محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4812 - 2015 / 5 / 20 - 12:23
المحور:
الادب والفن
الرجل يمشي في شوارع المدينة متمهلاً،
تأخذه الخريطة التي يحدق في خطوطها المتعرجة إلى أماكن شتى، تأخذه أحياناً إلى لحظات من الحب، تأخذه إلى العزلة والأسى في غالب الأحيان.
المرأة تمشي في شوارع المدينة،
تأخذها الخريطة إلى أماكن محددة، المرأة تشعر أن كل خطوة من خطواتها ينبغي أن تكون محسوبة بدقة متناهية، كي لا تعرض نفسها لاحتمالات مربكة.
المطر يهطل فوق المدينة، يغرق الشوارع والساحات، الرجل يلقي بالخريطة في عمق الماء، الخريطة تطفو فوق الماء، وتمضي مبتعدة.
والمرأة، في لحظة حنق، تلقي بالخريطة في عمق الماء، تستسلم للخريطة التي في داخلها، والرجل يستسلم للخريطة التي في داخله.
بعد خمس دقائق يلتقيان،
الرجل يستقبل المرأة بابتسامة متلهفة كأنه ينتظرها منذ أعوام، والمرأة تفعل الشيء نفسه كأنها تنتظره منذ أعوام.
الرجل يتقدم خطوة أخرى نحو المرأة، غير أن خريطة مترامية الأطراف، تهبط من مكان ما، تسد الفراغ الضيق بينهما، ولا يعود أحدهما قادراً على رؤية الآخر، أو مجرد الوصول إلى أطراف أصابعه.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟