أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عوض - الثقافة والمجتمع














المزيد.....

الثقافة والمجتمع


حسين عوض

الحوار المتمدن-العدد: 4823 - 2015 / 5 / 31 - 08:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثقافة هي مجموعة من المعارف المكتسبة والافكار النظرية, وتراكم مرحلة طويلة وشاملة من المعارف. أما الثقافة بالمعنى الأنتروبولوجي هي اساليب المعيشة والتقاليد والمعتقدات والقوانين بالإضافة إلى السلوك اليومي للإنسان, وهناك ثلاثة انواع من الثقافات الخاصة, الثقافة السائدة بالمجتمع وهي ثقافة النظام العام والعائلات الحاكمة وهي الأكثر انتشارا, وهناك الثقافة الفرعية ضمن الثقافة العامة, وهناك الثقافة المضادة التي تتعارض مع الثقافة السائدة.
الثقافة السائدة تتسم بالغيبية والنزعة السلفية والتقليد وتسويغ النظام السياسي, أما الثقافة الفرعية تتنوع حسب طرق المعيشة والانتماء الاجتماعي, وتتباين بين حياة البادية والقرية والمدينة, وأما الثقافة المضادة ترفض بشكل كامل الثقافة السلفية والانتقائية والثقافة المستعارة من الغرب.
تتنوع الثقافة بتنوع الطبقات في المجتمع, فالمعيشة تختلف بين الطبقات وعلى سبيل المثال في الجزائز هناك ثقافة المتحدثين (اللغة الفرنسية) وهناك من يدافع عنها في المجتمع الجزائري, وثقافة المتحدثين (اللغة العربية) ولها روادها الذين يدافعون عنها.
تستمد الثقافة العامة في المجتمع العربي من اللغة العربية وآدابها, ومن الدين والعائلة وعمليات الانتاج ومن التجارب التاريخية, ويضيف بعض الدارسين نمط المعيشة من خلال الثقافة الريفية والزراعية والتجارية وهناك فروقات ثقافية بينهما.
أما الثقافة العربية المعاصرة فهي نتيجة تفاعل العديد من الحضارات التي ازدهرت في المنطقة العربية على مدار مئات السنين, فالعالم العربي هو صلة الوصل بين القارات الثلاث, بالاضافة إلى الهجرات التي تمت قبل الفتح الاسلامي وبعده, وقد اسس الفينيقيون قرطاجة عام 814 قبل الميلاد, وقد تعرضت المنطقة العربية بأكملها للاستعمار, وهذا لا يلغي التنوع في الثقافة العربية في البلد الواحد.
لقد تعرضت الدول العربية في المغرب العربي للاستعمار الفرنسي, وفلسطين تحت الانتداب البريطاني والأردن والعراق في ظل الحكم البريطانيي, وسوريا ولبنان في ظل الانتداب الفرنسي, ودول الخليج العربي كانت محميات بريطانية, وقد أثر الاستعمار الفرنسي والبريطاني في الحياة السياسية والثقافية والاقتصادية في الدول العربية, ونتيجة الاستعمار نشأت العديد من الاتجاهات الايديولوجية المختلفة, ومن هذه الاتجاهات الاتجاه القومي والسلفي, وتمثل هذا الاتجاه (عبد الحميد بادريس في الجزائر وعبد العزيز الثعالبي في تونس) وأما الاتجاه الليبرالي اتخذ من اوروبا نموذجا يقتدى به من امثال (بورقيبة ومعالي الحاج عياش فرحات).
أما الاتجاه الراديكالي من العمال والفلاحين والمثقفين, ويتمثل هذا الاتجاه (محمد حربي في الجزائر واحمد بن صلاح في تونس والمهدي بن بركة في المغرب) وأما في مصر والمشرق العربي كانت هناك تيارات ايديولوجية متشابهة, أما الاصلاح الديني كان متمثلا (بالافغاني ومحمد رشيد رضا) وتيار التحديث الليبرالي متمثلا (يعقوب صروف ولطفي السيد وطه حسين) والاتجاه الراديكالي متمثلا (شبلي شميل وفرح انطون وعبد الرحمن الكواكبي).
تعيش المجتمعات العربية في هذه المرحلة العديد من النكبات والتخلف, والنزعات الطائفية والمذهبية والثقافات المأزومة وحالة من الضياع والهذيان من خلال الحروب القائمة بينها وبين شعوبها, بالاضافة لانعدام الحريات الديمقراطية, وتمارس بعض الأنظمة العربية سياسة تجهيل المجتمع من خلال السياسيات المتبعة في الاعلام والتعليم, وقد مارست الأنظمة الشمولية على مدار نصف قرن ابشع انواع الظلم والفساد, وكانت سببا مباشرا في هجرة العقول المبدعة إلى اوروبا وكندا وامريكا, وتعتبر هذه الأنظمة أنها تمتلك الأوطان على مبدأ كل شيء لي حتى الأرض والبشر. وفي اوائل العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين استيقظت المجتمعات العربية من كبوتها ورفعت شعارات الخلاص من الظلم والاستبداد, والوضع في العالم العربي يمر اليوم بمرحلة مخاض صعب وطويل وعسير للخلاص من الأنظمة الشمولية المستبدة.



#حسين_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام السياسي العربي وحقوق الانسان
- هل القانون الدولي قانون
- البترول العربي والتخلف
- القيادة والهوية السياسية في ادارة النظام السياسي
- القضية الفلسطينية إلى أين
- حقوق الدول في ظل سيادة القطب الواحد
- الليبرالية الجديدة وتغيير الواقع الثقافي للمجتمعات
- التغيرات في النظام الدولي
- إرهاب الدولة وإرهاب المنظمات
- القيم في المجتمعات الغربية والشرقية
- حروب العدوان الصهيوني على غزة
- علم الاجتماع في العالم المعاصر
- العلاقة بين الفكر السائد والسلطة في إثارة ودعم الإرهاب
- الاستراتيجية
- السلام وتوحيد الأمم
- الاشتراكية القومية واثارها على مستقبل الأمة العربية
- العلمانية
- أحكام النزاعات المسلحة في الإسلام
- الأسس الفلسفية للقومية العربية
- خصوصية الثقافة العربية


المزيد.....




- أمريكا: قبل 16 أسبوعًا من انطلاق التصويت.. نظرة على توقعات ا ...
- أمريكا.. تحذيرات من أعمال عنف انتقامية محتملة بعد محاولة اغت ...
- -يتعرض لضغوط متزايدة ولا يخشى الموت-.. مصدر مطلع يكشف تقييم ...
- ترامب جونيور يطرد مراسلا: -لم يكن بوسعك الانتظار بأكاذيبك وه ...
- -50 طلقة وجهاز تفجير عن بعد-.. تقرير: سلاح مطلق النار على تر ...
- أفغانستان.. 40 قتيلا جراء الأمطار الغزيرة و17 قتيلا في حادث ...
- سجن مؤثرة على انستغرام بتهمة الاتجار والعبودية
- مراسلتنا: الاشتباه بعملية تسلل في مدينة إيلات والشرطة الإسرا ...
- رغم محاولة اغتيال الضيف.. المفاوضون الإسرائيليون يتجهون لمتا ...
- العثور على دليل يؤكد وجود الماء في الغلاف الجوي لـ-إله الحرب ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عوض - الثقافة والمجتمع