|
مشاهد منسية، من أيام دمشقية +60
وليد الحلبي
الحوار المتمدن-العدد: 4825 - 2015 / 6 / 2 - 21:55
المحور:
الادب والفن
في الأفلام التي لا يسمح للصغار مشاهدتها، يضعون عليها +18 إشعاراً بأنه لا يستحسن أن يشاهدها من هم دون هذه السن، (بينما الواقع يقول بأنهم هم أغلبية المشاهدين). قياساً على ذلك لا بد من الإشارة إلى رقم +60 الظاهر في العنوان، بل من الأفضل رفع الرقم إلى السبعين، إذ أن ما سيرد في المقال هو مجموعة مشاهد دمشقية تعود إلى بدايات العقد السادس من القرن الماضي (سنوات الخمسينيات)، والأسطر التالية هي وفاء لذاكرة مدينة تقف على خط نار ربما ستلسع أصابعها –لا سمح الله - في قادم الأيام: مدينة دمشق. في أوائل خمسينيات القرن العشرين، هبطتُ وأسرتي مدينة دمشق قادمين من بيروت بعد ضياع فلسطين، ولئن كانت الأيام الأولى من تلك الفترة أقرب إلى السراب منها إلى الرؤية الواضحة، فإن الكثير من مشاهدها قد رسخ في الذاكرة على قاعدة أننا في المراحل المتقدمة من العمر ينجلي لنا عمق الذاكرة أكثر مما يتبدى لنا سطحها، أي أن الموغل في القدم منها يبدو أكثر وضوحاً وشفافية. ولئن حملت الفقرات التالية أرقاماً، فذلك لمجرد فصل المشاهد عن بعضها بغية التركيز عليها كل على حدة، بدل الضبابية الناتجة عن تداخلها،،، هي مشاهد حية التقطتها العين عن دمشق خمسينيات القرن الماضي، وحفظتها بعمق القلب والوجدان قبل عمق الذاكرة: 1- حافلات نقل الركاب: في تلك الفترة لم يكن عدد سكان دمشق يزيد على المئتي ألف نسمة (بينما هو الآن أكثر من خمسة ملايين)، حيث كانت شوارعها تخلو من المارة في منتصف النهار صيفاً، ومعظم أوقاته شتاء، مما أسهم في سهولة توفر المواصلات الداخلية بين الأحياء، بحيث كانت الحافلة تنتظر بعض الركاب في آخر محطة لها في أي حي من أحياء دمشق. كان السائق ينتظر وينتظر، وقلة من الركاب جالسة متذمرة، إذ كلما طال الانتظار كسب سائق الحافلة، وازداد توتر الركاب المتأخرين عن أعمالهم، وعندما كان يصل عددهم إلى ربع مقاعد الحافلة، كان السائق ينطلق، والركاب يتنفسون الصعداء. كانت الأجرة التي يدفعها الراكب من أقرب موقف إلى أبعد موقف للحافلة يتراوح بين فرنك إلى فرنكين (الليرة السورية 20 فرنكاً أو مئة قرش، وكانت قيمة الدولار الأمريكي أقل من ثلاث ليرات سورية)، وكان الطلاب يحصلون على تخفيض في الأجرة مع اشتراط حملهم بطاقة (طالب) مع صورة شخصية، بحيث تكون تسعيرة الحافلة بين فرنك وفرنك ونصف، ونصف الفرنك هذا (قرشان ونصف القرش) كانت له في تلك الأيام قيمة محترمة بحيث تدفع رجلاً محترماً لأن يطلب من الجابي أن يعيد إليه نصف الفرنك قبل أن يترجل من الحافلة، فكان الجابي يعيد إليه نصف الفرنك، وأحياناً علبة كبريت عوضاً عنه. أما الأطفال فكانوا يركبون الحافلة بالمجان، وكثيراً ما كنت تسمع تأكيد الأمهات لجابي النقود (الكمساري) بأن ابنها ما زال صغيراً لا يتوجب عليها دفع الأجرة عنه، كذلك كان رجال الشرطة والمباحث يركبون الحافلات بالمجان، بأن يقولوا لجابي النقود (باس pass). في مرحلة زمنية متقدمة، وعندما سيزداد عدد سكان دمشق بشكل لافت، سيصبح مسموحاً للحافلة في البداية أن تمتليء عن آخرها مع وقوف البعض، وفيما بعد سوف يصبح القانون (ممنوع على الواقف). كانت مواقف الباصات في شارع النصر الواصل بين سوق الحميدية وساحة الحجاز (سميت كذلك لوجود محطة القطار فيها، والذي كان يصل إلى المدينة المنورة زمن الحكم العثماني)، ونظراً لاتساع عرض شارع النصر، فقد كانت تلك المواقف في وسط الشارع بشكل عرضي، وكانت تصل إلى أحياء الميدان والشيخ محي الدين وحي الأكراد (ركن الدين فيما بعد) والمزة والقصّاع، أما مواقف حافلات باقي الأحياء فلم أكن أعرف عنها شيئاً. ولتنظيم دخول الركاب إلى الحافلات، كانت هناك حواجز معدنية متعرجة على المواقف الرئيسية في شارع النصر، يدخل الراكب من خلالها لكي يأخذ دوره، علاوة على وجود دورات مياه واحدة للسيدات وأخرى للرجال في نفس منطقة مواقف الحافلات، ينزل إليها من يريد استخدامها عبر درج حجري متعرج، وكانت مزودة بصنابير للمياه، وفتحات على مستوى سطح الأرض للتهوية. داخل الحافلات، كان وقوف الرجال للسيدات لإجلاسهن على المقاعد عادة معروفة في تلك الأيام ومن قبيل الشهامة، وكانت تتم بسرور للصبايا الجميلات من السيدات، أما للعجائز، فكانت تتم على مضض. 2- تنظيم السير والمرور: في تلك الفترة لم تكن شوارع دمشق مكتظة بالسيارات، ولم تكن إشارات تنظيم المرور الكهربائية قد استخدمت بعد، فكان تنظيم المرور يتم على التقاطعات الرئيسية عن طريق رجال مرور يستخدمون إشارات أيديهم وصافراتهم للسماح للسيارات بالسير أو التوقف، وقد كان معظم هؤلاء الرجال من اللاجئين الفلسطينيين الذين كانوا يعملون في نفس المجال مع الشرطة البريطانية زمن الانتداب وقبل عام النكبة، وكانت حركات أيديهم ومهاراتهم في تنظيم السير تجتذب المارة لكي يتوقفوا للتفرج عليهم، مبهورين بمهاراتهم وقدراتهم على هذا العمل، وكان أهم تلك التقاطعات الرئيسية ذلك الذي كان على جسر فكتوريا، بحيث تلتقي فيه حركة السير القادمة من اتجاهات طريق بيروت غرباً إلى ساحة المرجة شرقاً وبالعكس، ومن بوابة الصالحية شمالاً إلى محطة الحجاز جنوباً وبالعكس. ونظراً لتعقد تنظيم حركة السير في هذا التقاطع، فقد كان هناك شرطي فلسطيني من أمهر من نظموا حركة السير في دمشق، بحيث كان جمهور المشاة يقف دقائق طويلة لكي يشاهد مهاراته وهو ينظم مرور السيارات إلى عدة اتجاهات في وقت واحد. باقي التقاطعات كانت أقل أهمية، وكانت في سوق الصالحية عند نقاط البرلمان والشهداء وعرنوس. بعد هذه المرحلة مرحلة تنظيم السير يدوياً، تطورت الأمور، بحيث بدأ استخدام إشارات ذات لونين أحمر وأخضر، متعامدين على لوحات معدنية، يديرها يدوياً رجل مرور يقف تحت مظلة تقيه أشعة الشمس والمطر، وقد نصبت هذه اللوحات عند التقاطعات المذكورة، فكانت يومها قفزة تكنولوجية ملفتة للنظر. 3- خطوط الترام (الترامواي): بدأ تسييرها في العهد العثماني في منتصف العقد الأول من القرن العشرين، وكانت تربط ساحة المرجة، وسط دمشق، بأحيائها، فقد كانت حافلات الترام تصل إلى أحياء المهاجرين والشيخ محي الدين (الصالحية) والميدان والقصاع وحرستا ودوما مروراً بجوبر. كانت خطوط السكة الحديدية مزدوجة للذهاب والإياب، وكانت حافلات معظم الخطوط عبارة عن حافلة واحدة باستثناء حافلات حي المهاجرين المميزة، فقد كانت مزدوجة، أي حافلة تجر والأخرى مربوطة بمؤخرتها، وربما كان ذلك بسبب كثافة السكان في حي المهاجرين، أو بسبب المستوى الراقي لسكانه، إذ كانت تلك الحافلات أفخم من غيرها (وينطبق ذلك الأمر على الباصات التي كانت تخدم ذلك الحي). كانت عصا الكهرباء التي تزود محرك حافلة الترام بالتيار مثبتة في منتصف سطحها، مدفوعة بنابض لكي تلتصق في أعلاها بسلك الكهرباء، وبما أن نهاية خط السكة الحديدية كانت مقفلة، فقد كان لتلك الحافلات نقطتان للتسيير والتحكم: الأولى في المقدمة والثانية في المؤخرة، وبمجرد وصول الحافلة إلى نهاية الخط، كان (الكمساري) يسارع إلى عكس اتجاه عصا الكهرباء (السنكة)، وكثيراً ما كان يطلب من الأولاد القيام بذلك، ثم يقوم السائق – الذي كان يسيرها وهو في وضعية الوقوف - بنقل حديدة المقود إلى الجهة المعاكسة، ثم يقوم (الكمساري) بفتح خط السكة بقطعة حديد مخصصة لذلك، كي تأخذ الحافلة خط السكة إلى اليمين، وبما أن مداخل الترام كانت مفتوحة بلا أبواب، فقد كان التعلق بحافلات الترام هواية للأولاد في تلك الأيام – وكنت منهم -، وكذلك كانت للكبار الذين لا يرغبون في دفع الأجرة، فكانوا ينزلون من الحافلة (عالماشي) قبل وصول (الكمساري) إليهم. وقد أزيلت خطوط الترام من شوارع دمشق في أوائل ستينيات القرن الماضي (1962). 4- الساعات: في تلك الأيام كانت هناك خدمة (الساعة الناطقة) عبر الهاتف، فقد كانت الساعات نادرة في أيدي الناس، وكان من الطبيعي أن يسأل المارة بعضهم البعض عن الوقت. كان صوت الساعة الناطقة مسجلاً بصوت امرأة، وفي بدايات استخدامها كان بعض الشباب يعتقدون أن الوقت تردده على مسامعهم امرأة بالفعل، وسمعنا أن بعضهم كان يغازلها على الهاتف، وبالطبع لم تكن ترد عليهم، حيث كانت مؤدبة بشكل مذهل!. أول ساعة اشتراها لي والدي كانت بمبلغ ستة عشر ليرة سورية (حوالي الخمسة دولارات)، من محل للساعات على (كتف بردى)، وهو اصطلاح يعني جانب مجرى نهر بردى الذي يشق العاصمة السورية منحدراً من نبعه في سهل الزبداني، منهياً رحلته في بحيرة العتيبة في الغوطة الشرقية. ولئن كانت الساعات في تلك الأيام نادرة في أيدي الكبار، فالأولى أن تكون أكثر ندرة في أيدي الصبية، أما أولئك الذين يمتلكونها، فكانوا يتباهون بها حسب عدد الأحجار فيها، فمنها 14 حجر أو 16 حجر، وكنا نردد كلمة (حجر) دون أن نعرف ما تعنيه تلك الكلمة بالضبط، ثم كانوا يتبارون بينهم، فكانوا يلصقون الساعات ببعضها عند مفتاح الضبط، بعد سحبه إلى الخارج، ثم ينتظرون إلى أن توقف إحداهما الأخرى، والتي كانت تتوقف عن الدوران، كانت توصف بأنها هي الأضعف. 5- كتف بردى: بمناسبة الحديث عن (كتف بردى)، أي جانب نهر بردى، فإن الطرف الواقع على شِمال النهر وأنت متجه من جسر فكتوريا إلى ساحة المرجة، كان هو الجانب الذي كانت تقع عليه المحلات التجارية، بينما كان (الكتف) الأيمن للنهر يخلو منها، ويقع عليه فقط مبنى بنك سوريا ولبنان، ومبنى وزارة الداخلية. على هذا الجانب الشِمالي من مجرى النهر كانت هناك محلات لبيع الساعات والأدوات الكهربائية، لكن أطرفها كان محل للنيشان، والذي في نهايته نصبت مجموعة من الأهداف بعضها ثابت وبعضها متحرك، يقوم من يريد تمضية الوقت في التسديد عليها باستخدام بندقية (ضغط) مقابل مبلغ مالي، والغريب في تلك الأيام أن العاملين فيه كُنَّ من الفتيات، وهو ما لم تألفه دمشق في تلك الأيام من رؤية فتيات يعملن في محل تجاري، وربما كان ذلك من قبيل الحيلة من صاحب المحل لاستقدام الزبائن، حيث كان هدف الجمهور من ارتياد ذلك المكان هو التفرج على الفتيات قبل التسلي بالتسديد، ومن البديهي أن الجنود كانوا هم الزبائن الأكثر تواجداً، بحجة أنهم هم الأقدر على التسديد، بينما الواقع أنهم كانوا يأتون لمشاهدة الفتيات، لأنهم كانوا الأكثر حرماناً من رؤية الجنس اللطيف، خاصة أولئك الذين كانوا يرابطون على خط الجبهة، والغريب في الأمر أنه لم تسجل حوادث تحرش تذكر بالفتيات، وربما كان ذلك بسبب تشدد الشرطة العسكرية التي كان من المألوف رؤية دورياتها تسير بشكل منضبط في الشوارع الرئيسية، تراقب سلوك المجندين، وتضبط الذين يتجولون منهم دون أخذ إجازة خطية من قطعاتهم العسكرية، والتي كان يطلق عليها اسم (مأذونية)، وعلى سبيل المثال أذكر حادثةً شهدتها بنفسي، المغزى منها نقطتان: تشدد رجال الشرطة العسكرية في مراقبة الجنود في الشوارع، ومستوى التدريب الراقي الذي كان يتمتع به رجال المغاوير في الجيش السوري: ذات يوم، وأمام سينما بلقيس، المواجهة لشركة الكهرباء، أوقفت دورية من الشرطة العسكرية، مؤلفة من أربعة جنود ورئيسهم، أوقفت أحد جنود المغاوير، والذي يبدو أنه لم يكن يحمل (مأذونية)، وعندما أحاط به رجال الدورية الخمسة لاعتقاله، وإذ به في أقل من لمح البصر يمد ذراعيه أفقياً، وبقبضتيه المكورتين يلتف حول نفسه بسرعة هائلة بزاوية قدرها 360، وإذا بالرجال الخمسة يسقطون على الأرض دفعة واحدة، والمغوار ينفلت منهم راكضاً باتجاه مدرسة التجهيز الآولى، لا يلوي على شيء. وبمناسبة نفس هذا (الكتف)، كتف بردى، فقد وقعت فيه حادثة مؤلمة خلال الاحتفال بعيد الجلاء – لا أذكر السنة – حين أخطأ سائق دبابة مشاركة في العرض العسكري في توجيهها، فاصطدمت بجمهور من الناس كانوا يتفرجون على العرض، فقتلت البعض، وأصابت البعض الآخر بجراح. 6- فيضان بردى: في تلك الأيام كان من المألوف أن تفيض مياه نهر بردى على جانبيه في فصل الربيع في أخفض نقطة في المدينة، وهي المنطقة الواصلة ما بين تكية السلطان سليم وساحة المرجة، مروراً بجسر فكتوريا، فكانت المياه تتسرب إلى داخل حافلات النقل العام عندما تعبر تلك المنطقة من المدينة، وكان من الطبيعي أن ترى رجالاً يحملون بعض المشاة على ظهورهم لكي يعبروا بهم من جانب إلى جانب عبر مياه النهر المرتفعة لقاء أجر زهيد. 7- الإذاعة السورية: يقول تاريخها أنها بدأت البث عام 1947 من مبنى كان يقع في شارع بغداد وبصوت المذيع يحيى الشهابي، ثم انتقلت في بداية الخمسينيات إلى مبنى ذي طابقين يقع على زاوية شارع النصر مع مدخل حي (القنوات)، يُصعد إليه ببضع درجات. كان البث أيامها ضعيفاً كان بالكاد يغطي منطقة دمشق وغوطتها، وكلما زاد قطر الدائرة الجغرافية، كلما ضعف البث. لم يكن تسجيل البرامج والأغاني معروفاً ذلك الوقت، فكانت التدريبات (البروفات) تتم في دار الإذاعة، ثم يتم بث الأغنية أو البرنامج على الهواء مباشرة، وكانت البرامج الجاذبة للجمهور تبث في فترة ما بعد الظهيرة بعد وصول الموظفين والطلاب إلى منازلهم، ومنها تمثيليات حكمت محسن (أبو رشدي) وفهد كعيكاتي (أبو فهمي) وأنور البابا (أم كامل)، وبعض المسلسلات الإذاعية المصرية، إلى جانب نشرات الأخبار، وأولها كانت الساعة السابعة والربع صباحاً، وهي التي اعتدنا في بداية الستينيات على سماع مارشات الموسيقى العسكرية تصدح منها، يعقبها (البيان الأول) يعلن قيام أحد الانقلابات العسكرية، وما كان أكثرها. أما أطرف ما كانت تبثه إذاعة دمشق في سنوات الخمسينيات فكانت (نشرة الأخبار بالسرعة الإملائية)، وكانت تذاع الساعة الخامسة بعد الظهر، حيث كان المذيع يتلو نشرة الأخبار بسرعة بطيئة جداً تسمح للمستمع بكتابة الخبر، ربما بهدف تمكين المراسلين الصحفيين من متابعة كتابة الأخبار. اهتمت إدارة الإذاعة السورية بالتدقيق في قراءة اللغة العربية، فقد كان من النادر أن يخطيء المذيع في قراءة أية كلمة، وقد اتبع إجراء طريف تلك الأيام للتأكد من ذلك، فقد كان هناك مدقق لغوي (تعرفت عليه شخصياً) أخبرني أن عمله يقوم على متابعة المذيع أثناء قراءته النشرة الإخبارية، وعند تسجيل ارتكاب أي خطأ لغوي، كان يحسم مبلغ خمسة ليرات سورية من راتب المذيع (وهو مبلغ كبير ربما كان يعادل راتب عمل يوم كامل)، كما يمكن أن ينتج عن تكرار الأخطاء إعفاء المذيع من عمله. وربما كانت من طرائف تلك الأيام، وقبل تأسيس وافتتاح التلفزيون السوري، أن الأفلام السينمائية العربية كانت تنقل عبر الإذاعة السورية، فقد كان المذيع يعلق بصوته على ما يحدث على شاشة السينما من وقائع لا يتحدث فيها الممثلون، كأن يقول (والآن تدخل ليلى "شادية" إلى الصالة متجهة إلى منير "عماد حمدي" ) ثم يفسح المجال للمثلين لأن يتحدثا. أما مباريات كرة القدم فقد كانت الإذاعة السورية تبثها على الهواء مباشرة، فكان المذيع يجلس في مدرجات الجمهور، يتابع وصف المباراة بعد أن يكون قد طلب من المستمعين وضع ورقة أمامهم بشكل مستطيل، يقسمونها إلى أربعة أجزاء تمثل أجزاء الملعب، يسمونها بالأحرف أ ب ج د، ثم يقوم المذيع بمتابعة تواجد الكرة في هذه الأقسام لكي يساعد المستمعين على تخيل سير المباراة، وكان من بين أمهر فرق كرة القدم السورية في تلك الأيام فريق الجيش، والذي كان من أبرز لاعبيه "مروان الدردري" حارس المرمى، و"جبرا" قلب الوسط، هذا الفريق الذي اشتهر بمنازلاته الموفقة والمثيرة مع فريق كرة القدم المجري، والذي كان من أمهر لاعبيه (بوشكاش). 8- دور السينما: في تلك الفترة وصل عدد دور السينما إلى أكثر من خمسة عشر داراً، وهي سينما النصر (سوريا لاحقاً) على يمين الداخل إلى سوق الحميدية، وكانت تخصص فترات للرقص الشرقي في الاستراحة، وسينما غازي في ساحة المرجة خلف وزارة الداخلية، والتي كانت عروضها تبدأ بعرض صورة مديرها (النشيط) أبو حاتم على الشاشة وهو يعتمر الطربوش، وكان فيها بائعو صحف يجولون بها في فترة الاستراحة، كانت أهمها صحيفة (دمشق المساء) التي كانت تنشر أخبار الجرائم التي تقع في دمشق، وكان معظمها مفبركاً فقط للتسويق، وكان ثمنها فرنكاً واحداً، وكذلك سينما أمية في حي البحصة المتفرع من ساحة المرجة. هذه الدور الثلاث كانت من فئة (التيرسو) أي من الدرجة الثانية بين الأخريات، فمقاعدها خشبية، وأفلامها التي تعرضها متدنية المستوى، وربما كانت ثلاثة عروض في جلسة واحدة، ولذا كانت تسعيرتها متدنية، تتناسب مع ذوي الدخل المتدني. وهناك سينما رامي في شارع رامي الواصل بين شارع النصر وساحة المرجة، وسينما عايدة (أفاميا لاحقاً)، وسينما العباسية وروكسي (الأهرام لاحقاً) وبلقيس (الكندي لاحقاً) ودنيا والفردوس وفريال والأمير والزهراء والحمراء والسفراء، وفي الفترة المبكرة من سنوات الخمسينيات كانت هناك سينما رويال الصيفية في شارع 29 أيار، الواصل بين بوابة الصالحية وساحة السبع بحرات، بجانب مطعم أبو كمال وغزال، مكشوفة مع ستارة ربما استخدمت في تغطية صالتها في بعض الأحيان. كانت بعض إدارات دور السينما (أذكر منها سينما دمشق) تخصص حفلات للسيدات فقط في الفترة الصباحية، واللائي كن يجلبن معهن أطفالهن، حتى الرضّع منهم، وفي بعض الأحيان كان القائمون على إدارة الصالة يطلبون من بعضهن إسكات أطفالهن بإرضاعهم، أو الخروج بهم من الصالة حرصاً على راحة الأخريات. هذه أسماء دور السينما التي عاصرتها في تلك الفترة، ولا شك أنه كان قبلها الكثير، فقد بدأت بسينما (جناق قلعة) في حي الصالحية عام 1916، وافتتح الكثير بعد هذه الفترة من منتصف القرن الماضي. تسعيرة التذكرة كانت تتراوح بين 35 قرشاً إلى ليرة سورية، حسب مستوى دار السينما، وحسب موقع المقعد، فكانت أرخصها تذكرة الصالة، وأغلاها تذكرة اللوج، وعندما كانت تعرض الأفلام العالمية التي تجد إقبالاً كبيراً من الجمهور، كنت ترى البعض وقد حجز مسبقاً مجموعة تذاكر، ثم يقوم ببيعها خارج كوة البيع، أي في السوق السوداء لمن لم يحالفه الحظ فيحصل على التذكرة من كوة البيع، محققاً بذلك ربحاً لا يقل عن 30% من الثمن الأصلي للتذكرة. مع بداية العرض كان يعزف النشيد السوري، وتظهر على الشاشة صورة، النسر – رمز البلاد –، وهو يمر بين صفين من الأعلام السورية، فكان الجمهور يقف احتراماً لتحية العلم، ثم تعرض ما كانت تعرف باسم (الجريدة المصورة)، وفيها تعرض الأخبار المحلية مصورة، وذلك قبل دخول التلفاز إلى سوريا عام 1960، ثم يتم عرض بعضٍ من لقطات الأفلام التي ستعرض لاحقاً في الأسبوع التالي أو الأسابيع التي تليه، ثم يعرض الفيلم الحالي. كانت أفلام العشق والغرام تجتذب إليها جيل الشباب، بينما كان الجمهور الأكبر سناً يعشق الأفلام الدرامية الحزينة، حيث كانت تُسمع شهقات العجائز من النساء أثناء مشاهدتهن تلك الأفلام. 9- الأسواق التجارية: السوق التجارية الوحيدة في تلك الأيام كانت – وما زالت حتى الآن من معالم دمشق - سوق الحميدية، والتي أنشئت عام 1780 ميلادية زمن حكم السلطان العثماني عبد الحميد الأول، وأخذت اسمها من اسمه، وهي مغطاة بصفائح معدنية مقوسة حماية للمتسوقين من العوامل الجوية على مدار العام، والتي كان يؤمها سكان العاصمة والضواحي للتسوق، والتي كانت وما زالت تقوم على جانبيها محلات بيع الملابس بالخصوص، وهي السوق التي تبدأ من النهاية الشرقية لشارع النصر لكي تنتهي عند سوق الكتب، سوق المسكية، والتي تنتهي بدورها عند المدخل الغربي للمسجد الأموي. وبمناسبة الحديث عن سوق المسكيّة، والتي كانت تبيع القرطاسية والأدوات المكتبية، فقد كانت الحركة تنشط في هذه السوق مع بداية العام الدراسي، حيث كان تلاميذ المدارس يبيعون كتب السنة الفائتة التي استخدموها، لكي يشتروا بثمنها، أو يزيدوا عليه قليلاً، كتب السنة الحالية. وربما كان وما يزال محل (بكداش) للبوظة العربية، والذي افتتح مع نهايات القرن التاسع عشر، من أشهر معالم سوق الحميدية، حيث كان يقدم البوظة صيفاً و(المحلاية) شتاء، وهي ما كانت تعرف بـ (كشك الفقراء) والبعض يسميها (كشك الأمراء)، وكان لا بد للمتسوقين الذين يؤمون سوق الحميدية أن يدخلوا هذا المحل بكثافة، خاصة في أيام الصيف، فمن لم يتذوق طعم البوظة أو المحلاية عند بكداش، فكأنه لم يزر السوق. ومن الحميدية كانت تتفرع أسواق منها (الخجا) على شِمال الداخل إلى السوق من أولها، وكانت تباع فيها الحقائب والملابس العسكرية، وسوق (العصرونية) لبيع الأدوات المنزلية، وسوق (القيشاني) وسوق الخياطين المعروف باسم (اتفضلي يا ست) إلى اليمين من نهاية سوق الحميدية. أما سوق الصالحية فقد كان أرفع مستوى من سوق الحميدية، وهو الواقع بين بوابة الصالحية وشَمالاً إلى ما بعد (عرنوس) قريباً من المستشفى الطلياني (الإيطالي)، وبسبب الفصل بين الجنسين في تلك الأيام، فقد كانت عادة معاكسة الفتيات معروفة عند أبناء ذلك الجيل، اللفظية منها، بل والجسدية، خاصة في سوق الصالحية، حيث كان معظم رواده من فتيات الطبقة الراقية من سكان حي المهاجرين وسكان شارع أبو رمانة وأحياء العفيف والسبكي (لم يكن شارع المالكي قد افتتح بعد في تلك الفترة)، أي أن تلك الفتيات كنَّ سافرات، يبدين زينتهن لغير آبائهن وبعولتهن، أما سوق الحميدية فكانت المعاكسات فيه أقل حدة بسبب أن معظم النساء فيه كن محجبات، من سكان دمشق القديمة، يضربن بخمرهن على جيوبهن. 10- التجار الصغار: درج تجار سوق الحميدية على إدخال أبنائهم سوق العمل التجاري، فكانوا يرسلونهم إلى المدارس في الفترة الصباحية، أما في فترة ما بعد الظهيرة، فكانوا يعطونهم بسطات صغيرة تعلق على الكتف بحزام جلدي، عليه أدوات الخياطة والحياكة، يتجولون بها في السوق بين الناس، يعرضون بضاعتهم، فيتعلمون التعامل بالنقود وكيفية تحقيق الربح وتفادي الخسارة. في الأحياء الشعبية، كانت بعض العائلات تعطي أبناءها مبالغ ضئيلة يشترون بها ما يجذب الأطفال في الحي لشرائها، كراحة الحلقوم، والبسكويت والحلويات، التي كان بعضها على أشكال الحيوانات أو المومياء المصرية، التي كنا نسميها (ببابي) جمع (بُبّو) أي الطفل الصغير، توضع على بسطات أمام المنازل، وغالباً ما كان الصبية يتراهنون على لصق راحة الحلقوم وإيصالها إلى الفم، أو لإلقاء عصي البسكويت على الأرض لكي تتكسر إلى قطع مفردة أو مزدوجة. 11- مجاذيب دمشق: كما في كل مدن الدنيا، كانت في دمشق في تلك الفترة مجموعة من المجاذيب، أولئك البسطاء من الناس الذين يأتون بتصرفات تكون مضحكة للبعض، أو مؤلمة للبعض الآخر إشفاقاً عليهم ورأفة بهم،،، يقومون بأعمال شاذة، إما لفتاً متعمداً لأنظار الآخرين ابتغاء دريهمات يتعيشون بها، أو لخلل سلوكي لا سيطرة لهم عليه،،، هؤلاء نُسِيَت أسماؤهم الحقيقية لكي تحل محلها أسماء اشتقت من هيئاتهم أو سلوكياتهم. كان منهم: (الملاك الأبيض)، وسمي بهذا الاسم لأنه كان يرتدي دائماً بدلة بيضاء مع طربوش أحمر، و(يا عصفوري يا عصفور) الذي كان يحمل في يده مجسم عصفور صغير، يتجول به داخل حافلات الركاب مردداً "يا عصفوري يا عصفور"، وهناك آخرون أيضاً ربما كان أشهرهم (غالب) الذي اشتهر بأنه أرسل رسالة تهديد إلى ملك بريطانيا جورج الخامس طالباً منه أن يزوجه ابنته الأميرة أليزابيت، وإلا فسوف يختطفها عنوة، كما كان هذا المجذوب يوزع ما يجود به الناس عليه من نقود على زملائه من الفقراء، وكان هناك آخر اسمه (ليمونة)، أما (عبو) في حي الأكراد، فقد كان يتميز بخرسه الذي سببه طول لسانه، حيث كان يستطيع أن يوصله إلى ما تحت ذقنه. غير أن أشهر هؤلاء الظرفاء كان (زوزو)، وهو رجل اختلفت فيه الآراء، فقد كان ذا جسم رياضي، يحمل على كتفه دوماً حقيبة من تلك التي تستخدم لوضع الأدوات الرياضية فيها، وكان يُشاهد في بوابة الصالحية، وأحياناً في شارع أبو رمانة، وكان يتعمد أن يوحي في سلوكه وحركاته مع الشباب بأنه مخنث، لذا يقال بأنه بنى مجموعة علاقات مع كبار ضباط الجيش، وكان يدخل بيوتهم بحجة تنظيفها، ويختلط بزوجاتهم بذريعة أنه مخنث لا خوف عليهنَّ منه. بعد فترة اختفى (زوزو) من شوارع دمشق، فقيل أنه كان يعمل جاسوساً لإسرائيل وهرب أو اعتقل، ومنهم من قال بأنه وجد مقتولاً، لكنه حقيقة أمره ما زالت مجهولة حتى الآن. 12- أناقة الناس: ربما كان من أهم ما ميز أفراد الطبقة الوسطى في تلك الفترة الاهتمام المفرط بالأناقة، فقد كان من النادر أن ترى أحد أفرادها من موظفين وطلاب جامعات وقد خرج من منزله بدون طقم وربطة عنق وحذاء لامع، وكان المعتاد أن يفصّل الرجال أطقمهم عند الخياطين، فبعد أن يشتري من محلات الأقمشة ثلاثة ياردات من قماشه المفضل، كان الشاب يأخذها إلى خياطه الخاص الذي يأخذ مقاسات جسمه، وبعد ذلك على الزبون التردد عدة مرات على محل الخياط لأخذ (البروفات) التي ربما تتكر لأكثر من مرة بشكل يبعث على الملل، حتى يتم التأكد من صحة العمل. وحتى القمصان، فقد كان البعض يفضل شراء القماش وتفصيله عند الخياط لكي يتطابق مع مقاس جسمه. ويذكر الدمشقيون أن أولى محلات بيع الملابس الرجالية الجاهزة أسسها في دمشق الفلسطينيان "فريج" و "سعيد عزيز – محلات آسيا" في حي الحريقة (حي سيدي عامود قبل أن يحترق على يد الفرنسيين ليسمى فيما بعد حي الحريقة) ثم افتتحا فروعاً في سوق شارع الصالحية. أما الأحذية، فكانت لها قصة مختلفة، حيث كان الحرص على تلميعها لافتاً، فكنت ترى في جيب كل شاب قطعة من القماش مخصصة لتنظيف الحذاء وتلميعه كلما اغبرَّ أو تلوث، وكانت محلات مسح الأحذية منتشرة بكثرة في المدينة، أذكر واحداً منها كان يقع عند تقاطع الشهداء في شارع الصالحية، ولكن الأكبر منه كان في شارع النصر، مقابل مدرسة الشرطة، وكانت أجرة مسح الحذاء 25 قرشاً سورياً ( 5 فرنكات)، تدفع مقدماً على مدخل المحل، فتأخذ رقماً وتجلس بانتظار دورك. جدران المحل على الجانبين مغطاة بمرايا كبيرة كتلك التي في صالونات الحلاقة، وعلى كل جانب من المحل وضعت كراسٍ جلدية مرتفعة بشكل لافت، وعدد من العمال يجلسون في بقعة منخفضة عن مستوى الكرسي، ربما زاد على السبعة عمال في كل جانب، تراهم منهمكين بمسح أحذية الزبائن بالبويا ثم تلميعها بالكيوي بفراشٍ طويلة، ثم بخرق تُصدر أصوات زقزقة كلما كان التنظيف متقناً أكثر، وعندما تجلس على الكرسي، ترى خيالك في المرآة وكأنك تجلس في صالون للحلاقة، والمرايا الممتدة على الجدار الخلفي تعكس صورتك مكررة عشرات المرات من مرآة عبر أخرى. 13- ألعاب الصبية: كان لكل موسم من مواسم السنة ألعاب خاصة يتسلى بها الصبية في الحارات الشعبية، فمرة يسود لعب (الدحاحل) وهي الكرات الزجاجية الصغيرة، وعلى أساليب متعددة من اللعب، وكان بعض الصبية يشتهرون بمهارتهم فيها أكثر من غيرهم، ومرة ترى معظم الصبية يحملون في أيديهم (البلابل) جمع (بلبل) وهو الكرة الخشبية التي يلف عليها خيط ثم تُقذف لكي تدور حول نفسها بسرعة. في فترات عطل المدارس الصيفية كانت تمارس الألعاب التي تأخذ وقتاً طويلاً مثل (السبع أحجار) أو (الطميمة) أو ( عسكر وحرامية). كانت الألعاب جماعية تنشط في الصبية روح الجماعة، وذلك قبل أن تدهم الجيل الحالي منهم ألعاب الكمبيوتر، والتي تغرز في المرء روح الفردية بسلبياتها المعروفة. مشاهد دمشق التي تحملها الذاكرة يمكن أن تدون فيها مئات الصفحات، وتنظم في عشقها آلاف القصائد، وما الأسطر السابقة سوى نقطة من بحر ما ميز هذه المدينة، عروس الشام، أم المدن، وأكثرها إيغالاً في وجدان وذاكرة التاريخ البشري. 1 يونيو 2015
#وليد_الحلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حوثيو العراق!، ودواعش اليمن!
-
صدق من قال: الكونغرس الأمريكي أرض إسرائيلية
-
جاري صاحب الكيف: علاقة آثمة مع الخليفة البغدادي
-
عنجهية فرنسية فارغة
-
لا أحد يستطيع معاندة الحكومة،،، يا بُني
-
جاري صاحب الكيف تاجر كراسٍ
-
الحمار الفلسطيني، وجزرة الدولة الوهمية
-
سائق القطار
-
اللاشيء
-
جاري صاحب الكيف تاجر سيارات مستعملة
-
جاري صاحب الكيف يتاجر بالمسؤولين العرب
-
جاري صاحب الكيف، طائفي ماكر
-
جاري صاحب الكيف يكشف سر داعش
-
-روديو أنغولا-
-
جاري صاحب الكيف ينضم إلى مشاة البحرية
-
أبو السبع
-
حبل إسرائيلي، وعشماوي عربي
-
هزيمة ساحقة، أم انتصار مبين
-
أخطاء شائعة واجبة التصحيح
-
قادم من زمن السقوط
المزيد.....
-
-جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|