أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عيسى مسعود بغني - أبولهب وحمالة الحطب














المزيد.....

أبولهب وحمالة الحطب


عيسى مسعود بغني
(Issa Baghni)


الحوار المتمدن-العدد: 4811 - 2015 / 5 / 19 - 22:14
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


عام على معركة الكرامة، عام من القتل والتهجير، ألاف من الشهداء ومن المغدور بهم من المغفلين، عام من الفساد المالي وإفساد الدمم، عام من الحصار على الكثير من المدن ونقص المؤن والوقود، عام من التدخل الأجنبي العربي وقصف مقدرات الشعب الليبي بمباركة رجال السلطة الليبية ، بل وإستجداء منها لقصف أبناء الوطن، فأين الخلل؟؟ إن إسترجاع شريط الأحداث يؤكد مدى ضحالة فكر رجال السياسة الليبية وتدني الوعي السياسي عند الكثير من النشطاء الوطنيين والإعلاميين، ولا ننسى تربص الكثير من النفعيين. هؤلاء النشطاء السياسيين والإعلاميين وقعوا فريسة لمخططات الحكومات العربية المضادة للإنتفاضات الشعبية، فكان دورهم شيطنة الثوار ونعتهم بالخوارج المارقين الإرهابيين، وخلط أوراق الدين بالسياسة والإرهاب، يتجلى ذلك في جمعة إنقاذ بنغازي، ثم لا للتمديد في طرابلس، وآخرها لجنة فبراير. نتيجة هذا الحراك المبرمج نجح الفيدراليون ورجال العهد السابق في إنتخابات مجلس النواب، وتزعمت هذه المجموعة المجلس التشريعي وأنغمست في الحكومة بقوة. لم يخلد إلى فكر الفيدراليين أهمية التوافق في المرحلة الإنتقالية، فكان رفضهم التسليم والإستلام من المؤتمر، وكانت الخطيئة الكبري تهريب مجلس النواب إلى طبرق ليكون تحت سنابك قادة الكرامة.
بلا شك كانت الحركة الفيدرالية وقادة الكرامة في الشرق الليبي زواج بين حمالة الحطب وابولهب، فالفيدراليون يراهنون من أول وهلة على الحل العسكري بقيادة حفتر للتحكم في زمام الأمور، ومنها جر الدولة الليبية ولجنة 58 إلى قبول النهج الفيدرالي، بالمقابل يستمد حفتر شرعيته وإستمراره في القتل والتهجير، وإنفكاكه من ملاحقة العدالة على مجلس النواب بقيادة المجموعة الفيدرالية، أما غير الفيدراللين، فإن منافعهم الشخصية وأشهر النقاهة الطويلة في شرم الشيخ وسوسة التونسية وأغادير وإسطنبول تحول دون معارضتهم أو هجرهم لمجلس النواب.
الحركة الفيدرالية في الشرق الليبي جديرة بالإهتمام، لما لها من مآخذ، نتج في معظمها من التكوينة الجهوية والقبلية المقيتة وعدم تطور وعي نشطائهم إلى أساليب حديثة من مفهوم المواطنة، فهي بنيت على فكرة تعظيم المكاسب الجهوية (والتي مفادها ظاهريا أن تواجد النفط في الشرق الليبي أكبر من غربه، وهو مناقض للحقيقة)، ثم أن الإستقواء بالخارج لم يحدث حتى للفيدراليات القائمة، فلم تستغيث يوما مقاطعة كويبيك الكندية بفرنسا، في حين أن أصحاب المكونات الثقافية مثل الأمازيغ والطوارق لم يطالب أحداً منهم بالفيدرالية. لقد أوجد مشروع الكرامة الدراع العسكري للفيدراليين وضعاً مشيناً، فلقد إستطاع الفيدراليون الزج بأبناء قبيلة العواقير في تصفية عرقية في بنغازي، ومن إضرام النار بين التبو والطوارق في أوباري، وتسليح الزنتان لتكون قاعدة عسكرية لمهاجمة مدن الساحل في المنطقة الغربية، كما ساندوا جضران على قفل الحقول النفطية بخسارة تقدر ب 40 مليار دولار. هذا غير قصف المدن والمطارات والمزارع وحتى مخازن السلع التموينية.
بعد سنة من القتل والتهجير فقد الفيدراليون الأمل في قوات حفتر لتحرير أي جزء من ليبيا، وتوقف مفاوضات الصخيرات بعد تعنت المجلس بعدم القيام بالمفاوضات المباشرة مع أعضاء المؤتمر، وأُ’زكمت أنوف الليبيين من فساد حكومة المجلس، فلم يعد هناك سوى الإدعان إلى صوت الشعب بالدخول إلى إنتخابات جديدة في أكتوبر القادم، وهو موعد إنتهاء فترة مجلس النواب.
قد يكون تصرف ليون بإعطاء كل الصلاحيات لمجلس النواب في مسودة الإتفاق خطوة جيدة لرفض هذا المسار الذي يقوم بتمديد نقاهة أعضاء مجلس النواب لسنتين، وإضافة 150 عضو آخر من المؤتمر الوطني في مجلس الرئاسة، في زمن لا يوجد فيه دستور ولا مؤسسات وهو إهدار للمال العام بلا مبرر له.أما إنتخاب رئيس الدولة من مجلس النواب الذي لم يستطيع الحصول على النصاب القانوني لحضور أعضاءه لزمن طويل، فهو ضرب من الخيال.
ستنتهي شخوص الفيدرالية قريباً بسبب خسارة الرهان والفشل الدريع، ولكن قد لا تنتهي الحركة الفيدرالية في المنظور القريب بسبب المنظومة القبلية المتجذرة بالمنطقة، والتي تحتاج إلى جهود كبيرة للإنتقال إلى عالم الحداثة بمفاهيمه الرائدة، مثل المواطنة، والعدالة والمساواة.



#عيسى_مسعود_بغني (هاشتاغ)       Issa__Baghni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاهد على الجيش الليبي
- حوار صنوان الشرعية
- نهم النواب وفساد الرعية
- صناعة الدواعش
- تخريجات الإعلام المضاد
- الجامعة العربية دمية للحكومات المصرية
- غياب النخبة: نكسة لمفاهيم الحداثة
- ترنح الحوار الليبي
- الإرهاب أم الطاغوت


المزيد.....




- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عيسى مسعود بغني - أبولهب وحمالة الحطب