الإفيهات والنقد السطحى

احمد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4823 - 2015 / 5 / 31 - 01:24
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

هذا المقال يعود إلى نهاية 2013 . ويدور حول الموقف من الدستور المطروح وقتها ، وقد هلل له عدد من الليبراليين ومؤيدي الدولة والسلطة العسكرية ، ومن بينهم الكاتب المصري شريف يونس .

حيث انعطف بحدة فى اتجاه تبنى موقف سلطة الثورة المضادة فى مصر ، والهجوم العنيف على كل من يعارضها ، خاصة من اليسار ، وتجلى ذلك بوضوح فى الجدل حول الدستور اﻷ-;---;--خير ( 2013 ) الذي وضع بإشراف المجلس العسكري الذي هلل له يونس وكأنه الكلمة المقدسة التي ستفتح للمصريين المضطهدين طرق بحر موسى للتحرر ، إﻻ-;---;-- أن سياسة الحكم العسكري لم تقدم لكاتبنا الهمام مادة تساعده فى الدفاع عنها ، ومن ثم فقد استعاض عن فقر السياسية بطريقة أخرى ، اللجؤ للأفيهات الخفيفة الساخرة ، وهاجم بإفيهاته اشتراكين .
وأتعرض هنا لهذا النقد اﻹ-;---;--فيهاتى الذى قدمه شريف يونس .

د السطحي ... حيث لا يدعم الدستور مؤيديه ..... أفيهاث شريف يونس
‏


شريف أولا
=====
sherif.younis1
يقال إن الاشتراكيين الثوريين سيصوتوا بلا للدستور عشان

( طبقي - نيو ليبرالي- عسكري - دستور الثورة المضادة )

ويكمل ..
.الدستور طبقي طبعا.. يعني لو المطلوب ( دستور شيوعي ) معلش مفيش دلوقت –
- - مش نيو ليبرالي أكيد إلا إذا اعتبرنا النيوليبرالية دي شتيمة زي"ابن الكلب" كدا.. لأن النيوليبرالية بترفض توسيع الإنفاق الحكومي ومبتحطش مواد ف شأن دا فى الدستور. دا غير إن النيوليبرالية سياسة مش دستور أساسا.
عسكري بقى انتو فاهمينها..
دستور الثورة المضادة إزاي؟ ..
على أساس إن الثورة اشتراكية مثلا والدستور مش اشتراكي؟
. لأنه لو الثورة ديمقراطية فالديمقراطية ليها ضمانات كتير ف الدستور برغم كل عيوبه.

سياسيا بقى.. مفهوم إن تتح ( يقصد أبو الفتوح ) يروح يصوّت بلا على الدستور، عشان سياسته هي مسك العصاية من النص، أملا إنه كل الأطراف تتعب والنص هو اللي يمسك ف الآخر..وعنده من
تاريخه ف الإخوان وتفاهماته أو محاولات التفاهم اللي بيعملها أساس للأمل بتاعه دا..
إنما الموقف بتاع الاشتراكيين الثوريين دا إيه بقى أساسا؟

مراهنة مثلا على تجذر الثورة وتبقى اشتراكية؟

ولا الحسبة هي التحالف مع تتح كبديل للتحالف زمان مع الإخوان؟
====================

انا بقى ..

معروف طبعا إن انأ مش من الاشتراكين وليا خلافات واسعه معاهم .... بس الأستاذ شريف مخندق نفسه فعلا فى خندق الدولة وان كان ليه نقد عليها ( من موقع صديق الدولة والداعم لفرض نفوذها ) ومن ثم يقف خط دفاع عن ما يتصوره أداة استقرار ودعم لها ،وطبعا الدستور المطروح تحت هيمنة - بل وتزوير .. كما شهد أبو الغار نفسه -العسكريين ، فى مقدمة دعامات الدولة ، ولان الاشتراكين مقررين المقاطعة فشريف قرر التصدي ليهم والسخرية منهم ، وبالمرة يجرح فى تصوراته اليسار ككل ، وحيث لا يقدم الدستور المطروح فعلا دعما لمؤيديه أو لمعسكر الدولتين ككل ، يستبدل يونس ذلك بالافيهات ... طيب ... السخرية الاولى :

حيصوتوا بلأ للدستور عشان
- طبقي - نيو ليبرالي - عسكري - دستور الثورة المضادة.

النقد الافيهاتى اهو :

1 - الدستور طبقي طبعا.. يعني لو المطلوب دستور شيوعي معلش مفيش دلوقت.

2 - مش نيو ليبرالي أكيد ، إلا إذا اعتبرنا النيوليبرالية دي شتيمة زي "ابن الكلب" كدا..

3 - لأن النيو ليبرالية بترفض توسيع الإنفاق الحكومي ومبتحطش مواد ف شأن دا ف الدستور.دا غير إن النيوليبرالية سياسة مش دستور أساسا.
4 - عسكري بقى انتو ا فاهمينها..
؟؟؟؟

5 - دستور الثورة المضادة إزاي؟ على أساس إن الثورة اشتراكية مثلا والدستور مش اشتراكي!

لأنه لو الثورة ديمقراطية فالديمقراطية ليها ضمانات كتير في الدستور برغم كل عيوبه.

=============

نبص فى ( الافيهات ) بتاعة شريف ... لو المطلوب دستور شيوعي معلش مفيش دلوقت. ...، اعتقد شريف لسه فاكر ان الماركسية ... وأكيد الاشتراكين ، بيبصوا للشيوعية على أنها مرحلة متقدمة جدا من سيادة الاشتراكية على اغلب سطح الكوكب بتاعنا، التطور الأقصى للاشتراكية ، وان الشيوعين عموما ، والتروتسكين بشكل خاص ... بيبصوا للاشتراكية نفسها على انها نتاج لتحول اجتماعي تعمله سلطة عمال وان فيه - مرحلة انتقال - ل الاشتراكية تطول أو تقصر حسب الأوضاع المعطاة محليا وعالميا ، يعنى بكتيره لو انتصرت ثورة اجتماعيه ها تعمل دستور لمرحلة انتقال حتى مش لمجتمع اشتراكي مباشرة ، فما بالنا بالشيوعي ... وماعتقدش شريف يجهل التصورات دى عند الماركسيين وخصوصا التروتسكين ... فلما يقفز فوق دا كله ويتكلم بالاستخفاف دا عن ( دستور شيوعي ) يبقى مش أمين فى مناقشة الفكرة اللي بينقدها ، ودا نوع من التزوير الأدبي كنت أتضور انه يترفع عنه ، كدا ماعنديش تعليق فى النقطه دى لأنة الكلام أو ألأفيه اللي قاله بخصوصها مثير للأسف مش للرد . بغض النظر عن إن فيه دلوقت أو مفيش دلوقت.

ولما ماركسيين يقولوا نيو ليبرالي فهما بيقدموا وصف لسياسات لها إثار مدمرة فى كل مكان أتطبقت فيه ، وورأ منها مصالح إمبريالية وشركات احتكارية عملاقة ومؤسسات مالية مهيمنة . أكيد ألأفيه بتاع ( إلا إذا اعتبرنا النيوليبرالية دي شتيمة زي"ابن الكلب" كدا ) مالوش محل من ألإعراب وخفه فى التناول مبنية أيضا على تغيير - مش عايز اكرر تزوير - لدلالة المفهوم عند اللي يناقش طرحه ليه .
وبنفس ألخفة ها تصور كدا إن مشروع الدستور يمكن يكون ليه توجهات اشتراكية ، أو على الأفل مضادة للنيو ليبراليه ، عشان فيه توسع فى الإنفاق الحكومي وهى ضد دا خصوصا فى الدستور ، طاب أيه ... مين وحش فيهم ( ابن كلب ) الدستور ... ولا النيوليبراليه ، ولا الاثنين حلوين ولا الاثنين ولاد كلب . بغض النظر عن مسخرة توسع الإنفاق الحكومي دي فى مشروع الدستور لان ليها نقاش تانى منفصل .

ولا ينسى شريف أن ينهى بإفيه ، ربما يعتقد انه تصحيح للفهم الخاطئ عند الاشتراكين، ان ألنيو ليبرالية سياسة ، مش دستور .... تنورنا كثيرا .

.... دستور الثورة المضادة ازاى ؟
يصرخ مستنكرا ، وجه الاستنكار هو ... الثورة اشتراكية مثلا والدستور مش اشتراكي؟ .... يقف شريف فى حرب مع طواحين الهوا ....لإنه لم يثبت منذ يناير 2011 حتى الآن فى أدبيات كل اليسار المصري ، بما فيهم الاشتراكين ، انه قال أن الثورة الجارية فى مصر اشتراكية، وحتى استنكاره دا مناقض لاستنكاره اللاحق .. ( الموقف بتاع الاشتراكيين الثوريين دا إيه بقى أساسا؟ مراهنة مثلا على تجذر الثورة وتبقى اشتراكية؟ ... استنكارين فى بوست واحد احدهما ينفى الاخر بالضرورة .. شايفنها اشتراكية ، ولا عايزنها تبقى اشتراكية .. وهو يختار بقى براحته يتمسك بأيه فيهم ...
المهم إن وصف انه دستور الثورة المضادة مبنى على أن ثمة ثورة جارية بتموجات متباينة الشدة ، وان السلطة والعسكر وحلفائهم الإصلاحين فى سعى محموم لسد الطريق على استمرار - أو تجذر - هذه الثورة ، طبعا ماهيش ثورة اشتراكية لسه ، وأكيد كمان مش ثورة ديموقراطية ، لا بالمعنى الكلاسيكي ولا بالمعنى الطبقي والسياسي ، فيه ثورة اجتماعية لها طابع مركب فى القوى المشاركة والأهداف المقصودة والاحتمالات الممكنة . وبالمقابل فيه ثورة مضادة ، الثورة المضادة أصلا مش ب تتشكل بعد انتصار الثورة ، دي ب تتشكل فور اندلاع الثورة ، بالمعنى دا ايوه ... دا دستور الثورة المضادة ، قانون التظاهر وعمليات التسريح للعمال وتوسع القمع وزيادة البطش البوليسي وإضفاء شرعية على ذلك بدرجات مختلفة فى الدستور والقانون ... ايوه ... ثورة مضادة ، رغم إن أحنا لسه مش أدأم ثورة اشتراكية .
====
مراهنة على ألتجذر أم على أبو الفتوح ؟
.... اقدر أجاوب على جزء من الاستنكار دا على الأفل .... أكيد فيه مراهنة على التجذر ، بكل مشاكلهم لسه الهدف العام الاشتراكي قائم عندهم ، وقمة الاتساق أن يراهن اشتراكين على تجذر ثورة اجتماعية مركبة للتحول إلى ثورة اشتراكية - مع تحفظي على فكرة أن الاشتراكية هدف مباشر فى مجتمع كمصر .
وحتى لو تصورنا أن هدفهم أبو الفتوح ( مجرد تصور ) فهل قامت تلك الافيهات الخفيفة والمستخفة بدور نقد حقيقي أو حتى قدمت دفاع معتبر - بأي درجة - عن دستور الثورة المضادة؟

#احمد_حسن (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات