|
في العلاقة بين الفلسفة والسياسة
عبد الرحمن تيشوري
الحوار المتمدن-العدد: 1337 - 2005 / 10 / 4 - 08:08
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
س: الفلسفة والسياسة وجهان لعملة واحدة . ؟ 1- في الفلسفة: الفلسفة:هي كل مجموعة من الدراسات او من النظرات او الاراء التي تبلغ درجة عالية من العموم وترمي للاهتداء لعدد قليل من المبادئ الرئيسية يمكن ان نفسر بها نوع ما من معارفنا او ان تفسر بها المعرفة الانسانية كلها. - الفلسفة لا تحاول ان تفسر شيئا ما بل تفسر كل شيْ لان الفلسفة تجربة –فكر –قراءة-دراسة – موسيقا-لذة الفهم وبهجة المعرفة- - تساؤل من اوجد الله-كيف اصبح فلان نائب رئيس جمهورية لمدة ثلاثين عاما؟ - اما الفلسفة السياسية: تحاول ان تفسر كل شىْ سياسي او كل شيْ يتعلق بالدولة من خلال المبدأ او المبادىْ التي يضعها عقل الفيلسوف السياسي. - والفكر الانساني غني بعدة فلسفات عامة كما هو غني بعدة فلسفات سياسية - فاذانسبنا الفلسفة لواضعها لدينا فلسفة لافلاطون وفلسفة لابن رشد وديكارت وعبد الرحمن تيشوري والدكتور نزار قنوع - اما اذا نسبنا الفلسفة لموضوعها لدينا فلسفة مثالية وفلسفة طبيعية ومادية وغير ذلك وهناك فلسفة سياسية لافلاطون وارسطو وهناك فلسفات سياسية مثالية اوواقعية او سلطوية او اشتراكية - ان الصلة بين الفلسفة بصورة عامة والفلسفة السياسية بصورة خاصة وثيقة جدا جدا وكذلك الصلة بين الفلسفة والسياسة وثيقة جدا وهما حقا وجهان لعملة واحدة والسياسة درست في الفلسفة اليو نانية والاسلامية وفي بعض مدارس الفلسفة الحديثة كجزأ لا يتجزأ من الفلسفة وافكار كبار المفكرين عن الدولة هي جزء من فلسفاتهم العامة . - 2-في السياسة: - السياسة شأن يعني جميع الناس ويوحي منشأ هذه الكلمة في اللغات العربية والفرنسية واليونانية بان السياسة اصلاح امر الناس - السياسة تعني الدولة واجتماع المواطنين والدستور والجمهورية والسيادة والنظام السياسي والفن السياسي - السياسة صفة انسانية لان الانسان وحده يستطيع ان يكون سياسيا مدنيا ومن هنا جاء تأكيد ارسطو ان الاسان حيوان سياسي - السياسة حاليا تعني علم وفن حكم الدول والمجتمعات الانسانية وادارة العلاقات الدولية واصبح الحكم هو موضوع السياسة. - لذا من الخطأ ان نعتبر ان كل شخص يحرز الاصوات يستطيع ادارة الدولة ويجب ان يعمل با لسياسة وخاصة عندما تصاب الدولة كلها بالمرض حيث يجب ان نبحث عن خدمة افضل الرجال واحكمهم واعقلهم ومن بينهم نعد ونختار الافضل ليحكموا لمصلحة الجميع وان نعمل على ايجاد وسيلةلمنع عدم الكفاءة والمكر من الوصول المناصب العامة. - لماذا في المسائل التافهة مثل صناعة الحذية نعتمد على المختص لصنعها لنا فلماذا في السياسة لا نفعل ذلك؟ - باعتقادي هذا الامر هومشكلة السياسة وهو مشكلة الفلسفةاوهو يجب ان يكون مشكلة الفلسفة السيا سية. ودليل ذلك الخراب الذي حل ببلدنا سورية نتيجة تولي العسكريين السلطة حيث اعتقد انا ان العسكري لايصلح للمنصب السياسي والوظيفة العامة - لايصلح لهداية الشعب سوى فيلسوف سياسي اعد لهذا الغرض وفق دراسة اكاديمية لذا يقول افلاطون (-- سوف لاتنجو المدن والجنس البشري من الشرور والفساد والمرض الا اذا اصبح الفلاسفة ملوكا او الملوك فلاسفة) - 3- في العلاقة بين الفلسفة والسياسة: - كل انسان منا سياسي وفيلسوف من حيث يدري اولا يدري و بشكل عام تتكامل الفلسفة والسياسة كالآت الفرقة الموسيقية الكاملة لكن قد تكون فلسفة البعض هدامة انانية نفعية مدمرة هنا يجب تدخل الدولة لتوجيه دفة السياسة والفلسفة صوب المصلحة العامة وتدريب رجال السياسة كما نقوم بتدريب رجال الطب ثم نشترط في المرشحين الى المناصب السياسية ان يكونوا من خريجي المدارس السياسية ومدارس شؤو ن ادارة الدولة وبذلك نتخلص منن نظام التعيينات السياسية التي يكمن فيها فساد نظامنا السياسي(ابدية السياسيين و ابدية الاداريين) - عندما يتمكن عدد كاف منا من رؤية الصورة الصحيحة عندئذ يمكن اقامة نظام سياسي ناجح يدفع البلد الى الامام لان الانسان الفاضل الحكيم السياسي الفيلسوف يطبق القانون الكامل حتى في المدينة الناقصة. - عندما يعرف الشخص كيف يسأل يكون قد عرف نصف الجواب ويكون قد مشى في طريق السياسة والفلسفة ويجب ان لا يأخذ شيْ على علاته بل دائما يعرضه على العقل و النقد والتحليل وهنا يستطيع ان يشارك فعلا في السياسة - فلسفة الجميع اليوم هي الرغبة في المال والسعي لجمعه اكثر من أي شىْ اخر وان الناس يميلون الى جمع المال والثروة اكثر الف مرة من ميلهم الى تحصيل الثقافة مع ان اليقين الذي لا شك فيه هو ان سعادة الانسان تتوقف على ثقافته اكثر ما تعتمد علىماله وثروته لان الرجل المجرد من المقدرة العقليةلا يدري كيف يملأ اوقات فراغه وتحويل المال الى سعادة فن يجتاج الىثقافة وحكمة وفلسفة وسياسة. - 4-في اسقاط مفهومي السياسة والفلسفة على واقعنا السياسي المحلي والعربي: - اذا امعنا النظر بمعنى السياسة والفلسفة واعتبرنا انهما وجهان لعملة واحدة كما يقول استاذنا الجليل الدكتور نزار قنوع في سؤاله وحللنا تحليلا عقلانيا كما تعلمنا خلال دروس هذا المقرر الجميل بالاسلوب الشيق( البحث في العمق) نستنتج: - 1-السياسة ليست نشاط سلطوي محوره الحاكم بل هي نشاط انساني محوره الانسان. - 2-علاقة الحاكم بالمحكوم هي علاقة انسان باخر وان غايتها الحقيقية هي تحقيق انسانية الاثنين لا الغاء انسانية احدهما (محكوم) تعزيزا لسلطة الاخر(حاكم يلعب بالمال ويركب السيارات الفخمة ويملك النساء الجميلات ) - 3-سياستنا اليوم بحاجة الى ثورة منهجية في نظرتنا لها وفي ممارستنا لها ايضا. - 4-ان قادتنا السياسيين هم اليوم افراد منا يجب ان نختارهم في انتخابات عامة وبقاءهم اوذهابهم رهينان بارادتنا ويتوجب علينا ان نمارس السياسة ممارسة ايجابية ولا يجوز لنا ان نستنكر فسادها باتخاذ موقف سلبي منها وبالدعوة للابتعاد عنها لان هذه الدعوة الى السلبية هي التي تحول الديمو قراطية الى استبدادية لان تفادي المشاركة العامة في السياسة يتيح للاقلية المتفرغةلها ان تتصرف بها كما تشاء. - 5-لاتوجد انظمة سياسية عند العرب تخدم الشعب بل توجد سلطات تسخر الشعوب وتعتبر الشعب اداة مسخرة للسلطة. - 6-تغيب الحقوق الاساسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية للمواطن العربي وعلى رأسها حق المواطنة. - 7-كل صيغ المغايرة والاختلاف مرفوضة وهي تسد الطريق امام الحوار الديمو قراطي. - 8- الفكر السياسي المشدود للانظمة تبريري يستهدف اضفاء المشروعية على القرارات السياسية. - 9-النظام والفكر السياسي العربي مأزوم ينتقل من سيْ الى اسؤا وتكثر فلسفة الذل الواقعية.
#عبد_الرحمن_تيشوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تقنيات التعليم مفهوم مهام وظائف مذاهب
-
البطالة مفهوم تحليل حلول
-
البطالة مفهوم تكلفة حلول
-
الدردري فيندوة في جامعة تشرين الشراكة خيار استراتيجي
-
انضمام الصين الى منظمة التجارة العالمية
-
هل تسير التنمية الاقتصادية والاجتماعية في سورية في الاتجاه ا
...
-
متى نؤسس لتربية عربية مستقبلية لمواجهة قيم العولمة الوافدة؟
-
الرؤية التربوية التطويرية للسيد وزير التربية
-
دور الاعلام في التطوير والتحديث
-
المدير والمهارات التي يحتاج اليها
-
الادارة المحلية تجربة تحتاج الى اعادة نظر هل ذلك ممكن؟
-
المنظمات الدولية تاريخ واقع مستقبل
-
مشروع التحديث والتطوير والعصرنة يقوي سورية في وجه الضغوط
-
هل يسير العرب نحو دينار موحد كما فعل الاوربيون؟
-
في سورية نحن بحاجة الى تربية مدنية جديدة لتكون اساس مدرسة ال
...
-
؟التربية الشمولية مالها وماعليها
-
اقتصاديات الوقت الف باء الادارة الحديثة
-
الاصلاح الاداري بين المعلوماتية والعامل البشري
-
العلاقة بين الاعلاميين والسياسيين مالها وماعليها؟
-
في القرن الجديد كيف يبدو العالم سنة 2050؟
المزيد.....
-
أمينة خليل والسعدني وشاهين بمسلسل -لام شمسية- في رمضان
-
أحمد الشرع يكشف ما بحثه مع محمد بن سلمان في الرياض: -لمسنا ر
...
-
نعيم قاسم: تشييع حسن نصر الله وهاشم صفي الدين يوم الأحد 23 ف
...
-
إيران تسدل الستار عن صاروخ -اعتماد- الباليستي بمدى 1700 كيلو
...
-
ترامب يقر بتداعيات حرب الجمارك وشولتس ينتقد تقسيم العالم بحو
...
-
الرئيس السوري أحمد الشرع بعد لقائه ولي العهد السعودي في الري
...
-
الحرس الثوري الإيراني يكشف عن -مدينة صاروخية- جديدة تحت الأر
...
-
إسرائيل تفجر عددا من المنازل في مخيم جنين (فيديو)
-
إعلام: نتنياهو يسعى لإقناع ترامب بتأييد خطته لمواصلة الحرب ع
...
-
وزارة النقل الأمريكية تصف نظامها لمراقبة الحركة الجوية بأنه
...
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|