أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - ليس ثمة عدالة في العالم














المزيد.....


ليس ثمة عدالة في العالم


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 4821 - 2015 / 5 / 29 - 13:33
المحور: الادب والفن
    


ليس ثمة عدالة في العالم

في مدخل النص يقدم السارد للمخاطب المجهول كشفاً بعلاقتهما التاريخية الحميمة، ثم يبدأ العتاب بشكوى السارد من زمنه الصعب " جعلتني أبصر الناس، صامتين ينوسون كما ينوس النمل/ جعلتني أجيد السير بين كائنات بشرية/ حشود هلامية تنبع من الأرض، من الشوارع والأزقة والمساحات/ عارية من الداخل، عارية من الخارج/ أروحها ملجومة بالحنين إلى الشمس، وأجسادها مكشوطة بالسياط، ومجعدة بالخوف/ لا خارج لها ولا داخل/ لا فرق لديها بين الحياة والموت/ فعلّمني أنني بين كائنات بشرية! كيف؟. طبعاً. فلولا تلك الوجوه الشبيهة بالبشر، لحسبتهم مجرد أفراد مثلما الأرضة والنمل أفراد"(ص48).

وبهذا يؤسس لهيكل النص المخفي العميق قبل أن يبحر السارد العارف المؤرق بالوعي والمحاصر في رحلته في بطون تاريخ البشرية الدامي ماراً بكل الرموز المهمة في حضارات العالم القديم، ثم الإسلامي. رموز الخير التي تُذبح دوماً ورموز الشر صاحبة السلطة التي تَذبح. وفي حمى ذلك السرد المفتوح المتنقل بين الرموز التاريخية في مرحلها المختلفة بطريقة يمزج بينها دون تحديد زمنها، ذاهبا إلى تيمها ودلالاتها، يلتفت إلى المخاطب محرض السرد وساند بنية النص ليستنجد من هول الطغاة المولهين بالقتل تلك الخصلة التي لم يعلمها المجهول للسارد:

" أغثني من سيدهم فقد سمعته يقول لهم: لا حق لكم إلا بالموت/ افصلني عن الهمهمة الخافتة التي تسري بين الجثث عند اصطفاق أجنحة الطيور، وارتفاع رنين الحديد وانغمار وجه الماء بالرصاص/ وجه التاريخ كوجه البحر، والعالم له دهاليزه العميقة التي تطلق بين الحين والحين طغاة"(ص51).

وبعد هذا النداء يستبطن السارد منتقياً أحداث من التاريخ يهبط بالنص عميقاً في مدلولات تسقط على الحاضر وتكشف موقف ووجهة نظره، عن "علي بن محمد" صاحب الزنج وثورته، شاتماً كل الأباطرة وصاحبي السلطان، ليخلص إلى أن ليس ثمة عدالة في العالم ومنذ أقدم الأزمنة، ولا يتساوى الإنسان إلا في ظلمة الرحم، لا مناص إذن من الثورات والدم والقول

"وأنت تعلم/ من اتونابشتم حتى بولص الرسول/ أن القوانين مثل زبد البحر والبشر في حركة واحدة مرصودة/ حركة الرجل المرفوعة إلى الأعلى والفروج الرطبة المنقبضة، والممرات السرية المحاطة بالعتمة إلى أرحام بلون الأبنوس/ تحاول/ كما حاولنا/ أن نقتنع بأننا لسنا متساويين إلا هناك عند فوهات العالم السفلي/ حيث يشبه العبد سيده، ويشبه السيد السيد"(ص52).
من مقال عن القاص الراحل محمود جنداري



#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصدقاء ورفاق التجربة 2- المستشار السياسي -ياسرالمندلاوي-
- أنت ميت يا إلهي
- درويش المحبة*
- طرف من مشهد الإعدام -رؤيا الغائب *
- نماذج مدعي الثقافة والمعارضة زمن سلطة الطوائف -الفأر -
- كوابيس التخفي زمن الدكتاتور
- الإنسان الحقيقي لا يخشى من الصدق وعرض تجاربه
- مشاهدات من زيارتي الأولى إلى العراق 2004 2- المثقف العراقي ا ...
- مشاهد من زيارتي الأولى للعراق 2004 1- المثقف العراقي الجديد
- السرد العراقي وتطوره التاريخي 2- الرواية
- السرد العراقي وتطوره التاريخي: 1- القصة القصيرة
- 2- ضد الحرب وحتى العادلة
- الطيران الأخير
- 1-ضد الحرب حتى العادلة (مشهد الزوجة العراقية عند مقتل زوجها)
- أصدقائي الأدباء 1- شاكرالأنباري
- باب الظلام
- أساتذتي 1- وفاء الزيادي الشيوعي الوديع
- أيها المثقف العراقي لا تزيد سعار الحرب الطائفية العراقية الم ...
- فداحة العنف حتى الثوري -فصل يثبت العنوان-
- قصائد عن تجربة قديمة


المزيد.....




- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - ليس ثمة عدالة في العالم