دينا سليم حنحن
الحوار المتمدن-العدد: 4816 - 2015 / 5 / 24 - 15:36
المحور:
الادب والفن
قصة من الحياة:
داهمهم الشَّك بأن تكون الجدة مريضة بالسّل فخشي زوج ابنتها على نفسه رافضا إيوائها في بيته، وعندما سمعته الجدّة هانت عليها نفسها فقررت أن تفعلها وتتخلص من حياتها، ففعلت، لقد تخلصت من حياتها منتحرة، مما أغاظ حفيدتها التي حفظت هذا الأسى في قلبها طوال عمرها.
كبرت الحفيدة وأصبحت في السبعين من عمرها، داهمها مرض مشابه للمرض الذي أصيبت به جدتها، منعها زوج ابنتها الاقتراب من أطفاله، هانت عليها نفسها وباغتتها ذكرى الماضي الموجع الذي عادها لقسوته.
خرجت من بيت ابنتها إلى الطبيب الذي قام بتحويلها إلى مختبر للأشعة.
أغمضت عينيها داخل الجهاز وتنفست بقلق واضح، ثم حبست أنفاسها كما أرشدها الطبيب أن تفعل بعد أن حقنها بحقنة تساعده على رؤية الجذوع المصابة، وعندما خرجت من بطن الجهاز ذرفت دموعا غالية ساخنة لسعت وجنتيها.
مسح لها الطبيب دموعها وقال لها:
لا سلّ في رئتيكِ ولا مرض خبيث، كل ما في الأمر التهاب رئوي حاد ستشفين منه كليا.
غسلت وجهها ولملمت جراحها، ثم استقلت سيارتها وتاهت في شوارع المدينة الصاخبة، وقبل انتصاف الليل أخذت تبحث عن أول منتجع تجده في طريقها لكي تنزل فيه بعيدا عن زوج ابنتها.
استقرت في المنتجع وواصلت الحياة وحيدة معتمدة على الضمان الاجتماعي.
#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟