أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - رهانات فاشلة لرئيس فاشل














المزيد.....


رهانات فاشلة لرئيس فاشل


محمد أبو مهادي

الحوار المتمدن-العدد: 4810 - 2015 / 5 / 18 - 11:44
المحور: القضية الفلسطينية
    




قبل الإنتخابات الإسرائيلية في مارس 2015، راهن الرئيس عباس على سقوط رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" وحزبه، لفتح أفق تفاوضي جديد تزامناً مع رهانه على فجوة شخصية التي حصلت ما بين الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" قد تمهد لهذا السقوط، وتسعف الرئيس عباس بإنطلاقة مرحلة جديدة ومغامرات تفاوضية جديدة، بإعتبار المفاوضات خياراً إستراتيجياً وحيداً لا غنى عنه لضمان بقاء الرئيس عباس حاكماً للشعب الفلسطيني، وضامناً لإستمرار تمويل السلطة وإنقاذها من الإنهيار المالي الذي حذرت منه الأوساط الأمنية الإسرائيلية واستجابت له الحكومة الإسرائيلية.

سقط رهان عباس على تغيير "بنيامين نتنياهو" وجاءت الإنتخابات الإسرائيلية بحكومة يمينية ويمينية متطرفة يؤمن معظم وزرائها بضرورة ضم الضفة الغربية وطرد الفلسطينيين الناشطين سياسياً، إضافة إلى تكثيف عمليات الإستيطان والإستمرار في تهويد القدس وفصل غزة عن الضفة الغربية، ولديهم كومة من الإشتراطات والتهديدات التي ستمارس على القيادة الفلسطينية لقاء الإستمرار في الحصول على أموال الضرائب مخصوم منها مبالغ ليست بسيطة ومقرونة بعدم التوجه لمحكمة الجنايات الدولية وإستمرار قيام السلطة بوظيفتها الأمنية دون كسل أو تقصير.

ليس غريباً أن تأتي الإنتخابات الإسرائيلية بحكومة متطرفة من هذا النوع، فمنذ سنوات عديدة والشارع الإسرائيلي يسير بإتجاه التطرف والعنصرية تجاه الفلسطينيين، وتتراجع قوى اليسار واليسار الصهيوني لصالح قوى دينية وراديكالية تدعو لقتل وتهجير الفلسطينيين ولا تؤمن بخيارات التسوية والسلام، فالغريب هو موقف الرئيس عباس الذي لم يتغير رغم كل ما يجري، وحسر خياراته في المفاوضات أيّ كان شكلها ومضمونها ومرجعياتها، وحرصه على عدم إندلاع إنتفاضة شعبية تفقد السلطة وظيفتها الأمنية وتؤدي لإنهيارها إلى جانب إنهيار حلمه في الحكم الأبدي للشعب الفلسطيني وبقايا مؤسساته العاجزة عن تلبية أبسط حاجيات الشعب الفلسطيني.

في القدس مواجهات شبه يومية ضد المستوطنين وكل أشكال البطش التي تمارس بحق الفلسطينيين، وفي بقية أنحاء الضفة الغربية تسارع لعمليات النهب الإستيطاني والتعدي على أملاك المزارعين، ملاحقات ومداهمات يومية واعتقالات وحواجز عسكرية حوّلت حياة الشعب الفلسطيني إلى جحيم لا يطاق، بالرغم من ذلك يقوم الرئيس عباس بالدعوة مجدداً لعودة المفاوضات في خطاب النكبة قبل أيام، مسقطاً شرط وقف الإستيطان لقاء العودة إليها، متجاهلاً الموقف الإسرائيلي الذي لا يجد من وسائل الضغط ما يجبره على التفاوض كما حصل عقب انتفاضة الحجارة عام 1987، ومتجاهلاً موقف القوى السياسية ورأي الشعب من هذه المسألة التي أرهقت كل الفلسطينيين وساهمت في توفير غطاء على ما يفعله الإحتلال، ونشرت الإحباطات المتكررة في أوساط المجتمع الفلسطيني.

لا يعقل أن يستكين الشعب إلى خيار واحد في العلاقة مع الإحتلال، هذه ليست عقلانية ولا تمثل سوى حالة عجز دخلت فيها القيادة السياسية منذ أن جاء الرئيس عباس إلى الحكم حتى الآن، عجز عن إستكمال مهام التحرر الوطني حرصاً على الحكم والمال، وفشل في الحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني وتحقيق المصالحة، ومصيبة في إدارة الموارد المالية للشعب الفلسطيني التي تتعرض للنهب على أيدى عصابة من الشركات الإحتكارية تدّعي أنها رأسمال مال وطني، مستفيدة من غياب الرقابة الشعبية وتعطّل المجلس التشريعي، وفشل في تحقيق الديمقراطية من خلال الممارسة والإنتخابات، وتعدي خطير على مجمل الحقوق والحريات السياسية والإقتصادية في مجتمع يرزح معظم سكانه تحت خط الفقر والفقر المدقع، ولا يجد معظم شبابه فرصة واحدة للعمل والعيش الكريم.

العودة للمفاوضات في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية وفي ظل الواقع الفلسطيني الواهن والعربي المنشغل، وتجاهل الإستحقاقات الداخلية الفلسطينية إنتحار سياسي يمهد لفرض الإستسلام على الشعب الفلسطيني، هو أمر يرفضه العقل وتحدثت عنه التجارب، حتى إن جاء من خلال مبادرة فرنسية تعيد إنتاج أفكار "جون كيري" التي أكل عليها الزمن وشرب.

شباب القدس المنتفضين يحملون المشاعل لتنير عقل الرئيس عباس، يؤشرون لوجهة الشعب الفلسطيني الرافض لعلاقة الخضوع للإحتلال وممارسات وإشتراطات الإحتلال، يمهدون لإنتفاضة ضد الإستيطان والجدار والتنسيق الأمني، هم جزء من شعب سئم كافة أشكال التعدي على أحلامه ومصادرة حقوقه، جزء من شعب رأى في السلطة عوناً على الظلم وليس كرباجاً جديداً يشارك الإحتلال القمع والمداهمات والبلطجة وفرض الضرائب والجزية ونهب المال العام وخلق المزيد من الأزمات لتعطيل كل فرص التحرر والتطور.

آلاف المشردين ما زالوا في إنتظار الإعمار والعودة إلى بيوتهم، آلاف الخريجين منذ سنوات بإنتظار فرصة عمل، آلاف الفقراء يبحثون سبل العيش الكريم، وكل الشعب بإنتظار مصالحة حقيقية وطنية شاملة تزيل ركام مرحلة مع إزالة ركام البيوت المهدمة وتؤسس لنظام سياسي قادر على حماية الفلسطينيين في اليرموك وكل مكان وجاهز للمواجهة والمفاوضات.

[email protected]



#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيرزيت تنذر الحركة الوطنية الفلسطينية
- القضاء الفلسطيني يتمرد على هيمنة وإستغلال الرئيس عباس
- نحو عاصفة حزم نخبوية عربية مشتركة
- محاكمة دحلان آخر غزوات عباس من أجل السلطة والمال
- عن دولة غزة وغيبوبة الفصائل مع بعض المثقفين
- مطلوب عقلانية حمساوية ومسؤولية وطنية
- عباس يواصل الحجل في دائرة النار
- عباس يحرّض على ذبح غزة ولبنان
- قطاع غزة بين المسؤولية الوطنية والسياسات الثأرية
- تشاوتشيسكو فلسطين
- من جديد فزّاعة هيئة مكافحة الفساد
- خطة فاشلة لقيادة عاجزة
- لا تعايش مع الإحتلال وشركات الحراسة الفلسطينية
- توافق اللص والحاكم
- مصيبة السياسة الفلسطينية في محاضر إجتماعات قطر
- غباء أم عدم أهلية أم كلاهما معاً !
- غباء أم عدم أهلية أم كلاهما معاً !
- الرئيس المسكون بالهواجس والمؤامرة
- أسئلة المعركة وما بعدها
- خمس حقائق تكشفها الحرب على غزة


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - رهانات فاشلة لرئيس فاشل