أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حسين علي غالب - البطالة..إحصائيات مغلوطة و سياسات عاجزة














المزيد.....

البطالة..إحصائيات مغلوطة و سياسات عاجزة


حسين علي غالب

الحوار المتمدن-العدد: 1335 - 2005 / 10 / 2 - 08:45
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


البطالة..إحصائيات مغلوطة و سياسات عاجزة
تكاد البطالة تتصدر قائمة المشاكل الحالية و حتى المستقبلية التي تواجه
وطننا الحبيب و ترشح التقديرات هذه المشكلة لتكون تحديا رئيسيا خلال
العقود القادمة و بما يهدد الاستقرار السياسي و الاجتماعي بصورة جدية و كذلك
أن التزايد السكاني و ارتفاع معدلات الإنجاب يؤدي إلى أن يصبح
الهرم السكاني - فتيا- و هذا يعني ارتفاع نسبة من هم في
سن الشباب داخل المجتمع و هم الشريحة التي بحاجة إلى فرص
العمل غير أن هذه الصورة السكانية ليست هي المسؤولية عن
انتشار البطالة في وطننا الغالي و لكن عجز السياسات الاقتصادية عن
استيعاب الواقع السكاني و توليد فرص العمل بصورة دائمة هي مكمن
الخلل و السبب الرئيسي لهذا المشكلة و تعاني الإحصائيات المحلية التي تمت
بشأن هذه المسألة من خلل و قصور واضحين و ذلك بسبب البطالة
المقنعة التي تسود قطاعات العمل و التي تؤدي إلى أن يوضع
الفرد في خانة العاملين مع أنه يقوم بعمل صوري أو
جزئي أو هامشي في أغلب الأحيان و ليست له مساهمة حقيقية
في العملية الإنتاجية و بينما تقدر البيانات الرسمية العراقية نسبة العاطلين
عن العمل إلى أكثر من نصف شعبنا فأن بعض الإحصائيين
يضع رقم مختلفا يزيد بكثير عن نصف شعبنا و قد يصل
إلى أكثر من سبعين بالمائة ولا شك أن ذلك يعود إلى
الوضع الذي يمر به وطننا و شعبنا بالدرجة الأولى غير أنه
لا يعفي الحكومة العراقية من مسئوليتها إذ أن الفشل المتراكم لخطط
التنمية و إدارة الاقتصاد قد افرز هذا الواقع المرير إن البطالة
المقنعة تؤدي إلى تشويه هيكل العمالة و إلى إعطاء صورة مضللة
للغاية عن الواقع القائم كما أنها تؤدي من جهة أخرى
إلى إرباك الأداء الاقتصادي و إلى تعثره أنها لا تظهر إلا في
الدول المتخلفة و ذات نمط الإنتاج البدائي و نأتي الآن للحلول لهذه
المشكلة فعندما تتحدث الأدبيات الاقتصادية المختلفة عن البطالة فأنها تركز
على مدخلين لا ثالث لهما لعلاجها الأول هو ضبط النمو السكاني و
الثاني إصلاح نظم التعليم و ربط الاختصاصات بحاجة المجتمع و في الواقع
فأن كلا المدخلين لا يعتبر حلا جذريا فلماذا لا يكون النمو السكاني
مشكلة في الولايات المتحدة أو اليابان إذن فالعملية مرتبطة بمدى
النجاح أو الفشل الاقتصادي و ليست مرتبطة بحجم السكان أما بالنسبة
لإصلاح نظم التعليم فهو هدف مطلوب و ملح بكل تأكيد و لكنه لا
يؤدي إلى حل مشكلة البطالة ذلك أن الجميع في مجتمعاتنا
يعاني من أثار هذه المشكلة ابتداء بالحرفي البسيط و انتهاء بحامل
درجة الدكتوراه و في الواقع فأنه يجب النظر إلى المسألة و التعامل
معها بمنظار شمولي و الاعتراف بأنها مرتبطة بكفاءة الأداء الاقتصادي و أسلوب
التنمية أننا نرى في مختلف دول العالم اهتماما خاصا بمسألة
البطالة فهذه الدول ذات الاقتصاديات الديناميكية و التي تتمتع بالثراء لن
يعجزها أن تجد الوظائف للعاطلين فيها و لكنها تدرك أن ابتكار
الوظائف بدون إنتاجية حقيقية لأصحابها يشوه هيكل الإنتاج و يضلل المخطط
الاقتصادي من جهة أخرى و لذلك فأنهم يفضلون أن يواجهوا المشكلة
بصراحة و أن يقيسوا نجاح و كفاءة اقتصادياتهم بدقة و وضوح من خلال
مراقبة أعداد السكان و معرفة قدرة النظام الاقتصادي على توليد فرص
العمل أن عدد السكان في العراق يتزايد و لكن بمعدل بطيء
و الأسباب معروفة و النسبة الأكبر من السكان سيقعون ضمن الشرائح العمرية
الشبابية الباحثة عن العمل و بالطبع فأن هذا يلقي عبئا كبيرا
على موارد البلد و يضع أي سلطة عراقية أمام مسؤولياتها في
توفير فرص العمل لهذه الملايين العديدة التي ستلحق بسوق العمل
خلال السنوات القليلة القادمة أن هذه الملايين يمكن أن تتحول
إلى طاقة إنتاجية عالية تساهم في ازدهار و تنمية البلد كما
أنها يمكن أن تصبح ألغاما متفجرة تطيح باستقراره السياسي و الاجتماعي
أن الأمر يقتضي مراجعة جدية و صريحة لأسباب الفشل و التعثر في
مشاريع التنمية السابقة كما يقتضي تغييرا جذريا في التوجهات الاقتصادية
التي حددت مسار الاقتصاد الوطني أن التقنية العالية و التوسع في
استخدامها و استثمار الموارد الوطنية بكفاءة و منهجية قد تشكل مداخلا أولية
مناسبة لمواجهة هذا التحدي الكبير



#حسين_علي_غالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البندقية - قصة قصيرة
- علبة سجائر - قصة قصيرة
- لا تضيعوا جهدكم و وقتكم مع البعثيين
- الحدود ليست معبرا لدخول الإرهابيين فقط
- الجهات العراقية و معادلة التغيير
- التهديد أسلوب الضعفاء
- أهم شيء لمعالجة المشكلة هو الاعتراف بها
- المرض الخبيث - قصة قصيرة
- القضاء على الإرهاب في العراق مسألة دولية
- الدستور ليس كتابا سماويا
- أفكار يجب أن تمحى
- الخصخصة حل متواضع لسوء الخدمات
- ما هو الوجه الاقتصادي للعراق
- لماذا لا نتعلم من أخطاءنا
- أمرين لا ثالث لهما هما سبب كل مصائبنا
- الطريق إلى الثورة الرقمية
- من قال أن العراق تحرر فهو خاطئ
- الفيدرالية و ارتباطها بالخدمات و إعادة الاعمار
- رفض الإرهاب يجب أن يكون رفض شمولي
- كل العراقيين هم من الشريحة العمالية


المزيد.....




- “لحظة بلحظة الآن”.. انخفاض سعر الذهب اليوم في مصر الجمعة 22 ...
- -البتكوين- تسجل رقما قياسيا جديدا
- بمواصفات منافسة.. Oppo تطلق حاسبها الجديد
- كم سعره اليوم؟.. أسعار عيارات الذهب اليوم في العراق الجمعة 2 ...
- بعد اجتماع البنك المركزي بتثبيت سعر الفائدة .. سعر الدولار ا ...
- بسعر المصنعية .. سعر الذهب اليوم بتاريخ 22 من نوفمبر 2024 “ت ...
- بعد اجتماع البنك المركزي بتثبيت سعر الفائدة .. سعر الدولار ا ...
- بسعر المصنعية .. سعر الذهب اليوم بتاريخ 22 من نوفمبر 2024 “ت ...
- سؤال يؤرق واشنطن.. صنع في المكسيك أم الصين؟
- -كورونا وميسي-.. ليفاندوفسكي حرم من الكرة الذهبية في مناسبتي ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حسين علي غالب - البطالة..إحصائيات مغلوطة و سياسات عاجزة