|
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -17-
علي دريوسي
الحوار المتمدن-العدد: 4811 - 2015 / 5 / 19 - 13:36
المحور:
الادب والفن
عندما قرروا الحالة الزمكانية للنهاية الجسدية لحياة الأُستاذ المفكر مهدي عامل في 18.05.1987 في أحد شوارع بيروت .. كنت لا أزال مراهقاً في صف الباكالوريا .. كنت جالساً في ذاك المساء الربيعي على مؤخرتي الرياضية في منزل السيد كمال .. ومنشغلاً حتى التعب بحل بعض مسائل الجبر .. قبل ذاك اليوم لم أسمع باسم المهدي .. وعندما تم الإعلان في الراديو عن نهايتة الجسدية .. ضرب مضيفي المحترم كفاً بكف وأصيب بالإكتئاب الفوري وانتابته موجة حزن لم أراها في تقاسيم وجهه من قبل .. نهض من قعدته تناول حبة "وجع رأس" .. ثم بكى .. بعدها سألته: ما الأمر؟ هل مهدي أحد رفاقك الشيوعيين القياديين؟ .. نظر إليّ بوجه "غوار الطوشة" .. لقد خسرنا أهم شخصين في الوطن العربي .. الأول كان حسين مروة والثاني مهدي عامل .. وحكى لي باختصار عن الأهمية الفكرية لل"مهدي عامل" ودوره في تطوير الماركسية العربية .. في العام نفسه اعتقلت أجهزة المخابرات كل الشعب السوري.
***** ***** ***** *****
الثَّقافة مقاومة .. فإذا ساوت بين القاتل والقتيل .. انهزمت في عدميتها .. فانتصر القاتل وكانت في صمتها شريكته. "مهدي عامل"
***** ***** ***** *****
وإذا ابتسمت "منتورتي" أَصِير لَها في اللَّيْلِ نهاراً وشُموساً وفي النَّهارِ لّيلاً ونُجُوماً
***** ***** ***** *****
التقدم هو خطوة إلى الأمام وخطوتان إلى الوراء .. أما التخلف فهو خطوتان إلى الوراء وخطوة إلى الأمام.
***** ***** ***** *****
إِنّه زَمَن تَسْطِيح الكُرَةِ الشَّمْسِيَّةِ .. وتَرْبِيعُ القَمَرِ والدَوَائِرِ .. إِنّها مَأْسَاة التَسَطُّح السوري .. تَسَطَّحَتِ الأَرْضُ وَاِنْسَطَحَ الشعبُ.
***** ***** ***** *****
إذا الأفكار/الخواطر اِجْتَاحَتكَ .. وأنتَ في الغَابَةِ تركضُ .. ماذا تفعل؟ .. مَنْ سَيُسجِّلُها لكَ؟ .. لا أحد! .. ستعاود الأفكار حينها الانْعِتاقَ مِنَ السَّجَّانِ .. رأْسُك .. سَتَخُونّكَ الذَّاكرةُ قَصِيرةَ الأَمَدِ .. سّعتها الشائعة لا تَتَعَدَّى7±2 مفردات كما تعلم .. وإذْ أَنْصَحُكَ باِقْتِناء مُسَجِّلاً صغيراً .. فأنا لا أمزح .. تُعَلِّقَهُ في الرَّقَبَةِ .. وتصير الرَكَّاض الحَكَّاء.
***** ***** ***** *****
ذاكِرَةُ القَلَمِ لا تَموتُ .. ومَا يَكْتُبُهُ القَلَمُ لا يَموتُ .. هُوَ اللِّسَانُ الثاني بعد اِنْتِهاء حَياة الْمَرْءِ ..
***** ***** ***** *****
يُحكى أنّ الشاعر زهير غانم من قرية بسنادا دُعِيَ ذات يوم إلى مهرجان تحت إدارة مؤسسة رسمية في دمشق للمشاركة بقصيدة شعر .. وحال التعريف به ووقوفه أمامهم نظر إلى وجوه الصف الأول .. وقال لهم في بداية القصيدة: "سأخلع وجهي لأبصق في وجوهكم يا سادة الصف الأول".
***** ***** ***** *****
بعيداً عمّا يحدث .. ثَمّة أسئلة جديرة بإمعان النظر .. ما هي علاقة الفقر بالحذاء؟ .. ما هي علاقة الحذاء بالثقافة/بالسياسة؟ .. ما هي علاقة الحذاء بالوطن؟ هل هي جدلية "الفقر الثقافي/السياسي في الوطن حذاء"
***** ***** ***** *****
الثَّقافةُ هي اِخْتِصَاصٌ وعمل دَؤُوب وحصيلة تَّجارب .. للثَّقافةِ أشكالها وأنواعها وفروعها ومنابِتها وطبقاتها .. الاخْتِصَاصُ فِي الثَّقافة كما في العِلْمِ ضَرُورِيٌّ .. منها السطحي والمؤقت والمزيف والمخادع المرائي .. ومنها العميق والدائم والأصلي والصادق ..
***** ***** ***** ***** لم استخدم في الماضي ولا اليوم وسأحاول ألّا استخدم في المستقبل أيضاً تلك الكلمة/التسمية .. التافهة/القميئة/الرخيصة/المُشَّوهة/المُشِّوهة .. رباعية الأحرف .. لأنني لا أريد لها مزيداً من الانتشار الشعبي أو أن تصبح جزيئاً من الذاكرة الجمعية .. لذا غالباً ما استبدلها بوصف أكثر تعرية .. ألا وهو الإرهاب السلفي/الفاشي ..
***** ***** ***** *****
بعيداً عما يحدث: من المقالات المهمة التي كُتِبَت قبل أكثر من عشرة سنوات هي: "ثقافة الخوف" للدكتور عبد الرزاق عيد "نعوات سورية" للسيد ميشيل كيلو
***** ***** ***** *****
"يا أمة الإسلام .. الموت أهون .. ولا التعريص مع دولة هذه الأيام" .. هذا ما كتبه المؤرخ الشعبي الدمشقي الشيخ أحمد البُدَيْري الحلاّق في مذكراته عن "حوادث دمشق اليومية" بين عام 1741 حتى 1762 ميلادي .. على لسان أحد الأشخاص ضمن سياق إحدى الحكايات اليومية عن الدعارة .. وهي الجملة نفسها التي يقولها فاروق أستاذ الرياضيات في مسرحية "يوم من زماننا" للأستاذ سعد الله ونوس.
***** ***** ***** *****
النُّونُ هو الحرفُ الخامسُ والعشرون من حروف الهجاء .. والأسلوب الذي يكتب به النُّونان المُفْلِسان "ن. ن." أس 2 "رياضيات" .. هو أسلوب تشوبه القذارة والعنف والحقد .. لكن من يتجرأ على الهبوط إليهما؟ .. أنا لا أتجرأ لأني أخشى مغبَّة لسانهما السيِّئ الصيّت ..
***** ***** ***** *****
#علي_دريوسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -16-
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -15-
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -14-
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -14-
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -13-
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -12-
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -11-
-
حكاية أبو العُلى -3-
-
حكاية أبو العُلى -2-
-
حكاية أبو العُلى -1-
-
كومبارس في مقهى ألماني
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -10-
-
النَّقْصُصَّافِي في ألمانيا
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -9-
-
مقاهي دير الزور .. مشروع لم يكتمل بعد
-
في الطريق من فرايبورغ إلى لندن
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -8-
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -7-
-
دلعونا إمرأة من بسنادا
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -6-
المزيد.....
-
مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
-
اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار
...
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|