مصطفى حمدان
كاتب وشاعر
(Mustafa Hamdan)
الحوار المتمدن-العدد: 4811 - 2015 / 5 / 19 - 08:14
المحور:
الادب والفن
لَوْ نَزَلَ حارسي
عن راحتي
لَكَتَبْتُ قصيدةً
روايةً
تَحْكي عن ألف نوعٍ .. من العذاب
خلف القضبان .. وَحْيُها نَطَقْ
بأظافري .. جربتُ حَفْرِها
على حديدٍ .. يسْكُنُ الجُدران
انزِلْ يا حارسي عن راحتي !!
لأكْتُب جملة..
تحْكي ملحمة السجن والسَجان
وعن بشر خلف القضبان
قصيدة .. ومرثية خالدة .. للفقراء
لَوْ فَكَّ قَيْدي.. حارسي !!
لَجَمعْتُ أطرافيَّ المُقَلصة
في ضيقِ حائط مَيِتْ
بين الجسد والمكان
لحررتُ أصابعي
كفيَّ .. من ظُلْمة النسيان
فُكَ قَيْدي يا حارسي !
لأرسم على جدران سجونكم
وطنٌ .. آلهةً .. وصورةً للشهداء
لَوْ أغمضَ عيْنيهِ حارسي !!
لاختلَسْتُ لحظةً
من الزمان
لخَرَجْتُ من داخل الدائرة
التي رُسِمَتْ .. في حَضرة السلطان
اذهب للنوم يا حارسي !
لأضاجع أفكاري .. وزنزانتي
لأنْجِبُ منها ملائكةً .. نظريةً أو أنبياء
لَوْ سَمع هَمْسي حارسي !!
لبكيّ كثيراً
لحَزِنَ كثيراً
وتمردَ على قوانين الطغيان
لَقَذَفَ في وجوههم
رقمه العسكري
وبِزة السجان
لباعَ أوسمته
وخلع أقفال السجن
وهربَ ليَتْبَع .. الأشقياء
ولما خَرَجتُ أنا .. من زنزانتي
هطَلَ المطر
توحدت النجوم
على شكل شهابٍ
ومن درب التَبانة
خرج من العدم .. قمر
في اليوم التالي
وبعد حريتي من زنزانتي
سمعنا انفجار في الأفق
قالت الناس انهم رأوا
ملائكةٌ نَزَلَتْ على الأرض
قادمة من .. الفضاء
تصرخُ بكل صوتها
الحرية .. الحرية .. تأتي من الأرض
لا من .. السماء
#مصطفى_حمدان (هاشتاغ)
Mustafa_Hamdan#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟