أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - إجرائية في ظلال أوسلو














المزيد.....

إجرائية في ظلال أوسلو


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4818 - 2015 / 5 / 26 - 13:06
المحور: القضية الفلسطينية
    


إجرائية في ظلال أوسلو

كان الراحل الشهيد ياسر عرفات يريدها دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967، وكان مفهوم الشراكة أو الشريك مع رئيس وزراء إسرائيل الأسبق إسحاق رابين المغتال عام 1995، هو الفكرة الأساسية في تصور الراحل عرفات لحل الدولتين.
كانت هناك فترة انتقالية منذ أوسلو الثانية 1994 إلى 1999، على أمل الوصول إلى مفاوضات تسوية الوضع النهائي، تمهيدا لإقامة الدولة الفلسطينية العتيدة، بموجب اتفاقات سلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
كان عرفات يجازف بأوضاع كلية للشعب الفلسطيني تمس جوانب خطيرة من حياة الفلسطينيين، في البنى النفسية والمعيشية، و حتى على صعيد وحدة النسيج الاجتماعي والسياسي الفلسطيني، في تلك المرحلة الانتقالية.

معروف أن اتفاقيات أوسلو، بما فيها إعلان المبادئ، تطرقت إلى نواحي سياسية وأمنية وحتى اقتصادية، في العلاقة مع إسرائيل، في تطبيقاتها العملية، نجد الهيمنة الإسرائيلية فيها وبشكل خطير جدا.
تم التعويل في تلك الفترة الانتقالية على مسألة الإجرائية اليومية، في تسيير حياة الناس العادية ومحاولة البناء والمراكمة الوطنية، لكن طبائع الأمور بقيت غالبة في سياقية الاحتلال، وشكل الحضور الرسمي الفلسطيني المفرغ من الماهيات الوطنية الحقيقية، خصوصا حين تم تغيير مسار العلاقة الطبيعية مع الاحتلال لصالح أو لأمل الحصول على الحد الأدنى من الحقوق الوطنية الفلسطينية.

ولذلك، فور اتضاح الأمور بعد محاولات عام 2000 للوصول إلى حل نهائي، حاول الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات رد نوع من الحالة الطبيعية الكلية لشعب واقع تحت الاحتلال؛ بالعودة إلى مقاومة الاحتلال الإسرائيلي على أكثر من صعيد، لذلك تم تصفيته سياسيا ومن ثم ماديا عام 2004.

ومنذ تلك الفترة وحتى اليوم، يعيش الشعب الفلسطيني في وهم من الممارسة الإجرائية اليومية دون أفق سياسي حقيقي، ودون برنامج سياسي وطني جامع وإستراتيجية شاملة للتحرك والعمل، وقد قادته هذه الإجرائية اليومية(كل يوم بيومه) إلى حالة من الاستهلاكية والتواكلية وتفريغ الروح الوطنية منه وتكريس الانقسام، حتى بات قطاع غزة في بلد آخر في زمن الحصار وشن الحروب المتتالية عليه.

إن من الطبيعي أن يحيا الناس هذه الإجرائية في ظلال أوسلو، لأنه من الطبيعي أيضا أن يكون الموقف الكلي للفلسطينيين هو مقاومة الاحتلال الاحلالي الإسرائيلي العنصري، حتى تكون الحياة في مستواها الإجرائي مرتبطة برؤية وطنية شاملة في التحرر والعودة وتقرير المصير.

إن الإجرائية في ظلال أوسلو قادت إلى أن يصبح الفلسطينيون الأكثر فقرا في العالم، لان السؤال الماثل أصبح اليوم: هل يستطيع الفلسطيني أن يدخر شيئا لنفسه أو لأهله من أموال فقط لبضع أيام قليلة؟
إن ما بين أيدي الناس اليوم من حاجات أساسية واستهلاكية هي ليست ملكا لهم، بل هي ملك لمنظومة البنوك والمؤسسات القرضية الربوية، هذا بالإضافة إلى التضخم الهائل في الأسعار والرسوم والضرائب .



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلولية الجزئية
- هل هي حتمية الصراعات الدموية في المجتمعات المتخلفة؟
- المصالحة الفلسطينية المتعثرة
- كلية الحق الفلسطيني
- في العام ال67 للتطهير العرقي في فلسطين
- الانتخابات والاحتلال
- الإسلاميون والانتخابات
- الاستهلاكية تحت الاحتلال ستؤدي إلى الانفجار
- إلى متى معاناة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات
- فلسطين في زمن الانكفاء
- لماذا الوحدة الوطنية الفلسطينية ؟
- كامب ديفيد وأوسلو والحرب على الشعب الفلسطيني
- حقيقة المواجهة مع المشروع الصهيوني
- الافراط في التركيز على شكل القانون الدولي
- العدل وحق تقرير المصير
- عن السياسة والدين
- أساس القدرة على التحرر و تقرير المصير
- ماذا نريد من اسرائيل؟
- منطق الإيمان مقابل ما يسمى بالحرب الدينية
- في ضرورة التركيز على بنية الفكر الإنساني في الدين


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - إجرائية في ظلال أوسلو