|
مقدمة في علم المقامات .
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 4814 - 2015 / 5 / 22 - 16:13
المحور:
الادب والفن
مقدمة في علم المقامات قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " زينوا القرآن بأصواتكم " و قال أيضا " ليس منا من لم يتغن بالقرآن " و من هذا المنطلق نبدأ رحلة تعلم المقامات بإذن الله و اعلم أخي الكريم ...أنه كما للشمس أطياف و ألوان فللأصوات أطياف و ألوان كذلك ولكن قبل أن نبدأ بهذه الألوان لا بد من التعرف على المصطلحات الآتية : 1.المقام الصوتي : المقام الصوتي هو الطابع الموسيقي الذي يمتاز به صوت معين .. فالديك يعطي مقام الصبا و الأسد يعطي مقام الرست و هكذا .. و سنستخدم في الموقع أمثلة من تلاوات مرتلة لأنها أسهل في الفهم و أبسط من المجود .. و بعد التعمق في المادة سنبين أمثلة من التلاوة المجودة .. 2. السلم الموسيقي : يعني درجات ارتفاع الصوت أو انخفاضه بشكل منسق متدرج منتظم فّإذا ما تم القفز عن درجة ما فإنه ييصبح صوت ناشز .( صوت النزول ) 3. النشاز : يعني الخروج من مقام إلى آخر غير متناسق من المقام الأصلي . وهو غير مريح للأذن المستمعة. 4. القرار : انخفاض في عدد اهتزاز النبرات الصويتة و قد يعني عرفا الجواب الموسيقي. ( و هو يبدو واضحا في بداية القراءة عند القراء ) 5. الجواب :و هو ازدياد نسبي في عدد اهتزاز النبرات الصوتية و قد يعني عرفا السؤال الموسيقي..و قد يعني صوتا يوحي بعدم اكتمال الحدث أو القصص أو الموضوع - مثال حقيقي للقرار والجواب : إن الإمام الناجح في التلاوة يستطيع أن يعطي صوتا موسيقيا يوحي بنهاية التكبيرات أثناء الصلاة باستخدام القرار و الجواب .و الإمام الذي لا يتقيد بهذا الفن كثيرا ما يخلط الأمر على المصلين من خلفه فمنهم من يجلس و منهم من يقوم . و خاصة عند استخدام الجواب في التكبيرة الأخيرة للجلوس.و اعلم أخي المتعلم الكريم أن هناك جامعات تعلم هذه المقامات للمقرئين المتقنين و اعلم أنه لا يمكن للمقرئ أن يقرأ إلا بهذه المقامات ..و منهم من يتقن هذه المقامات و منهم غير ذلك .. فمثلا ...منهم من يقرأ بمقام الرست ومنهم من يقرأ على مقام نهاوند و هكذا..و عبدالباسط ينوع قرائته بعدة مقامات وأخرين ...على سبيل المثال لا الحصر الحافظ خليل اسماعيل والذي يعتبر عميد القراء العراقيون . في كتاب الشيخ عبدالعزيز قاري سنن القراء ومناهج المجودين فصل كامل عن القراءة بالالحنان ومما قاله ( ان تحسين الصوت بالقران على وجه الاجمال لا نزاع فيه بين العلماء لكن الاختلاف بينهم في القدر الزائد على ذلك وهو الاستعانه بالالحان وقانونها في تحسين الصوت والتغني بالقران ، فذهب الى اباحة ذلك ابو حنيفة واصحابه والشافعي واصحابه بل قال الفوراني من الشافعيه يستحب وممن ذهب الى الاباحه ابن المبارك والنضر بن شميل وعطاء قال محمد بن نصر قال ابن جريج قلت لعطاء القراءة على الغناء ؟ قال وما بأس بذلك ؟ وذهب الى الكراهه مالك واحمد في رواية وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير والقاسم بن محمد والحسن البصري وابن سيرين والنخعي وهو مروي عن انس بن مالك رضي الله عنه ..................... ونقل عبد الوهاب المالكي التحريم عن مالك وحكاه ابو الطيب الطبري والماوردي وابن حمدان الحنبلي عن جماعة من اهل العلم والذي نختاره بعد دراسة النصوص واقوال السلف ان الاستعانه بالالحان وقانونها لتحسن الصوت بالقران لا باس به بشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــرروط اربعه 1 الا يطغى ذلك على صحة الاداء ولا على سلامة احكام التجويد ...... 2 الا يتعارض التلحين والتنغيم مع وقار القران وجلاله ومع الخشوع والادب معه ................... 3 ان يميل عند القراءة الى التحزين فانه اللحن المناسب لمقام القران . 4 ان ياخذ من الالحان ويستعين بها على قدر حاجته الى تحسين صوته . سنن القراء ومناهج المجودين ص 95 وما بعدها . وأزيدك شرطا تلقيناه عن مشايخنا، وإن كان متضمنا في الشروط التي ذكرتها، ألا وهو حرمة القراءة على لحن أغنية بحيث يميّزه السامع . خلاصة ما ذكره أهل العلم ...أن تعلم المقامات واستعمالها في تلاوة القرآن الكريم إن كان مصحوبا بالمعازف وآلات اللهو فهو محرم بلا ريب . وأما إن كان غير مصحوب بالمعازف فالمذاهب فيه أربعة : استحباب وإباحة وكراهة وتحريم . أن قراءة القرآن بالألحان مكروهة ، وينبغي للمسلم أن يجتنبها وأن يكتفي بتحسين الصوت ومراعاة أحكام التجويد بلا تكلف ، وأقل مساوئ القراءة بالألحان أنها تذهب الخشوع . رأيت من المناسب نقل ما ذكره ابن القيم كما ورد : في هديه صلى الله عليه وسلم في قراءة القرآن، واستماعه، وخشوعه، وبكائه عند قراءته، واستماعه وتحسين صوته به وتوابع ذلك.. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الأذان سَهْلِّ سمح.، فإن كان أَذَانُكَ سَهْلا سَمْحاً، وإلاَّ فَلا تُؤذِّن)) رواه الدارقطني وروى عبد الغني بن سعيد الحافظ من حديث قتادة، عن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن أبيه، قال: كانت قراءةُ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم المدَّ، ليس فيها ترجيع. قالوا: والترجيع والتطريب يتضمن همزَ ما ليس بمهموز، ومدَّ ما ليس بممدود، وترجيعَ الألف الواحد ألفات، والواوَ واوات، والياء ياءاتٍ، فيؤدِّي ذلك إلى زيادة في القران، وذلك غير جائز، كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب، ويحسِّنون أصواتَهم بالقرآن، ويقرؤونه بِشجىً تارة، وبِطَربِ تارة، وبِشوْق تارة، وهذا أمر مركوز في الطباع تقاضيه، وأخبر عن استماع اللّه لمن قرأ به، وقال: ((لَيْسَ مِنَّا مَن لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقرآنِ)) وفيه وجهان: أحدهما: أنه إخبار بالواقع الذي كلُّنا نفعله، والثاني: أنه نفي لهدي من لم يفعله عن هديه وطريقته صلى الله عليه وسلم. قال ابن خلدون - رحمه الله ( وقد أنكر مالك رحمه الله تعالى القراءة بالتلحين وأجازها الشافعي رضي الله تعالى عنه. وليس المراد تلحين الموسيقى الصناعي فإنه لا ينبغي أن يختلف في حظره إذ صناعة الغناء مباينة للقرآن بكل وجه لأن القراءة والأداء تحتاج إلى مقدار من الصوت لتعيين أداء الحروف من حيث إتباع الحركات في مواضعها ومقدار المد عند من يطلقة أو يقصره وأمثال ذلك. والتلحين أيضاً يتعين له مقدار من الصوت لا يتم إلا به من أجل التناسب الذي قلناه في حقيقة التلحين. فاعتبار أحدهما قد يخل بالأخر إذا تعارضا. وتقديم التلاوة متعين فراراً من تغيير الرواية المنقولة في القرآن فلا يمكن اجتماع التلحين والأداء المعتبر في القرآن بوجه. وإنما المراد عن اختلافهم التلحين البسيط الذي يهتدي إليه صاحب المضمار بطبعه كما قدمناه فيردد أصواته ترديداً على نسب يدركها العالم بالغناء وغيره ولا ينبغبي ذلك بوجه كما قاله مالك. هذا هو محل الخلاف. والظاهر تنزية القرآن عن هذا كله كما ذهب إليه الإمام رحمه الله تعالى لأن القرآن هو محل خشوع بذكر الموت وما بعده وليس مقام التذاذ بإدراك الحسن من الأصوات. وهكذا كانت قراءة الصحابة رضي الله عنهم كما في أخبارهم. وأما قوله صلى الله عليه وسلم: " لقد أوتي مزماراً من مزامير آل داود فليس المراد به الترديد والتلحين إنما معناه حسن الصوت وأداء القراءة والإبانة في مخارج الحروف والنطق بها) . المصدر : ملتقى أهل الحديث > منتدى القرآن الكريم وعلومه > ما هو حكم علم المقامات لقراءة القرآن الكريم ؟ . صادق محمد عبد الكريم الدبش . 22/5/2015 أخترنا لكم تلاوة معطرة لسورة يوسف كاملة ، بصوت القارئ المرحوم الحافظ خليل أسماعيل ، وبأداء بديع حيث يأدي التلاوة لهذه السورة بعدة مقامات ، والتي أختارها بعناية ، وبأداء وأقتدار بديعين ، ولنستمع الى سورة يوسف من خلال الرابط أدناه ، ارجوا أن ينال اعحابكم : https://www.youtube.com/watch?v=zIPuglJfSvs
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف نبعده عن مسيرتنا ؟ ..من يحكمنا بأسم الله !
-
المشهد العراقي الى اين ؟
-
سألني صديقي ...متى نرى المستقبل السعيد ؟
-
الفاشية ...امتداداتها وفلسفتها .
-
الفاشية والنازية ...والفاشية الجديدة ؟
-
متى يستفيق نظامنا السياسي من سباته العميق ؟
-
حلم مؤجل....ذهب مع الريح ؟
-
حلم مؤجل ...ذهب مع الريح ؟
-
اغاثة بهرز وبساتينها يصب في مصلحة السلم الأهلي .
-
ليس تعقيبا ولا تعليقا على ما نشر
-
قول على قول
-
حدثتها متأخرا وقبل الرحيل ؟!
-
لماذا الضحك ؟...كحالة تمييز الأنسان .
-
ماذا قدم هؤلاء لشعبنا ؟
-
تعليق على تساؤل ...
-
المشهد العراقي وتداعياته والسبيل لحلحلة عقده .
-
رحيل الفنان المبدع خليل شوقي في بلد الأغتراب
-
لذكراك نشعل الشموع
-
سلام لهدات السلام ...ورمز الرجولة والفداء
-
السفر الخالد للشيوعيين العراقيين وحزبهم المجيد
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|