باسم الهيجاوي
الحوار المتمدن-العدد: 1335 - 2005 / 10 / 2 - 10:45
المحور:
الادب والفن
على موسيقاه الصاخبة بانفجار الينابيع .. وتراكض الزهر البري .. كان يحترف عينيها وهي تواصل الصعود إلى قمة الجبل .. يخلع عنها ستائر العتمة الطافحة بالألم .. والجدار العازل الذي تراكض في المنامات .. لم يتقن إغلاق النوافذ .. وحذف الأحلام حين تبتسم الذاكرة .
كان يرمقها بعينين من أمل .. ولحظاته المؤلمة التي أعدّها في الولائم حدائق أرواح تتسرب إلى جسدها .. تلملم عنه تجاعيد الزمن وآثار هراواته .. كانت هي الأخرى شكلاً مطهراً من صدأ الأوجاع .
ـ لن يُتقن العطش عزل أرواحنا عن طريق الينابيع .. هكذا .. هكذا .. هو سلّم للعبور .. فاصعدي .. هناك على قمة الجبل .. ثمة أغنية لا يضيع صداها بين مدن الاسمنت والشوارع التي بلا شجر ..
أصواتنا التي تسكنها ألفة من أضاعونا عن كثب .. هي حناء التصاقنا .. كي لا تشبع أجسادنا من العزف المزدوج على نايات الحضور ..
فاصعدي من لهاث أصابعي التي تلوح لك بمناديل الفرح .. كي يورق إنسانك فارّاً إلى حيث يشتهي ..
وكان يرمقها بعينين من أمل .. يدس لها ألواح " الشوكلاتة " بين مرارة أنفاسها .. لتستعيد رمق الوعي .. وتواصل رقصة " الفلامنكو " بلا غبار يسكن رئتيها ..
ـ هل يذوب الهواء بين شظايا الغبار ؟
تستلطفه وهي توقظ سيجارة بين أصابعه .. لتعيد الدوائر على أرجوحة هوائه البكر .. وتواصل ..
ـ من سيشهد الهواء المعلق على قمة الجبل .. لا بد أن يغتال الغبار المكدس من بيانه الختامي ..
كانت الفراشات تستقبل عيدها في التاسع والعشرين من أيلول .. وتعد وليمة " للنفرة " القادمة .. وما لم تقله العرافة .. كان غارقاً بيد الساحرة التي أمطرت الخريطة بافتعال الوهم الممجوج .. وبالقتلى .. كي يركض الرماد في عيون النار .. لكنها تواصل ..
وكان يرمقها بعينين من أمل .. ويدرك أن الجبل الذي يحمل الرعشة ورسائل الائتمان .. لا يشبه الطرق الوعرة .. حين يعزف لها سيمفونيته العاشرة .. بألوان قزح .. وحدائق عذراء لانتظار الفراش الملون ..
وتواصل .. ويرمقها .. وفي فسحة التأمل .. أغمض عينيه .. فاستقر الجبل بين يديها .. فانتصبت تمثالاً من الورد ..
طار إليها .. وحملها على جناحيه .. فحلقا معاً إلى حدائق الأمل .
30 ايلول 2005م
#باسم_الهيجاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟