أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد محمد الدراجي - شَمَّاعات القمع في العراق...المُندَّسون أنموذجا.














المزيد.....

شَمَّاعات القمع في العراق...المُندَّسون أنموذجا.


احمد محمد الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 4809 - 2015 / 5 / 17 - 23:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشَّمَّاعَةِ: هي المشجب والمكان الذي تُعَلَّق عليه الملابس كأن يكون قطعة خشبية، أو معدنية، أو نحوها، هذه الآلة لم تكن بمنأى عن مخالب الانتهازيين، فلا تكاد تجد منهم إلا وقد اقتنى شماعة من طراز خاص، فهي ليست لتعليق الملابس، لأنهم لا يلبسون إلا رداءً واحدا لا يخلعوه، وهو رداء الفشل والفساد والطائفية والابتذال والاحتيال والضحك على الذقون، فشماعتهم إنما صنعت خصيصا لهم في مصانع "التبرير" بطريقة تكون ملازمة لهم بحكم سيطرة الفشل والتخبط في تفكيرهم وسلوكياتهم ومواقفهم...
بعد احتلال العراق صارت الشماعة الآلة الأكثر استهلاكا ورواجا في سوق النفعيين وملحقاتهم، حتى كادت مصانع "التبرير" أن تقف عاجزة عن تلبية الطلب عليها، لأنها باتت تُستخدم لتعليق كل ما هو قبح وفساد وظلام وقمع يغطي المشهد العراقي بالكامل، فتنوعت الشماعات بحسب تنوع استخداماتها وكثرة متعلقاتها، وتحولت إلى أداة استهلاكية، بعد أن كانت في أصل صناعتها مستهلَكة، أداة تستهلك الدماء والأرواح والأموال والثروات والحرمات والحقوق والحريات والخصوم الرافضين للاحتلال والطائفية والفساد والتبعية والقمع والتهميش والتقسيم...
فكل من يرفض الاحتلال، وما رشح عنه من قبح وظلام ودمار، يُقمَع أو يُغَيَّب أو يُعتَقَل أو يُشَرَّد أو يُهَجَّر أو يُستباح دمه وعرضه وماله ومقدساته، والشماعات حاضرة وجاهزة، شماعة البعثية ، شماعة الصدامية، شماعة التكفيرية، شماعة العمالة لدول عربية ....وهلم جرا...
وتستمر الشماعات وتتطور بحكم استمرار الفشل والقمع والطائفية وتطورها، يضاف إلى ذلك احتراق البعض منها وافتضاح أمرها وزيفها، حتى تم ابتكار شماعات جديدة صُنِعت خصيصا لمرحلة جديدة مرحلة "داعش" وما أفرزته من هلاك مَستمر، فبرزت شماعة "داعش" و"داعشي"...
شماعة المُندَّسون برزت بقوة بعد أن أُستُنزِفَت أخواتها من الشماعات، فتحتَ هذه الشماعة، قُتِل الأبرياء واختُطِفوا وهُجِّروا وشُرِّدوا وأُحرقت البيوت والمحلات والمؤسسات والجوامع وهُدِّمت، وسُرقت الممتلكات، وانتُهِكت الأعراض، ودُنِّسَت المقدسات، كما حصل في تكريت والأعظمية وقبلها في جرف الصخر وديالي وغيرها من مدن العراق المختطف، وذُبِحت الحريات وقُمِعت التظاهرات والاعتصامات السلمية في الأنبار والمحافظات السنية، ومُنِع النازحون من الدخول إلى عاصمتهم إلا بكفيل وكفلاء، وبعدها تعرضوا إلى الاعتداء والخطف والابتزاز وأجبروهم إلى العودة قسرا إلى حيث مقصلة الأجرام المتشيع والأجرام المتسنن ونيران المعارك...
انتقدت المرجعية العراقية العربية المتمثلة بالسيد الصرخي هذا المنهج التبريري المدمر وخصوصا شماعة المندسين التي يُعلِّق عليها الساسة ومن يقف ورائهم، تبريراتهم، ليمرروا جرائم المليشيات، بقولها (( إذا كان الكلام عن مندسين وتمضي الحادثة دون اتخاذ مواقف صارمة وصريحة ومشخصة للأطراف التي ارتكبت الجريمة وكشف من وراءها فلماذا لم تسكتوا عن مندسين في ساحات الاعتصامات ولم تسكتوا عن مندسين في الموصل والانبار وصلاح الدين، وقلنا اقطعوا الفتنة وطرحنا الوساطة وقلنا مستعدون للتوسط والذهاب بأنفسنا للقاء بكل الأطراف ورفضت الحكومة الوساطة هي والمليشيات.)).
فتحتَ تلك الشماعات وغيرها، اختُطِف وطن وضاع شعب، ويبقى الواقع العراقي يؤول من سيء إلى أسوأ...وأسوأ...وأسوأ، مادامت الشماعات حاضرة، و رافعوها هم من يتحكم بمصير الوطن والمواطن، ومادام هناك حواضن ومناخات تعشعش فيها تلك الشماعات رغم سذاجتها ووضوح زيفها.



#احمد_محمد_الدراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مُندَّسون أخيار...ومُندَّسون أشرار.
- تسليح الشرفاء دَرأً للخطر المهلك..أم أكذوبة المصالحة.
- نزيل السجون وقتيل الوشاية...ماضي مستمر في العراق.
- الزعامات الدينية الإيرانية وحلفاؤها..والصور الأربعة.
- عندما تظهرالعبقرية... يتآمر الأغبياء ضدها.
- التسليح وسقوط الأقنعة.
- أين السيادة... يا أصحاب السيادة؟!.
- التسليح... ودموع التماسيح.
- التلازم بين التسليح والتقسيم وهم وخداع.
- المعترضون على التسليح في قفص الإتهام.
- دمٌ يُراق بين ناظم الثِرثار والقائد الثَرثار.
- القرآن الكريم والفكر المتين... مصدر إزعاج المُفلسين.
- النتائج الكارثية شاهد على سقوط الفتوى الطائفية، جرائم تكريت ...
- مقارنة موضوعية...الخليفة الثاني والمسؤولون في العراق
- يا رئيس الوزراء، لقد حذرتكم المرجعية الرسالية ولكن...
- الطفل عامر الفلوجي يفضح الطائفين.
- عندما يكون التحقيق علميا تتلاشى الأساطير.
- التاسع من نيسان...انقلاب الموازين وسحق القيم.
- روحية النقاش العلمي ثمرتها المودة والتعايش السلمي.
- التعامل الجامد مع الروايات هو مؤنة تكفيريو التشيع والتسنن.


المزيد.....




- بـ-ضمادة على الأذن-.. شاهد ترامب في أول ظهور علني له منذ محا ...
- الشرطة العمانية: مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين في إطلاق نار قرب ...
- مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين في إطلاق نار في العا ...
- 4 قتلى على الأقل بإطلاق نار في محيط مسجد بسلطنة عمان
- بضمادة في أذنه.. فيديو لأول ظهور علني لترامب
- بايدن: أنا صهيوني وفعلت للفلسطينيين أكثر من أي شخص آخر
- الحوثيون يعلنون مسؤوليتهم عن مهاجمة سفينتين قبالة سواحل اليم ...
- إطلاق نار في مسقط يؤدي لمقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين
- قد تسكن البيت الأبيض إذا فاز ترامب.. من هي أوشا فانس؟
- أمريكا.. مديرة -الخدمة السرية- تكشف عن رد فعلها عندما علمت ب ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد محمد الدراجي - شَمَّاعات القمع في العراق...المُندَّسون أنموذجا.