السلطة الرابعة..!!!

خالد قمبر

الحوار المتمدن-العدد: 1335 - 2005 / 10 / 2 - 10:45
المحور: الصحافة والاعلام
    

هل تحب العمل الصحفي ..؟؟!! هل أنت مستعد لكل التضحيات في سبيل تحقيق أهداف الصحافة السامية ..؟؟!! ماذا تعرف عن الصحافة الصفراء ..؟؟ هل أنت يساري .. ام يميني .. أو أوسطي ..؟؟ هل ا أنت شيوعي أم رأسمالي ..؟؟!! هل أنت متطرف .؟؟!! هل أنت … جمهوري .. اشتراكي ..؟؟ هل أنت منفتح ..أم متقوقع ..؟؟ ماذا تعرف عن القيم و المبادئ ..؟؟ هل تؤمن بان الإنسان موقف ..؟؟ سؤال يجر وراءه سؤال .. ومن ثم تحقيق و استجواب .. ومن ثم محاكمة ..!! لماذا تريد أن تكتب ..؟؟!! و لمن تكتب و عن ماذا تكتب ..؟؟ و لماذا ..؟؟ ببساطة اكتب لكوني مجرد عاشق للكتابة ..!!! و جميع العشاق .. مجانين ..!!
فـــي جريدة مــا ..أوراقها صفراء .. في مكتب فاخر .. أثاث و سجاد وستائر .. ثريات وهواتف … سلكية و لاسلكية و زهور بلاستيكية .. و من وراء المكتب الفاخر جلس مدير التحرير ..وبعد أن نفث دخان سيجاره الكوبي الفاخر ..
قال : لماذا تريد أن تكتب ..؟؟
قلت : أحب الكتابة ..
قال : و لماذا تحب الكتابة ..؟؟
قلت : الكتابة روح و وجدان الإنسان .. الذي يعشق الكتابة ..مرآة للأحاسيس و المشاعر .. من خلالها تستطيع أن تبين الصورة للحقيقة المكتوبة .. حروف و كلمات للمشاعر و الهموم ..
قال : هل لديك هموم ..؟؟!!
قلت : و هل هناك من يخلو من الهموم ..؟؟!!!
قال : إن جريدتنا ..لا تنشر الهموم ببساطة لا توجد هموم ..فالمقالات التي نقوم بنشرها جميعها مفرحة تملئ كلماتها البهجة .. لكون مجتمعاتنا تخلو من المشاكل و الهموم ..!!
قلت : لا اصدق أن هناك مجتمعا بلا مشاكل أو هموم أو نواقص ..ربما موجودة فقط في مخيلة أفلاطون في جمهوريته الفاضلة ..!! الكل يطمع في الوصول إلى الكمال و في اعتقادي إن الصحافة هي إحدى الدعائم للوصول إلى الحقيقة و بالتالي إلى الكمال ..!!
قال : هل تتهمني بالكذب ..؟؟!! إن الشارع عندنا و في مجتمعنا بلا هموم .. أسال الجميع ..!!
قلت : أنا واحد من هذا المجتمع و اعرف .. بل و أعيش في همومه ..!!
قال : قد تكون حالتك شاذة .. لا توجد هموم .. و لا مشاكل .. إلا في مخيلتك المريضة ..!! انظر إلى هؤلاء هل تري فيهم أحد غير سعيد أو يشكو من شيء ؟؟!! ” و أشار بإصبعه إلى صور كانت معلقة علي جدران المكتب .. صورة لرجال علي مائدة الطعام .. يأكلون بشراهة .. و صورة أخري لعروس يحيط بها نسوة يضحكن .. و صورة لطفل و بيده لعبة ”
قلت : هذه الصور جميلة بلا شك و لكن لو حاولت أن تنظر إليها عن قرب و بتمعن ..إلى هذه مثلا .. لماذا يأكل هؤلاء الرجال بشراهة .. منذ متي و هم جوعا ؟؟!! وهذه العروس انظر إلى وجهها .. إلى تلك الدموع المحبوسة ..في عينيها .. هل هي دموع فرح أو دموع حزن دفين ..؟؟!! و هذا الطفل ..لماذا يبدو متسمرا في مكانه .. هل أعطيت له اللعبة من اجل الصورة فقط ..؟؟!!
قال و هو ينفث دخان كثيف ..ملء المكتب : انصرف … فلا مكان لا مثالك معنا ..!!!

#خالد_قمبر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات