أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي الصوراني - رؤية















المزيد.....

رؤية


غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 4823 - 2015 / 5 / 31 - 01:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن أية محاولة لاستنهاض أحزاب وفصائل اليسار العربي، ينبغي أن تبدأ بنقد تجربتها سواء على صعيد النظرية أو الوعي الأيديولوجي ، أو على صعيد ممارستها لدورها طوال المرحلة الماضية، خاصة وأننا نعيش اليوم كقوى ديمقراطية ونهضوية وطنية وقوميةعموما ، وقوى واحزاب وفصائل يسارية خصوصا ، في ظل تزايد اندماج واستتباع النظام العربي الرسمي للنظام الامبريالي ، وما نتج عن ذلك من هزائم طوال العقود السبعة الماضية ، وتزايد تراكمات مظاهر التخلف والاستبداد والاستغلال والقهر في الاوساط الشعبية العربية ، ومن ثم استشراء انتشار حركات الاسلام السياسي بكل تفريعاتها ومسمياتها – بعوامل ذاتية وخارجية مخططة مسبقا - وتفعيل دورها المرسوم في اطار تفعيل ومفاقمة الصراع الطائفي /المذهبي كغطاء للصراع الطبقي الهادف الى استمرار تخلف واحتجاز تطور المجتمعات العربية تحقيقا لأهداف التحالف الامبريالي الصهيوني ، واندفاع تلك الحركات – الاسلاموية المتعددة لكن ذات الأصل او المنشأ الواحد – لتنفيذ مخطط تفكيك بنيان الدولة العربية كما هو حال سوريا والعراق وليبيا واليمن وغيرها من الدول على الجدول الامبريالي/الصهيوني .
وفي هذا المشهد أو المأزق السياسي والمجتمعي العربي ، باتت كل قوى النهوض والتنوير والديمقراطية والثورة وفي المقدمة منها القوى اليسارية العربية ، أمام نتيجة مفزعة تتجلى في هذه الهوة المتزايدة الاتساع بين الجماهير من ناحية وبين أحزاب اليسار العربي وافكارها وبرامجها من ناحية ثانية ، ليس بسبب قصورها وعجزها فحسب ، بل ايضا بسبب قوة قمع واستبداد الانظمة العربية واستشراء خضوعها أو استسلامها أوعمالتها ، الى جانب عمق هيمنة وصلف عنصرية الكيان الصهيوني عبر العلاقة العضوية مع النظام الامبريالي، الأمر الذي يتطلب من قوى اليسار العمل – دون يأس -على مراكمة كل عوامل النهوض الثوري الذاتي كمقدمة تاريخية وراهنة لمجابهة هذا المأزق العميق المتعدد الجوانب .
وهنا تتبدى الحاجة – في كافة فصائل واحزاب اليسار الماركسي العربي - إلى إثارة وتفعيل عملية النقد الذاتي البناء ، الذي يستند إلى الحاجة الموضوعية الضاغطة، لتجديد وإعادة بناء ذواتها: احزابها/فصائلها، عبر ممارستها لعملية التقييم والمراجعة المنهجية العلمية القاسية لكافة برامجها وسياساتها ورؤاها الأيديولوجية وبرامجها للخروج من المأزق الراهن، وصولاً الى التطبيق الخلاق لهذه الأسس على ضوء المتطلبات والضرورات الراهنة والمستقبلية- السياسية والاقتصادية والمجتمعية - في كل بلد عربي على حدة، وفق خصوصية اوضاعه السياسية والمجتمعية ، لكن ارتباطاً بالبعد والاطار القومي الديمقراطي العربي كوحدة مجتمعية واقتصادية وسياسية واحدة، انطلاقاً من الوعي والإحساس بأن مصالح الجماهير الشعبية العربية، وقضايا الصراع الوطني ضد التحالف الصهيوني الامبريالي ، هي في شكلها وجوهرها جزء لا يتجزأ من مفهومن للصراع الطبقي أو المصالح الطبقية ، التي باتت اليوم – اكثر من أي مرحلة سابقة - جزءاً من المصلحة القومية والمشروع الديمقراطي النهضوى التقدمي القومي المعبر عن روح ومصالح الفقراء والجماهير الشعبية.
وبالتالي فأن إنهاء نظم العمالة والرجعية والكومبرادورية والرأسمالية التابعة الرثة الطفيلية في الوطن العربي ، هو جزء من مواجهة المشروع الإمبريالي الصهيوني، وأن تحسين أوضاع الطبقات الشعبية مرتبط بتحقيق التطوّر الاقتصادي التنموي المستقل المعتمد على الذات، و التطوّر المجتمعي الذي يكفل العدالة الاجتماعية. و هما مرتبطان بتحقيق الاستقلال و التوحيد القومي ، وهذا يعني بوضوح شديد ان دحر الكيان الصهيوني العنصري لا يمكن ان يتم الا في سياق دحر الوجود الامبريالي والانظمة التابعة له في الوطن العربي، أي في سياق انتصار الثورات الشعبية الديمقراطية العربية بافاقها الاشتراكية طال الزمن أم قصر .
فالحزب او الفصيل الماركسي لا يجب ان ينطلق في مواقفه من الثقة الذاتية او الروح النضالية فحسب ، بل يجب ان يسبق ذلك الوعي والتحليل العميق لواقع واطراف الصراع التاريخي والراهن في ضوء آلياته الداخلية وتناقضاته وقواه وآفاقه الممكنة بعيدا تماما عن ما يسمى بحرق المراحل قبل استيفاء الشروط الموضوعية والذاتية للعملية الثورية .
فالحقيقة الموضوعية هي أساس الفعل الثوري وأكبر قوة ثورية في حد ذاتها، كما لا يجب ان يخضع –مهما كانت الذرائع والمبررات- للانطلاق في حركته من مواقف براجماتية أو مصلحية لتأمين بعض احتياجاته أو رغبة منه في ارضاء هذه الجهة او تلك، اذ أن هذه المواقف او الممارسات او " التحالفات" هي في حقيقتها نقضا وتراجعا عن رسالة اليسار ورؤاه واهدافه، علاوة على انها تشكل نوعا من التزوير الايديولوجي – بوعي او بدونه – تفرضه دواعي الحاجة ، أو في احسن الاحوال تشكل نوعا من الانفعال العاطفي اللحظي ، او نوعا من الاوهام التي تكرس - عند اول محطة خلافية – مزيدا من عزلة اليسار وانحساره، فالتاريخ لا يرحم ، لانه يفرض حقيقته الموضوعية التي تتفتح لا محالة رغم كل المظاهر البراقة ( السياسية والاعلامية الديماغوجية)للتزوير الايديولوجي والاوهام المثالية.
لذلك ، فان الوعي بهذه الرؤية وتطبيقاتها الواعية ، التدرجية الهادئه ، العميقة ، على وضعنا الفلسطيني في مجابهة مأزقه الراهن ، يفترض الانطلاق من أن أي رؤية استراتيجية واية برامج نضالية فلسطينية يجب ان تنطلق من كون الصراع مع دولة العدو هو صراع عربي – صهيوني بالدرجة الأولى ، وان أي مقاومة فعالة في مجابهة العدو الصهيوني ، لا بد لها أن تفكر وتتصرف عربياً وعالمياً- كما يقول بحق الصديق د.هشام غصيب - أي، عليها أن تمارس الفكر والنضال بوصفها فصيلاً طليعيا من فصائل حركة التحرر القومي الديمقراطي العربية في سياق الثورة الاشتراكية على الصعيد العالم ، وهذا ما ينبغي أن تفعله أيضاً جميع الحركات الثورية التقدمية العربية في طول الوطن العربي وعرضه.
أما التفكير الضيق الانعزالي، فلا يمكن أن يقود إلا إلى التسويات الاستسلامية المذلة، التي يدفع ثمنها غالباً الشعب الفلسطيني وجماهير الأمة العربية. ذلك ان التفكير البراغماتي الضيق يقود إلى إغفال العلاقة العضوية التي تربط الكيان الصهيوني بالإمبريالية الغربية والرجعية العربية، ومن ثم تقود إلى أن يلحق حامل هذا الفكر نفسه الى العودة من جديد الى المربع الأول او الى الفشل والمأزق كما هو حال اليسار اليوم ، ليس في فلسطين فحسب ، بل في كل المجتمعات العربية .
قد يبدو هذا الكلام طوباوياً لكن القضية الفلسطينية - كما يضيف الصديق د.هشام غصيب - قضية جذرية، ومن ثم تستلزم حلولاً جذرية. فإما السعي إلى تحقيق ذلك، وإما الاستمرار في حالة التردي والتدهور إلى ما لا نهاية. علينا أن نتعلم من التاريخ ومن تجاربنا مجابهة الواقع المر مجابهة جريئة ومباشرة وجذرية، وإلا كتبنا على أنفسنا الاندثار الوطني والقومي.
.



#غازي_الصوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضيتنا واوضاعنا الفلسطينية الراهنة هل هي في أزمة أم مأزق ؟
- في الأول من ايار هذا العام وكل عام ...العمال والفلاحين الفقر ...
- في مناسبة يوم العمال ...الطبقة العاملة الفلسطينية ومخاطر توط ...
- لماذا يتكرر فشل احزاب وفصائل اليسار العربي في الإنتخابات الد ...
- فتح وحماس باعتبارهما جزءاً من الإشكالية أو الأزمة الراهنة لا ...
- مقالات ودراسات ومحاضرات...في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجت ...
- قراءة في المكانة والدور لكل من -الطبقة الوسطى- و -البرجوازية ...
- الحكيم وتحديات اللحظة الفلسطينية والعربية الراهنة - 28-3-201 ...
- الثورة الوطنية الديمقراطية.. مفهوم حضوره رهن أداته وجماهيره
- الحكيم وتحديات اللحظة الراهنة
- عن ضرورة التأسيس لكتلة تاريخية للخروج من المأزق الفلسطيني ال ...
- قبسات سياسية وثقافية فيسبوكية - الجزء الثالث
- قبسات سياسية وثقافية فيسبوكية - الجزء الثاني
- قبسات سياسية وثقافية فيسبوكية - الجزء الأول
- الإعمار ... حقائق وأرقام
- الامطار خير وبركة ولكنه وبال على المشردين واصحاب البيوت المد ...
- عملية إعمار قطاع غزة... شرعنة الاحتلال أم إعمار؟
- عن عملية الاعمار واستمرار الحصار ، وعن السكان والقوى العاملة ...
- نظرة تحليلية لواقع التخلف العشائري والنمط شبه الرأسمالي التا ...
- رؤية راهنة ومستقبلية عن رؤية ودور القوى اليسارية الثورية الف ...


المزيد.....




- محكمة روسية تحكم بسجن مواطن أمريكي 15 يوما لهذا السبب
- ضابط أمريكي سابق يسلط الضوء على الخطة الأمريكية الخبيثة ضد ا ...
- روسيا تعلن -الطوارئ- وتعيد قوات لصد التوغل الأوكراني
- نتانياهو ينفي التحدث مع ترامب بشأن مفاوضات غزة
- تكتيكات حماس تحت قيادة السنوار: تفاوض دون تنازل وضغط نحو خطة ...
- حماس تتغيب عن جولة مفاوضات جديدة في الدوحة اليوم، وتشكك في ...
- في المانيا.. مذكرة احتجاج ضد تعديل قانون الأحوال الشخصية في ...
- مصدر: القضاء على 5 من قوات الإنزال الأوكرانية بمقاطعة كورسك ...
- مراسلنا: قتلى وجرحى جراء قصف إسرائيلي جديد لغزة وخان يونس
- وسائل إعلام: نتنياهو ينفي أي مباحثات له مع ترامب حول غزة


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي الصوراني - رؤية