عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 4819 - 2015 / 5 / 27 - 23:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كان سي علي بازامه صاحب أراجوز (بازامه) الشهير ، يقدم عروضه طوال شهر رمضان عند ( مخبز سي المبروك ) الواقع في سوق الخضروات، في شارع متفرع من شارع المهدوي، حيث يجتمع الصغار هناك فى (مربوعة) بازامه ، لمشاهدة برنامجه المتواضع، وهو عبارة عن صندوق به فجوة بحجم متر مربع تقريبا، مثبتة على الصندوق شاشة من القماش الابيض وخلفها شمعة موقدة بعد أن يطفأ النور يبدأ فى عرض برنامجه، وهو عبارة عن شخوص كرتونيه يحركها من خلف الشاشة القماشية ويصاحبها تعليقات بأصوات مختلفة،.. لطالما شد الصغار وادخل فى قلوبهم البهجة، مقابل تذكرة لا يزيد سعرها عن نصف قرش..
كان مسرح أراجوز بازامه وقتها عبارة عن دمى من الكرتون تتحرك بواسطة خيوط بهدف إدخال البهجة والفرح إلى قلوب الصغار والكبار..
لو تأمل المرء بشكل عميق في العملية السياسية الجارية في ليبيا الجديدة و نتائجها الكارثية بالنسبة للشعب الليبي الذي فقد خيرة شبابه وأهدر ثرواته، سيجد دون كثير عناء أن ثمة لاعبين حقيقيين يقفون على خشبة المسرح تحركهم من خلف الستار بمهارة وإتقان أيادي خفية وتتحكم عن طريقهم بكل صغيرة وكبيرة في حياتنا ومستقبلنا.
تبدلت اللعبة وبات أراجوزاتنا، بشرا يحتلون مقاعد المجلس والمؤتمر والنواب والحكومة والاحزاب والتشكيلات المسلحة ، ويشيعون في البلد الفساد ويبددون المال العام و يخربون النسيج الاجتماعي..
أشياء مريبة وقوى خفية، اقليمية وعظمى، تتحكم في ليبيا وتحرك الأراجوزات من وراء الكواليس، لتنفذ اجندتها الخبيثة، ولتصبح تلك العرائس التي كانت تضحك المواطن الليبي البسيط بالأمس، هي سبب تعاسته اليوم..
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟