القاضي منير حداد
الحوار المتمدن-العدد: 4818 - 2015 / 5 / 26 - 22:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
97
"دماء لن تجف"
موسوعة شهداء العراق
الحلقة السابعة والتسعون
رعد العنزي
{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة "دماء لن تجف" في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إنشاء الله}
القاضي منير حداد
ورود قاومت الرصاص، بعطرها؛ خلال إنتفاضة آذار 1991، مثلما ولد الإسلام من حزة السيف لعنق ابي عبد الله الحسين، مرة ثانية، قوم رعد صالح هادي جواد العنزي، وهو في عنفوان عمره، الذي لم يعش منه سوى أربعة وعشرين ربيعا، تمفصلت حول معصميه.. أسى.. مثل سلاسل قيد الطاغية المقبور صدام حسين شعب العراق عمرا بطوله، تصرم جوعا وحروبا وإعتقالات.
ولد الشهيد رعد صالح العام 1966 وإستشهد في العام 1991، أعزب لم تتح له فرصة الزواج ولا إكمال دراسته التي توقفت عند المتوسطة؛ جراء العقبات التي وضعها الطاغية، في طريق العلم، كي يسوق الشباب جميعا الى الحرب وقوددا لعدوانه على الجارة المسلمة ايران، ودولة الكويت الشقيقة، وما كان يسشمله بحريق سعاره الموتور هوسا بالحروب وإفتعال الازمات، لو طال به العمر، ولم يطل الى ما بعد 2003 الحمد لله.
الا انه غادر بعد ان إستنفد خيرات البلد وأذاق شعبه مر الهوان، لكن.. تأتي متأخرة، خير من الا تأتِ!
حصدت دبابات الجيش الذي تأسس في 6 كانون الثاني 1921، لقمع شعب العراق وليس الدفاع عنه، تضافرا مع صواريخ الارض - ارض التي إشتراها صدام بأموال العراقيين، وصب حمم غيظها الاهوج عليه.
طوى لواء الحرس الجمهوري، الذي دخل النجف تحت هاجس ارض محروقة وشعب مباد، قبض على كل من وجد فيه نسغ دم نابض في العروق، وألقى به الى غيابة جملونات حسين كامل.. ساء ذكره، و... قتل من قتل، ودفن معه من ظل حيا!
أناس أحياء وآخرون نصف أحياء، دفنوا في خنادق شقت طوليا، وجرفتهم الكرابات الى جوفها، ثم ساوته فوقهم، ودايسته الحادلات، تساوي أديم الموت فوق ارض الرافدين.
أرأيت ما يشوغ القلب ويمزق نياطه كمثل ما فعل صدام بشعبه.. الا لعنة الله على الطغاة، وعلى ألوية حراسة نزواتهم التي لا تتردد عن قتل الابرياء، حين ينتفضون من شدة المسغبة!
فيما بعد.. النجف كلها باتت مراقبة علنا، يسحل الرجال من ابواب البيوت ليهانوا اياما في مقرات حزب البعث ومراكز الشرطة من دون عذر قانوني، حين إنفتحت الدوائر الامنية والحزبية على بعضها، لسحق العراقيين؛ كنوع من عقاب، جراء الانتفاضة، كأن عنق محافظة كاملة يحز؛ كي يبدأ تاريخ جديد من المعارضة الشعبية، ضد نظام الطاغية المقبور صدام حسين.
#القاضي_منير_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟