دعد دريد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 4814 - 2015 / 5 / 22 - 03:19
المحور:
الادب والفن
الحياة هي مسرحية من فصول ومشاهد
والبشر هم الممثلون على منصة المسرح كل ودوره وإتقانه
الكهل الجالس على أريكة مهترئة مثله بسيكارة نصف مطفأة في زاوية فمه يجتر الذكريات
الرجل القابع في السجن معلقاً ينتظر هراوة جلاده، يفكر كم يستطع الصمود بعد، وهو لايعلم إن الرفاق قد أعترفوا قبل أن يولدوا
الصحفية النشيطة ذات المبادئ والأحلام، والتي شعرت لتوها إن محرر الجريدة أعطاها المنصب لمفاتن جسدها وليس لكفائتها
الطفل الذي لايعلم عن أهله شيئا، فقد رموه في قمامة تأبى حتى الجرذان أن تأكل منها، وقد وجده رجلٌ ليربيه حتى عمر الثالثة عشر، لتهدده زوجته، بأن يرميه لأن فماً جائعاً آخراً لاتحتمل العائلة
الفتاة الطموحة التي سافرت للدراسة، وخُيرت من سفارة بلدها مابين كتابة تقارير تجسسية على زملائها أو إغلاق ملفها، فرفضت وعانت الأمرين وأصبحت لاجئة
الأم التي باعت كل مصوغاتها ليستطيع إبنها وعائلته الهروب من جحيم الحرب، ليغرق المركب ومعه إبنها وزوجته الحامل، ولن تستطيع الأم حتى زيارة قبره
الأب الذي أصيب بلوثة عقلية بعد نكبات وإنسحاقات، وأصبح يحلم بعالم مثالي لايحتاج به البشر للمال والكل سعيد، وهو لايملك حتى ملابس داخلية غير مثقوبة
الكلب الذي كان يعطف عليه الجيران فيطعموه بعظمة هنا وهناك، أتت الحرب فغدا لايفهم لماذا هذا الضجيج ولماذا لاينام الناس، ولماذا لايرمون له عظمة حتى وإن هز ذيله لهم
لماذا إذن نأخذ هذه الحياة بمحمل الجدية؟
ألأننا ننتظر التصفيق وعبارات الإعجاب والإستحسان؟
إذن لنمثل أدوارنا جيداً، فالمسرحية إن طالت أو قصرت سينزل الستار المخملي الأحمر، وسنُذكر الى أبعد مدى في نقد مقال جريدة في يد الكهل القابع في زاويته
#دعد_دريد_ثابت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟