أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مهند عطا بياري - السيمياء بين الرمز والإنسان














المزيد.....


السيمياء بين الرمز والإنسان


مهند عطا بياري

الحوار المتمدن-العدد: 4809 - 2015 / 5 / 17 - 17:43
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يقول جيرماس ان الأنسان كائن رمزي في كل ابعاده، ولكن كيف ذلك وهو حالة أولى مستقبلة لما يعطى من إحالات سيميولوجية مختلفة وكي نكون في سياق واضح فإن الرمز بالمفهوم العام يحمل دلالات مشتركة بين مجموعة وذلك للتعبير عن تجربة شعورية بكل دقة، واختزال لمعاني دلالية عميقة، بالإضافة الى ذلك فإن الرمز يعتمد على مصادر متعددة منها الدين والتاريخ والتراث والأسطورة بهدف تشكيل صورة تهدف الى استنساخ معنى قائم في الواقع أو اعادة أنتاج معنى من سياقه التاريخي أو الديني أو التراثي أو الأسطوري، ومما لا شك فيه أن هذا التوظيف يهدف الى تحيل معان ودلالات للتعبير عن واقع ما.
أما الإنسان فلا يمكن أن يختبر سيميائيا الى إذا كان قادر على تعريف نفسه وهذا أمر متعلق بكل فرد بشكل منفصل عن الآخر، لأن انتاج هنا هو نتاج خاص وليس جماعي، وفي ذات السياق ومن منطلق فلسفي يقول جون لوك أن هوية الشخص تتمثل في كونه عاقلا قادرا على التفكير والتأمل بواسطة الشعور الذي يكون لديه عن أفعاله الخاصة، حيث لا يمكن الفصل بين الشعور والفكر، لأن الكائن البشري لا يمكن أن يعرف أنه يفكر الى إذا شعر أنه يفكر" مقتبس"، وكلما أمتد هذا الشعور ليصل الى الأفعال والأفكار الماضية اتسعت وامتدت هوية الشخص لتشمل الذاكرة ، لأن الفعل الماضي صدر عن الذات نفسها التي تدركه في الحاضر، فمن هذا المنطلق وحسب لوك فإن هذه الحالة تجعل الشخص يشعر باختلافه وتميزه عن الآخرين.
وحسب جان بول سارتر فإن الإنسان ينبثق في هذا العالم، ثم يتحدد بعد ذلك وفق ما سيصنع بنفسه، وكما يريد أن يكون في المستقبل...أن الإنسان مشروع يعاش بكيفية ذاتية. يتضح من هذا الكلام ومن خلال ما تقدم أن رمزية الإنسان ما هي الى على نطاق التفاعل الخارجي بين شخص وشخص ضمن هوية وتفاعل مشترك، بل وإن الإنسان كائن رمزي في الخصائص الطبيعية والجهورية المشتركة مع أي شخص آخر " كائن رمزي آخر"، لذا فإن الرمزية تخضع لشروط معينة تتحكم في أفعال ونشاط الإنسان.
إن الإنسان كائن رمزي في كل أبعاده كحالة خارجية ولا خلاف في ذلك فهو يتطور عبر الزمان والمكان ضمن ضوابط وشروط " اقتصادية، اجتماعية، وثقافية" جماعية مشتركة مع غيره من الكائنات الرمزية، وهو الوحيد القادر على أنتاج اعداد لا تحصى من الدلالات الهادفة أو غير الهادفة ولكنه هو المنتج الوحيد لها، وهو القادر على الـتأويل متى شاء وكيفما شاء وبأي طريقة أراد من اجل أدارة وترويض تفاصيل حياته وأحداثه المختلفة والتي تكمن ضمن سيطرته والتي يسعى الى السيطرة عليها من خلال التدليل عليها أو تأويلها وهنا أتحدث عن العوالم الافتراضية التي نسجت من الخيال والتي لا يزال الإنسان ينتج ملاين المعاني بشكل يومي من أجل تخفيف حدة الصدمة التي تعرض لها في صراعه الأول مع العوالم الافتراضية، أما الأساطير التي أصبحت جزءا من الماضي والخيال معا فهي أيضا مستهدفة من قبل الإنسان بهدف ترميزها في أنتاج المعاني التي قد تستغل وتستخدم لأهداف ومنها الترويج والغواية.



#مهند_عطا_بياري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شارلي ابيدو حلقة جديدة في عيون الموساد


المزيد.....




- مسلسل White Lotus يجذب المزيد من السياح إلى تايلاند
- أزمة غير مسبوقة في قطاع الصحة بالبرتغال: غرف طوارئ مغلقة وط ...
- علماء يحاولون الكشف عن وظيفة بروتين -أوبسين 3- الغامض في الج ...
- دراسة: هذا ما يخيف سكان ألمانيا حالياً!
- روسيا.. ساعة نووية لاستكشاف المناطق النائية
- لماذا تزايد الاهتمام بإطلاق أقمار صناعية في مدارات منخفضة لل ...
- حاييم وايزمان: -أقود أمة من مليون رئيس-!
- المجلس الأوروبي: نريد المشاركة في مفاوضات أوكرانيا لمناقشة ه ...
- القوات المسلحة السويدية تزيد أنشطتها في القطب الشمالي
- صحيفة: المرتزقة الأجانب في أوكرانيا يخططون للتوجه إلى إسرائي ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مهند عطا بياري - السيمياء بين الرمز والإنسان