أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد طولست - إلغاء منصب الوزير من الحكومات .














المزيد.....

إلغاء منصب الوزير من الحكومات .


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4820 - 2015 / 5 / 28 - 23:46
المحور: كتابات ساخرة
    


إلغاء منصب الوزير من الحكومات .
التقيت جمعتني الصدفة بأحد الأصدقاء القدامى في إحدى المقاهي المنتشرة على طول رصيف الشونجليزي ، كان اللقاء مناسبة مشحونة باللهفة والشوق لمعرفة كل منا أخبار الآخر ، وخلال زخم تبادل المعلومات ، عرج بنا الحديث إلى محطة بعيدة عن أحوال حياتينا ، متعلقة بأحوال المغرب السياسية ، حيث سألني صديقي عن صدقية ما يسمعه عن الحكومة وقصص وزرائها ، واسترسل في تحليل منصب الوزير في البلاد العربية ،قائلا : المناصب أصنام يعبدها كبار رجال الدولة" ،وتتهالك النخب الحزبية للحصول عليها ، ويرتجف أصحابها خوفا من فقدان هيبة سلطانها وكرم امتيازاتها ، حتى أنه إذا ما حدث أن غادر أحدهم مواقعها ، ونزل من على كراسيها ، فإنه لا يغادرها إلى عمل سياسي نبيل ، أو نشاط جمعوي مفيد ، أو ثقافي أصيل ، أو بحث علمي جاد ورزين ، وإنما يغادرها إلى قائمة انتظار طويلة ، أملا في عودة ألقاب الأمراض الرسمية ، ليكون جزءا من حكومة مستنسخة من حكومة سابقة منتهية ، وواحدا من تشكيلة حكومة مقبلة تعج بجيش جرار من الوزراء ، الذين لا يعلم الواحد منهم من شأن بلاده شيئا، سوى أنها بلد تتكاثر فيها الحكومات الضعيفة ، المتخمة بالوزراء ، الذين لا حول لهم ولا قوة ، ولا رؤية لأكثريتهم ولا مشروع ولا جدوى ، غير ما يملكونه من رساميل الجاه والأصل النبيل والمصاهرة ، بالإضافة إلى آلية الانتخابات المزورة أحياناً ، وما يتقنون من هدر الإمكانات والوقت في الكلام الذي لا يصلح من أمر البلاد ولا يغير من أحوال العباد الذين حملوا مسؤولية تدبير شؤونهم ..
مسلسل طويل وممل تعيشه الكثير من البلاد العربية والمغاربية منذ عقود وكأنه مرض مزمن، لا أمل في الشفاء والخلاص منه ، أصاب منصب الوزير أي وزير وفي أية حكومة كانت ، وحوله إلى مصدر بلاء في وزارته وبالتالي في البلاد ، لانهماك غالبية المستوزرين في تكتيكات التموقع في كل مؤسسات الدولة ، ورهانات الاستحقاقات الانتخابية ، حيث تكون أولى مهام الواحد منهم ، ومنذ الساعات الأولى لتوليه للمنصب ، هو طرد كل رجال الوزير السابق وأعوانه ، وتغيير أثاث وألوان جدران مكاتب وزارته ، ليناسب في الغالب ألوانه السياسية وأهواءه الشخصية ، وبعدها يلغي كل ما حقق ا"لوزير السابق خلال تدبيره للوزارة ، حتى لو تميز بالحرفية والمهنية والإتقان والفنية وجودة المنتوج ، ثم يبدأ من حيث بدأ سابقوه ، وليس مما انتهوا إليه من إبداع وخلق وإضافة وآثار ، مبعدا نفسه عن الانخراط في مشاكل الإصلاحات الكبرى ، وتحسين خدمات التعليم والصحة والشغل والنقل والتجهيز ، التي توجع القلب ، ومجنبا دماغه عن التفكير في الإكراهات الاقتصادية ، والموازنات المالية ، واسترجاع سيولة الأموال المهربة ، والحد من إشكاليات المديونية ، وإنتاج الوضعيات الاقتصادية السليمة ، التي تعكر المزاج ، ناهيك عن النزاهة والاستقلالية ، والعدالة الاجتماعية وتقديم مصلحة الوطن والمواطن على إرضاء الأطراف القوية النافذة ، وغيرها من القيم الكفيلة بإخراج البلاد من عنق الزجاجة والتي تتطلب العبقرية والإلهام والموهبة ، الشيء الذي يتنافى مع المنصب الوزاري الذي يظل عامل الكفاءة فيه ثانوياً ، لاعتماد الوصول إليه في الشروط التي أجملها المحلل السياسي المغربي، إدريس لكريني في "الأصل النبيل" و"الإمكانيات المالية" و"الرضا المخزني" .
قال محدثي : فإذا كان الوزراء بهذه الصفات ، وأنهم حقا السبب الأساس في ويلات الوطن وصناعة الأزمات ، وتعاظم المعانات ، تعميق الخلافات ، وتأجيج الفتن ، المفضية إلى انحدار البلاد إلى البؤس والألم ؟؟.. فلماذا لا نلغي منصب الوزير من تركيبة الحكومات ؟ مادام الوزراء لم يقلعوا عن انشغالهم بالاستحواذ على مقدرات البلاد ، والإنفاق على ملذاتهم وشهواتهم ومليشياتهم وشركاتهم وسماسرتهم وأحزابهم ، بكرم حاتمي من جيوب المستضعفين ، غير مبالين بما تعيشه البلاد من تحولات قيمية وانكسارات أخلاقية ، لم تفلح الحلول السياسية والاقتصادية ولا حتى الدينية في مواجهتها ، وربما تدفع بها نحو الهاوية ..
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صبيحة يوم جميل في إحدى ضواحي باريس .
- الاسقالة (2)
- الاسقالة (1)
- ما أبشع طعم الديمقراطية في البلاد العربية ، 4
- فاتح ماي وذكرى مقتل إبراهيم بوعرام !!
- خطاب سياسي لا يحمل برنامجا ثوريا للتغيير !!
- وزراء لا عهد لهم بالمناصب، فكيف يسيرون ؟
- ما أبشع طعم الديمقراطية 2
- فاتح ماي مكسب عمالي لا تحق المتاجرة به !!
- ما أبشع طعم الديمقراطية في بلادنا المغرب !! ما يقع تحت قبة ا ...
- شعوب أصبحت لا تقرأ مثلنا !!
- المكتبات المدرسة
- تنقية الدين
- دنيا الاحفاد ..
- وداعا -إزم-
- التحدي المصري الجديد !!
- من ذكريات الطفولة
- الرجل المناسب في المكان المناسب
- عيد المرأة بنكهة جديدة
- أتهنئة أقدم للمرأة في يومها العالمي ، أم تعزية ؟؟؟


المزيد.....




- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد طولست - إلغاء منصب الوزير من الحكومات .