أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - محمود ابوحديد - يوم في حيازة النيابة














المزيد.....

يوم في حيازة النيابة


محمود ابوحديد

الحوار المتمدن-العدد: 4820 - 2015 / 5 / 28 - 15:30
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


إن شعبًا ثوريًا يملأ السجون الآن ينتظر يومَ إعدامكم والانتقام منكم يا كلاب البوليس "ضباط الشرطة". أجد نفسي مضطرًا لكتابة هذا توطئة أو مقدمة لهذا المقال.

أذكر يوم حُبست في26 يناير2011 وانتقلنا نحن السياسيون إلى مبنى النيابة بتهم السعي لقلب نظام الحكم, و سبّ الرئيس, وخرق الدستور والتجمهر.. إلى آخرها من تهم، في نفس الوقت كان الشعب يتوعد الحكومة بالقصاص لشهيد الثورة الأول الذي سقط في السويس يوم 25 يناير, وكانت النيابة بضباطها -تمامًا كما كانت الحكومة بوزرائها- مرعوبين من انتقال الثورة التونسية لمصر. يومها اشترى لنا حارس المحكمة طعامًا و قهوة وهم يبتذلونا بجمل من قبيل "نحن إخوتكم ونتمنى صلاح البلد تمامًا كما نتمنى حريتكم".

بعد يومٍ واحد (يوم جمعة الغضب) بدأت الثورة بحرق الشعب لأقسام الشرطة والمحاكم ردًا على قطع الاتصالات و ضرب المتظاهرين بعد صلاة الجمعة. هناك محامي معتقل سياسي مشهور كان من بيننا -معتقلي 26 يناير 2011- بدأ يشرح وهو يأكل الطعام الذي قُدّم لنا "ضباط الترحيل حرس المحاكم والسجون هم أفضل و أشرف الضباط بجهاز الداخلية, لأن وظيفتهم هي الحفاظ على السجون و تأمين انتقال المساجين" على حدّ قوله. يومها طبعًا لم أصدقه, كنت أفهم جيدًا أن كلاب البوليس هم السلطة الفعلية في المجتمع, وأن وظيفة جهازهم هي تنظيم القمع الجماعي ضد المواطنين.
طبعًا لم أقتنع بإمكانية وجود ضابط واحد شريف بجهاز الشرطة في أي مكان على الأرض، لكني سكت يومها ولم أجادله فأصل العمل السياسي هو اختيار من تخاطبه.

الآن و دون أن أُعلن عن اسم هذا المحامي السياسي المشهور الذي خَطَب في 30يونيو2013 مناديًا بضرورة سقوط مرسي و تضامن الشعب مع البوليس وقادة جيش مبارك من السيسي و كلابه ليستلموا رئاسة الجمهورية، الآن ودون أن أذكر اسمه هنا -لكني سأوصي رفيقًا بأن يدفعه لقراءة هذا المقال ليعدّل من موقفه عندما يعرف رأي مسجوني 2015 في حرس المحكمة- أجد نفسي مضطرًا للرد عليه بقول ضباط الشرطة منهم الشرفاء! ياسلام وكأننا نصدقه!

يلتقي يوميًا مسجونون يتراوح عددهم من 100 - 200 مواطن من جميع أقسام الإسكندرية في غرفة واحدة بمبنى المحكمة البحرية بالمنشية, ليتم استدعائهم على مجموعات للعرض سواء على المحكمة أوعلى وكيل النيابة. يتجمعون بغرفة واحدة لا تزيد مساحتها عن 25متر مربع حتى يصبح التنفس أصعب ما يمكن وتمتلئ الجدران ببخار الماء الناتج عن تنفس المسجونين. هذا العدد لا يمكن إدخاله إلى الغرفة ولا يمكن على الإطلاق إغلاق بابها إلا عبر طريقة وحيدة هي الضرب المبرح من حرس المحكمة.

في أحد هجمات الحرس على الغرفة هاج المسجونون وثاروا و تعالت أصواتهم ليس بالهتافات لكن بصيحات يُسمع من خلالها "إحنا نجمع بعضنا ونضربهم" ، "احنا ملايين وهما أربعة أشخاص"، "لما هجموا على الأوضة كان المسدس في جنبه وكنت هاسحبه منه وأقتله".. الخ, من جمل لا تُظهر سوى العداء الكامل من المسجونين للضباط مُنظّمي القمع ضد المجتمع.

بعيدًا عن معاداتي كثوري لجمهورية رجال الأعمال ومؤسسات القمع الثلاثة (البوليس، القضاء، الجيش), فليسمع المحامي الذي ذكرته في بداية هذا المقال رأي الدستور المصري فيما يحدث بغرفة الحجز في مبنى المحكمة البحرية بالإسكندرية, ينص الدستور على “لا شرعية لاعتقال أي متهم دون حالة تلبس وإذن نيابة”. و أغلب إن لم يكن جميع المسجونين الذين قابلتُهم تم اعتقالهم عشوائيًا وجميعهم يطالهم التلفيق!



#محمود_ابوحديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت البوليس والقضاء ....رسالة معتقل
- إلى كل من قصرت في حقهم ..
- افكار اعاقب عليها بالسجن عشر سنوات (3)
- افكار اعاقب عليها بالسجن عشر سنوات (2)
- افكار اعاقب عليها بالسجن عشر سنوات (1)
- (1) الازمة الدورية للراسمالية تعني حتمية الانتفاضة والثورة
- ليت المقال ينفع .. دعما للرفيق المعتقل اوزو
- الشرطة تحتل هندسة اسكندرية والانتفاضة الظافرة ستقتص لنا
- رفع الاسعار .. هل سيسقط السيسي؟ هل سيسقط النظام الراسمالي؟
- اشتعال الحرب في جامعة الاسكندرية.. انتفاضات ضد الاخوان وضد ا ...
- `رسالة مفتوحة لعميد هندسة اسكندرية الحالي.. فسادك هو طريقك ن ...


المزيد.....




- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...
- أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
- بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة ...


المزيد.....

- ١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران / جعفر الشمري
- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - محمود ابوحديد - يوم في حيازة النيابة