارجية هاتين الدولتين في الشأن العراقي؟ فكلا الشخصين، الهاشمي والعيساوي، لم يعودا متهمين، بل مجرمين إرهابيين لأن صدر الحكم بحقهما وادينا بالإرهاب من قبل القضاء العراقي المستقل، والذي تفتقر إليه أية دولة عربية. إن وزير خارجية قطر هو آخر من يحق له المطالبة بعودة الهشمي والعيساوي، لأن الكل يعرف كيف يتم تداول السلطة في قطر حيث يقوم ابن الحاكم بحركة انقلابية على سلطة الأب. فالشيح حمد (والد الحاكم الحالي) قام بإنقلاب على والده وطرد 6000 مواطن قطري من قبيلة (مرة) لعدم تأيد شيخهم للإنقلاب. وهذا تقليد متبع في دول الخليج في تبادل السلطة من الآباء إلى الأبناء، ليأتي وزير خارجية هذه الدولة أو الدويلة ليعطي العراقيين دروساً في الديمقراطية والمصالحة الوطنية.

وقد بات من المؤكد وحتى باعتراف نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدين، إثناء محاضرة له في جامعة هارفرد، أن السعودية ودولة الإمارات وقطر وتركيا تدعم الإرهاب في العراق وسورية. ولا ندري إن كان هذا الاعتراف حصل بزلة لسان، أو عن قصد وقول الحقيقة؟ ولكن على الأغلب عن قصد، فهذه المحاضرات والتصريحات من قبل مسؤولين غربيين كبار تمر خلال فلتر قبل وصولها إلى الإعلام.
وإذ كان هؤلاء هم الأعضاء الناشطون في مؤتمر باريس، فأي نفع يرجى منه؟

لذلك أعتقد أن المؤتمر الأخير كان هدفه ليس دحر الإرهاب، بل لدعمه وذلك بإعادة الهاشمي والعيساوي إلى مناصبهما، وهذا هو المقصود بـ(المصالحة الوطنية "الحقيقية"). و ما ذكرته عن الهاشمي والعيساوي ليس تخميناً أو رجماً بالغيب، بل سمعته من أحد المعلقين على راديو بي بي سي، يؤكد ذلك أن هدفهم هو فرض المزيد من الضغوط على الحكومة العراقية لإعادة هذا الثنائي. إن ربط الإرهاب بإعادة الهاشمي والعيساوي اعتراف ضمني أن هؤلاء هم وراء الإرهاب، لذلك لا يمكن القضاء عليه إلا بإعادة هؤلاء إلى السلطة.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو أن الإرهاب كان على أشد ما يكون خلال الفترة التي كان فيها الهاشمي والعيساوي مشاركان في السلطة، الأول بمنصب نائب رئيس الجمهورية، وقام بتعطيل القوانين المتعلقة بمحاربة الإرهاب وتجريم البعث. والثاني، كان يحتل أخطر وزارة حيث كان وزيراً للمالية، ومع ذلك كان الإرهاب على أشده. فما المقصود إذن بالمصالحة الوطنية الحقيقية وتوسيع المشاركة في السلطة؟
كان على السيد حيدر العبادي أن يشرح للمؤتمرين حقيقة تركيبة الحكومة العراقية، ففي دراسة لباحث لبناني سني، أن السنة العرب يشكلون نحو 19% من الشعب العراقي، ولكنهم يشغلون نحو 26% من المناصب الوزارية إضافة إلى مناصبهم في الرئاسات الثلاث. فهل هذا تهميش وعزل، أم وراء الأكمة ما وراءها؟
فداعش وجبهة النصرة والقاعدة ومشتقاتها في سوريا والعراق تتمتع بإمكانيات عسكرية ومالية هائلة تفوق ما للدولتين إلى حد أن نجحت هذه التنظيمات الإرهابية احتلال نحو نصف مساحة سوريا، وثلث مساحة العراق. فكيف يعقل أن تتمكن هذه التنظيمات إلحاق الهزيمة بجيوش نظامية محترفة بدون دعم حكومات غنية مثل السعودية وقطر ودولة الإمارات وتركيا؟ وهذه الدول هي الحاضرة والناشطة في جميع المؤتمرات لمحاربة الإرهاب! لذلك نرى أن حضور مندوبين عن هذه الحكومات هو ليس لدحر الإرهاب بل لتبريره، وإظهاره بأنه نتيجة سياسات "الحكومة الشيعية الموالية لإيران وتهميش السنة" من جهة، وتبرئة أنفسهم من دعم الإرهاب، والمطالبة بعدم تسليح الجيش العراقي، والأهم، تشويه سمعة الحشد الشعبي وتشبيهه بداعش أو حتى أسوأ من داعش كما قال وزير خارجية الإمارات!

كذلك نقرأ هذه الأيام مقالات من كتاب غربيين، يحاولون إبراز السعودية وكأنها ضحية الإرهاب الداعشي، ويستشهدون بما حصل من إرهاب في مساجد الشيعة في السعودية. نسي هؤلاء أن غالبية الانتحاريين في هذه التنظيمات الإرهابية هم سعوديون، وبتأثير من مشايخ الوهابية الذين يحرضون شعوبهم ليل نهار ضد الشيعة ويهدرون دمائهم، ولا يمكن أن يتم ذلك بدون موافقة ومباركة هذه الحكومات الوهابية في السعودية وقطر. لذلك، فهذا التباكي على السعودية واحتمال تعرضها للإرهاب الداعشي هو من قبيل ذر الرماد في العيون ليس غير.

وبناءً على كل ما تقدم، لا أرى أي نفع يرجى من هذه المؤتمرات. وهذا ليس دعوة لمقاطعتها، بل على الحكومة العراقية توظيف هذه المؤامرات لشرح حقيقة الصراع، حقيقة ما يسمى بالتهميش والعزل، حقيقة ما يسمى بالحكومة الشيعية الموالية لإيران، وفضح الدول الراعية للإرهاب مثل السعودية وقطر وتركيا، وقلب الطاولة عليها لا السكوت عن جرائمها.
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الشرق الأوسط وعلاجها!
- جدل حول أسباب الإرهاب
- السعودية دولة إرهابية يجب مقاضاتها
- سقوط الرمادي كسقوط الموصل، تم من الداخل
- تفحيرات الأعظمية مقدمات لشكيل قوات طائفية
- دروس من الانتخابات البريطانية 2015
- مشروع القرار الأمريكي، هل هو بالون اختبار؟
- حول إشكالية التعامل مع الماضي
- لكي لا ننسى الهولوكوست البعثي الداعشي
- هزيمة السعودية في اليمن
- محنة العراق بين إيران والسعودية
- الحشد الشعبي(مليشيات شيعية) مدعومة من إيران!
- حول تقرير ال(واشنطن بوست) عن علاقة البعث بداعش
- لماذا الحملة الهستيرية ضد الحشد الشعبي؟
- لماذا تثير السعودية الفتن الطائفية؟
- القوة العربية المشتركة..لماذا الآن؟
- حرب السعودية في اليمن على خطى النظام الصدامي في إيران
- وعلى جماهيرها جنت القيادات السنية
- بترايوس ينضم إلى جوقة الأزهر السعودي
- انتصارات العراق تثير هستيريا الافتراءات


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - مؤتمر باريس لدحر الإرهاب أم لدعمه؟