أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - كوابيس تتعقب احلام هاربة














المزيد.....

كوابيس تتعقب احلام هاربة


سعد محمد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 4821 - 2015 / 5 / 29 - 09:26
المحور: الادب والفن
    



بعد وصولي الى استراليا وأثناء دراستي لتعلم اللغة الانكَليزية عام 1995 تلقيت دعوة ذات يوم من احد الاساتذة في معهد تطوير اللغة لحضور حفلة عيد ميلاد ابنته.
واثناء مراسيم الاحتفال الانيق والارستقراطي في بيت الاستاذ "جون" طلب الاب من ابنته " روز" ان تعزف للضيوف مقطوعة موسيقية فاختارت البنت معزوفة " سوناته" لشاعر البيانو الشهير والرومانسي "شوبان". وكان عزفها على البيانو مدهش وقد اثار اعجاب جميع الحضور وهي تتمايل مثل فراشة بفستانها الحريري الابيض في هذا المساء الربيعي وأناملها الرقيقة ترسم الانغام الساحرة في فضاء أثمله الجمال والمودة . وقد علمت فيما بعد ان الاب ايضا كان عازف بيانو ماهر وقد اشرف على تدريب وصقل موهبة ابنته منذ نعومة اظافرها وحتى دخولها الى معهد الموسيقى في مدينة بيرث.
اما والدتها فقد غرست فيها موهبة وعشق رقص البالية فتعلمت هذا النوع من الرقص الجميل والرشيق حتى باتت روز راقصة بالية محترفة أيضاً.
وفي نهاية هذا الكرنفال الملون والبهي ودعت روز وعائلتها وشكرتهم على حسن الضيافة.
وأثناء عودتي الى الشقة بعد منتصف الليل داهمتني على حين غرة مفارقة صادرت على اثرها البهجة بعد امسية الحفلة وكابوساً يجثم بظلاله الكئيبة وكأن تلك المفارقة كانت مثل رماد متبقي من حريق الذاكرة وهو ينهال فوق بركة ماء رقراق فيلوثها ويعكر صفاء أديمها لاسيما بعد ان تراءت لي هيئة مسخ هائل ومخيف وهو يحمل سيفاً يلوح به فوق روؤس بشرية معصوبة الاعين وأيادي موثوقة الى الخلف وهي بانتظار الذبح أمام جمهرة من الناس في ساحة الاعدامات الرهيبة. انه مشهد من جحيم هذة الارض القاسية متمثل بسياف مملكة آل سعود الذي كان يطالعني وجهه الاسود المرعب والقميء وجسده الضخم في الصحف السعودية آنذاك في مخيم اللجوء بالربع الخالي من المنفى الصحراوي وكان هذا السياف الذي يدعى "البيشي" يفتخر كثيراً بتدريب احد ابنائه كي يرث مهنته بعد تقاعده وتعليمه حرفة القتل وكيفية بتر اطراف الجناة او قطع رقاب المحكومين بالاعدام. وكان السياف عادة مايجلب ابنه معه الى حفلة الدم والموت في ساحة القصاص كي يعمي بقايا بصيرته وشعوره الانساني والاخلاقي والجمالي ويقسي من قلبه وبمسخ ضميره كي لايشعر بالرحمة أو الضعف.
وبعد ان ينتهي العشماوي من جز الرقاب كان يعطي السيف الى ابنه كي يغسله ويمسحه من بقايا الدم الذي مازال يتقاطر من نصل السيف ويعيد وضعه الى غمده ثم يأمره أن لايرتعب أو يشعر بالذنب لانه ينفذ شريعة الدين وقانون المملكة.



#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية معتقل ومحاكمة حلم
- ثلاث حكايات قصيرة عن الحرب
- حكاية اخرى من يوميات جندي معاقب
- فلورينا المقعدة وكلبتها -بالا-
- الحارس واسرار الليل
- الدهشة الاولى
- السرقات النبيلة
- حفلة في غابة
- الغراب وشجرة الصمغ الاحمر
- تجليات الفانوس
- يوميات الارصفة والمقاهي
- حكايات البخلاء
- قراءة الكاتب رضا الاعرجي حول تجاربي الفنية
- ليس للمقامر مايخسره
- جار وحديقة
- مكالمات هاتفية عابرة في هذا الصباح
- مابيني وبينك كان أكثر من عناق
- ليس للمزاميرِ مواسمُ للرقصِ
- تأملات في أبجديات الحرف والطين واللون
- مرثية الرماد والرصيف


المزيد.....




- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - كوابيس تتعقب احلام هاربة