ماجد ع محمد
الحوار المتمدن-العدد: 4809 - 2015 / 5 / 17 - 15:44
المحور:
الادب والفن
سوريا أنا
أنثاكم المُعلقة
بخيطٍ رفيعٍ كلمعة الماسْ
أنثاكم الحاضرة في حُلم ثائرٍ
يُعاند ملاكَ الموتِ على خط التماسْ
أنثاكم المدلاة أنا
في منتصف جُرحٍ عميق
أنتظرُ هديل حماماتكم هناك
فإن جئتموني على غفلةٍ مني وأنتم مُحملونَ بالمحبةِ
تريثوا قليلاً حينما تطوفون حول كعبتي
وتعفروا بالرأفةِ وأنتم تسعون لإنقاذي من وقعِ المحنةِ
لأنكم إن شديتموني بطيشكم للعُلا
سقطتُ من احتكاكِ الخيطِ
بحافاتِ جروحكم الفاغية
وإن تركتموني متدلية
سحبني الثقلُ صوب الهاوية
فهل قرأتم من خلال ما رسمته لكم عُمق آلامي العاتية
أنا المسكونة بعشقكم
والمتطلعةُ دوماً إليكم
حتى تسحبوا حِرابكم من خواصر أبنائيَّ
وها أنا على الحافة ألتمسُ نبض ضمائركم
لكي تبلغوا المرتجى بعد الإيمان بيَّ
فإن وددتم الاستجابة لتوسلاتي وإيقاف نزيف هذه الآلام
عليكم قبل التناطُحِ بقرون اللومِ وإيراد كل حجج الاتهام
وقبل الاحتكام لهواجس الفوز والخسارةِ
وقبل الشروعِ بإقناع اللامؤمنين بطُهر تُربتي
أو ضخ هذا الفصيل أو ذاك بحُقنات النيل والكراهيةِ
وقبل التفكير بمخيال الملطخين بروائح المصارف
والسُكر طويلاً في مخازنَ تعفنت بها أكداس الكوبونات
فلا أتوق لرؤية مقاولي أوطانٍ ممن يبلعون الوطن وناسه
بقدر شوقي لعناقِ قديسو سياسه
ممن يُفجرون النُبل للحسمِ في لحظات
إلى أرباب مواقفَ ...
إلى ...
إلى ...
إلى...
وأخيراً إلى من لا يُشغلهم أي شيءٍ الآن
غير انتشالي من هاوية الحياة.
#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟