أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - 1......التعلم- العمل أو العلاقة بين النظر و العمل














المزيد.....

1......التعلم- العمل أو العلاقة بين النظر و العمل


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1337 - 2005 / 10 / 4 - 13:27
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


1) كثيرا ما يشكو المسؤولون المغاربة من عدم تناسب مؤهلات الخريجين من المدارس و الجامعات مع متطلبات سوق العمل، و كأن هؤلاء المسؤولين عن الشأن العام و الخاص في المجتمع المغربي لم يخططوا لهذا التعليم، و لم يضعوا برامج دراسية تنسجم مع أهوائهم، و كأنهم لم يعدوا الأطر اللازمة، و كأنهم و هم يضعون برامج دراسية للمستويات التعليمية المختلفة غير معنيين بالتنمية الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و السياسية.
إن ادعاء عدم تناسب المؤهلات مع سوق العمل جاء في شروط معينة تتجسد في انصياع المغرب لتعليمات صندوق النقد الدولي، و البنك الدولي، و المؤسسات المالية الدولية الأخرى، و في التوجه نحو خوصصة القطاع العام و بيعه للبورجوازية المغربية، و للشركات العابرة للقارات، و في سعي الدولة المغربية إلى التخفيف من نفقاتها بالتخلص من العديد من موظفيها، و التحلل من التزاماتها تجاه المواطنين. و لأن مفهوم البورجوازية المغربية الهجينة و المتخلفة للتنمية يتلخص في إحداث تراكم رأسمالي كبير لديها. لا نتيجة للقيام باستثمارات ناجحة، بل كنتيجة لاستفادة هذه البورجوازية من موارد أخرى غير شرعية، بما فيها التهريب و الاتجار في المخدرات، و الارتشاء، و سيادة نظام الامتيازات الذي يعم جميع مجالات الحياة. و حتى تجد هذه البورجوازية مبررا لعدم لجوئها إلى توظيف ثرواتها الهائلة في المشاريع المنتجة، و المشغلة للمغاربة، فإنها تتذرع بعدم وجود تناسب بين المؤهلات الصادرة عن المدارس و المعاهد و الجامعات المغربية، و بين متطلبات سوق العمل. حتى لا تلتزم بتشغيل العاطلين و المعطلين. و الذي نعرفه أن الدولة تخطط و تنفذ لصالح البورجوازية، و أن هذه البورجوازية أثرت بدون حدود على حساب مصلحة الشعب المغربي، و بطرق غير شرعية. و نظرا لأصولها الإقطاعية و غير الطبيعية، فإن هذه البورجوازية لا يمكن أن تتوفر على عقلية التنمية بمفهومها الشامل، و لا يمكن أن ترتبط بوطنها، و بالشعب الذي تنتمي إليه. و لذلك نجد أنها تتسم بسمتين أساسيتين : السمة الأولى أنها تحصل على ثرواتها بطرق غير مشروعة، لو أخضعناها للتشريح، سنجد أن هذه الطبقة قد تكون أتت من ارتكاب جرائم لا تحصى ضد الإنسانية. و السمة الثانية أن هذه البورجوازية تتسم بقلة تكلفة إنتاجها، و بالربح الكبير الذي تحصل عليه منها، و بارتباطها بالشركات العابرة للقارات. و لذلك فإن عدم ربط التعلم بالعمل يأتي في إطار السياسة الرأسمالية التبعية التي تنهجها الطبقة الحاكمة في بلادنا.
2) فلماذا نجد في تعليمنا أن التعليم النظري هو الذي يغلب، و هو الذي يطبع السياسة التعليمية في بلادنا ؟
إن الطبقة الحاكمة عندما ترسم السياسة التعليمية، فإنها تعلم جيدا أنها ليست في مستوى القيام بالتنمية الحقيقية اللازمة لمتطلبات سوق العمل، أو أنها لا تملك الخبرة اللازمة لذلك بسبب أصولها الإقطاعية و الامتيازية، و غير الشرعية. و لذلك فهي لا تستطيع وضع برنامج تعليمي دقيق، يستهدف قيام تعليم وطني و شعبي مرتبط بالتنمية الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و السياسية، أي تعليم يستجيب لمتطلبات سوق العمل المحكوم بالتنمية الشاملة في مختلف المجالات، و على جميع المستويات حتى يكون التعليم فعلا في خدمة التنمية، و حتى تكون التنمية في خدمة الشعب، و حتى يعمل الشعب من خلال مؤسساته على تطوير التعليم الذي يصير في خدمة تطوير الإنتاج. و بما أن هذا التصور غير وارد في ممارسة البورجوازية التابعة، فإنها و منذ البداية تترك أمر التعليم بيد أناس لا علاقة لهم بالتنمية بقدر ما لهم علاقة بالجانب الأمني الذي يجب أن يتحقق بواسطة التعليم الذي يهتم بحشو الأذهان، قبل إعدادها لاكتساب المهارات المختلفة، و المتعددة، و التي تؤهلها للعب دور معين في عملية التنمية، و لخدمة التوجه الأمني للتعليم، فإن البرامج الدراسية يغلب عليها النظري لدرجة أننا نجد موادا معينة في شعب معينة لا ضرورة لسماعها، و لا داعي لدراستها، لأن هدفها محدد في شغل أوقات التلاميذ عن طريق الشحن و الإلزام بالدراسة حتى لا تؤثر على مستوى النتائج. و هو ما يعني التدخل في تحديد شخصية الإنسان، و كيف تصير تلك الشخصية التي لا حضور لرأيها هي في كيف يجب أن تكون، و حتى في اعتماد ما صار يعرف عندنا في المغرب ب"ميثاق التربية و التكوين" فإننا نجد أن هذا "الميثاق" صار على نفس المنوال، و أكثر من هذا، فإنه صار ينتج المزيد من تدني المستوى التعليمي. أما المستوى التربوي أو المستوى التكويني، فإننا نجد أنه لا وجود لهما أبدا، و إلا فكيف تكون هذه التربية التي يتحول فيها المدرس إلى مجرد حارس، بدل أن يصير مربيا، و معلما، و مكونا بسبب الاكتظاظ المهول في الحجر الدراسية في المدن كما في القرى، و في جميع المستويات الدراسية من الابتدائي إلى الإعدادي إلى الثانوي إلى الجامعي... و هكذا.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدساتير العربية و تكريس الطائفية.....6
- الدساتير العربية و تكريس الطائفية.....5
- الدساتير العربية و تكريس الطائفية....4
- الدساتير العربية و تكريس الطائفية.....3
- الدساتير العربية و تكريس الطائفية.....2
- الدساتير العربية و تكريس الطائفية.....1
- ضرورة الحذر من ممارسات البورجوازية الصغرى ...
- هل تنخرط أحزاب البورجوازية الصغرى في العمل على قلب ميزان الق ...
- الشروط اللازمة لاحترام إرادة الشعب المغربي...
- هل احترام إرادة الشعب المغربي حق إنساني؟ أم تاريخي؟ أم موضوع ...
- الانتخابات الجماعية و توفير الإرادة السياسية
- هل يمكن الحديث عن دستور عربي يحترم حقوق المرأة...؟! 2/2
- هل يمكن الحديث عن دستور عربي يحترم حقوق المرأة...؟! 1/2
- هل من مصلحة الرؤساء الجماعيين خدمة الشعب المغربي ؟!.
- ضرورة إنضاج الشروط المزيلة للحيف الجماعي في حق الشعب المغربي
- مناهضة المغاربة لاستغباء الرؤساء الجماعيين الأغبياء ...! ! !
- على هامش ما وقع في شفا عمرو:الإرهاب الصهيوني و الإرهاب الظلا ...
- على هامش ما وقع في شفا عمرو:الإرهاب الصهيووني و الإر هاب الظ ...
- حرية المرأة بين الواقع المستلب و الواقع المأمول....2 / 2
- حرية المرأة بين الواقع المستلب والحلم المأمول... 1/2


المزيد.....




- بلاغ إخباري للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع
- لا لإعادة تسليح الاتحاد الأوروبي! لا لاتفاقية ترامب – بوتين ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 14 أبريل 2025
- هجوم جديد على الفقراء والعمال بزيادة أسعار الوقود والاشتراكي ...
- مكاسب الشغيلة المهددة، وتكتيك بيروقراطية المنظمات العمالية، ...
- في أجواء عائلية حميمية.. الجالية العراقية في فرنسا تحتفي بال ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 596
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ترفض “سفن الإباد ...
- لا لإرهاب الدولة: العدالة لأبناء مطروح
- فنلندا.. فوز الحزب الاشتراكي المعارض يبعثر أوراق الحكومة


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - 1......التعلم- العمل أو العلاقة بين النظر و العمل