وليد موحن
الحوار المتمدن-العدد: 4821 - 2015 / 5 / 29 - 15:13
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
هذه الرؤية بمثابة زلزال في حقل الكتابة التاريخية ، قادها وتزعمها الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي إميل دوركايم ، هذا الأخير وإلي جانب علماء آخرين جاءوا برؤية جديدة وتجديد قوي يدعوا إلي ذوبان كل العلوم في إطار علم واحد هو السوسيولوجيا، وتكسير كل الحدود بين كل العلوم وذوبها، حيت يقول دوركايم " التاريخ لا يمكنه أن يكون علما إلا إذا قام بالتفسير، ولا يمكن للتاريخ أن يفسر إلا عندما يقوم بالمقارنة، وعندما يقوم التاريخ بعملية المقارنة فان التمييز بينه وبين السوسيولوجيا ينعدم . إذن هذه دعوة صريحة إلي ذوبان التاريخ في إطار علم الاجتماع ، لكن هذا المشروع وهذا الاتجاه لم يكتب له الاستمرارية والنجاح ، نظرا لعدة ظروف وأسباب على رأسها الحرب العالمية الأولى والدمار الذي خلفته في أوروبا، ووفاة العديد من رواد هذا الاتجاه على رأسهم إميل دوركهايم ، لكن السبب الرئيسي في نظري لعدم نجاح هذا التيار هو حملة التجديد القوية التي جاءت به هذه النظريات والأفكار الدوركايمية التي لم يستسغها المؤرخون والأنتروبولوجيون والسميائيون وغيرهم من مختلف التخصصات ، فهي بمثابة إعلان نهائي عن وفاة تخصصاتهم وبروز علم السوسيولوجيا كعلم وحيد مسيطر على العالم.
لكن مجلة التركيب والاتجاه الدوركايمي ساهم دون شك في التحرر من التخصص الوحيد والتاريخ السياسي والوثيقة الوحيدة المكتوبة ، لتظهر مدرسة الحوليات كاتجاه جديد في الكتابة التاريخية ، بمنهجيات جديدة ، وافكار شابة، وعقليات منفتحة.
#وليد_موحن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟