أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فيصل قرقطي - سؤال الحداثة : مستوياته .. والتفكير التقليدي














المزيد.....

سؤال الحداثة : مستوياته .. والتفكير التقليدي


فيصل قرقطي

الحوار المتمدن-العدد: 1336 - 2005 / 10 / 3 - 11:48
المحور: الادب والفن
    


غالبا ما يهرب الفكر العربي من الإجابة عن أسئلة تتعلق بالقضايا الحاسمة والمصيرية والدقيقة، مثل الحداثة وما بعد الحداثة، والعولمة.. الخ وكذلك ينطوي فكرنا العربي، في معظم الأحيان، على موقف مسبق حيال هذه القضايا.
لذلك يتمترس وعينا، دائما، خلف إجابات جاهزة تستفحل في الوقوف وراء موقف ضدي حيال هذه القضايا، وهي قضايا دخلت الساعة التي تعيش، خصوصا هذه الأيام.
فسؤال الحداثة الذي يشي على البحث عن المخزون المعرفي والثقافي عموما.. ذاك المخزون الذي يضم الإرث الديني والأخلاقي في منظومات ثقافية عربية أصيلة.
فلو تأملنا في سؤال الحداثة لوجدنا أننا نهرب منه.. ونقاربه، رغم أننا نتمترس في قلب تفاصيله المعاشة. ونتحاشى الخوض في نقاشها.. رغم أن هناك قناعة باتت واضحة للجميع تتلخص في أنه لا مفر من مواجهة الحداثة وسؤالها الواسع المنفتح على كل الاحتمالات.
وحتى يتسنى لنا معرفة سؤال الحداثة.. لا بد لنا، بداية، من تحديد مشروع الحداثة مستندين هنا إلى "هابرماس" الذي حدده على النحو التالي: "إن مشروع الحداثة، الذي صاغه فلاسفة الأنوار في القرن الثامن عشر يقوم على تطوير العلوم المضفية للموضوع، والأسس الكونية للأخلاق والقانون. وأخيرا الفن المستقل، لكن أيضا على تحرير مواز للقدرات المعرفية من أشكالها النبيلة والغربية لتجلعلها قابلة للإستعمال من طرف الممارسة. وذلك من أجل تحويل عقلاني لظروف الوجود.
ويذهب لوي ديمون إلى تحديد السمات المميزة للحداثة حاصرا إياها في النقاط التالية:
• التشكيلية الفردانية (مقابل حلولية الفرد في الجماعة)
• أولوية العلاقات مع الأشياء (مقابل أولوية العلاقات بين البشر
• التمييز المطلق بين الذات والموضوع (مقابل نوع التمييز النسبي فقط، بل العائم سابقا).
• فصل القيم عن الوقائع والأفكار (مقابل عدم التمييز بينها أو الخلط الواسع بينها)
• تقسيم المعرفة إلى مستويات (فروع معرفية) مستقلة. متناظرة ومتجانسة.
• وكي يتضح مفهوم الحداثة أكثر، وسؤالها الإبداعي، لا بد أن نمر على مستوياتها الثلاثة كما حددها "دانيال هيرفيو ليجي" على اعتبار أن مفهوم الحداثة المتكون تدريجيا من خلال سيرورة تاريخية طويلة يحمل في نفسه تعقيد التقلبات، وهي تقنية واقتصادية وقانونية وسياسية وحالة نفسية.
• على المستوى التقني الاقتصادي، وهو الذي تحدد الحداثة من خلاله البحث المنتظم للإنتاجية، أي بمعنى آخر "تنظيم الإنتاج عقلانيا"
• على المستوى القانوي السياسي، وهو الذي يمثل حيز الفصل بين دائرة الحياة الخاصة ودائرة الحياة العامة، حيث ممارسة التفكير العقلاني بشكل حر، وهذا الأمر يحدده كانط. على أنه "تأمين شروط الممارسة لمفهوم السياسة الحديثة
• المستوى الثالث ظهور "حداثة فلسفية" يحددها كانط "بفصل الذات عن الموضوع" في حين يرى جان بودريار أن "العصر الحديث إذا ما قيس مع التوافق السحري والديني والرمزي للمجتمع التقليدي يتميز بظهور الفرد بوعيه المستقل، ونفسيته ونزاعاته الشخصية، ومصلحته الخاصة".
إذاً في حيز الحداثة، وسؤالها الإبداعي يتشابك الشخصي والحرية الفردية مع الديني والسياسي، من جهة أخرى، وبالتالي تجد الأفكار والمنظومات المعرفية والثقافية مناخ التلاقح فيما بينها على أساس الصمود أمام الزمن.
وهذا التشابك الحاصل عندنا عربيا يتجذر ليصل إلى عنوان المعادلة التي تصل الآن إلى حدودها القصوى في التناقض الماثل بين التقليدية والحداثة _ أو التطور الحضاري – حيال كافة القضايا الثقافية والاجتماعية والسياسية والإبداعية المطروحة.
ورغم اشتغال حركة النقد العربي في طروحات الحداثة، إلا أن أصحاب النهج التقليدي والقائمين عليه ما زالوا يتمترسون وراء الحجب والسواتر افسمنتية أمام كل دعوى حداثية.. منطلقين من فهم خاطئ للحداثة على اعتبار أنها تشكل قضية مع التراث.. وهذا غير صحيح تماما إذ أن الحداثة صحيح أنها تشكل قطيعة مع التراث، أو أنها حركة انفصال عن التراث والماضي، ولكن لا لنبذه، وإنما لاحتوائه وتلوينه وغدماجه في مخاضها المتجدد.. وهي كذلك اتصال وانفصال، أستمرار وقطيعة، استمرار تحويلي لمعطيات الماضي وقطعية استدماجية له. هذا الانفصال والاتصال تمارسه الحاداثهة حتى على نفسها.
وما موجة تكفير المبدعين من شعراء وروائيين وفنانين، منذ طه حسين، مرورا بنصر حامد أبو زيد وحيدر حيدر، د. موسى حوامدة ومرسيل خليفة..الخ. ما هذه الموجة إلا التعبير الصادق والأمين للنهج التقليدي الذي يسعى إلى تحجيم الفكر والثقافة والحجر عليهما في بوتقة الشريعة الدينية ساحبا من تحتها بساط أي اجتهاد في كافة المجالات الإبداعية أو التفسيرية الأخرى.
الآن أعود لطرح السؤال.. سؤال الحداثة، إلى أي مدى يحق لنا التفاعل مع سؤال الحداثة عبر الخطاب اليومي المعاش في كافة القضايا والمجالات.. على اعتبار أنها (أي الحداثة) قراءة لفعل قائم والبناء عليها أو تطويره من الداخل أو إعادة قراءته (التراث التقليدي) على نحو جديد ومحاولة الاجتهاد في التأويل لصالح النص والحقيقة والمعرفة، على نحو يجاري الزمن الماثل، وكذلك الاستفادة من المعطيات التراثية الفكرية التقليدية للانطلاق إلى فضاءات اشمل .. وأوسع.. وأعم .. ومن ثم الاستفادة من كافة التطورات الحاصلة في كافة العلوم والمجالات، وكذلك الثورة العلمية والتكنولوجية العالمية، وتطور المناهج والدراسات النقدية والفلسفية والاجتماعية.. وكذلك الإفادة من علوم اللسانيات والاجتماع، التي إذا ما صهرنا خبراتنا فيها فإننا لا نستطيع فهم واقعنا ولا ماضينا ولا حتى مستقبلنا



#فيصل_قرقطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاريء .. والنص الإبداعي : حدود الالتقاء والاإفتراق بينهما
- موت النقد: النقد العربي انتقائي وليس له ابناء شرعيون
- ثلاثية الماء والنار والصحراء
- الوجع المقدس
- لو ان بركانا سجد
- كوني أنت .. كي أفهم معناه !!
- القصيدة .. القاريء .. والناقد
- اللغة .. الثقافة .. والانسان
- اللغه .. الثقافة .. والانسان
- الحداثة والوطنية :تخيفنا ونغرق في افرازاتها ليل نهار
- الواقع الثقافي الانتقالي : أسئلة صريحة لأجوبة مغلقة
- السوريالية : شبان دافعوا عن انفسهم .. وهم انبل الخداع الانسا ...
- نيتشه بين الشعر والفلسفة : وحده الألم العظيم هو المحرر النها ...
- رامبو : رحلة الشعر والشقاء / أجلست الجمال على ركبتي
- قصيدة النثر بين رفض التسمية وضياع المصطلح
- حركة النقد العربي : بين فقد المصطلح .. وتمجيد الرموز
- بين الاصالة والحداثة
- النص والأيديولوجيا
- يسار فريد .. كيقضة حلم مؤكد
- النص .. والبنية الابداعية


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فيصل قرقطي - سؤال الحداثة : مستوياته .. والتفكير التقليدي