أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - يتهافتون لاسترضاء امريكا رغم انعاتها براس الفتنة














المزيد.....


يتهافتون لاسترضاء امريكا رغم انعاتها براس الفتنة


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4808 - 2015 / 5 / 16 - 15:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم نسمع من اية دولة في هذه المرحلة بان امريكا هي راعية كل ما يحصل في هذه المنطقة بسلبياتها و ايجابياتها، من قبيل اسقاط اعتى دكتاتور في المنطقة و الدفاع عن اصحاب الحقوق المهضومة لتواكبها و التقائها مع مصالحها او تداخل مصالحهم المشتركة من جهة كوجهة ايجابية لها، و احداث الفتن و الصراع الدموي و بروز التنظيمات الارهابية و الاختلال في التوازن في المنطقة و امتداد الصراعات و سكب اكبر كمية من الدماء كوجهة سلبية رغم انكارها بانها من تقف وراء لما يحدث من الحروب و سفك الدماء و الصراعات العديدة المختلفة التي تودي بالمنطقة الى ما لا تحمد عقباه قريبا .
العجيب في الامر لو اتخذنا اية دولة في المنطقة و تمعنا في سلوكها و سياساتها و دبلوماسيتها فاننا نجد بانها تعمل و تفعل ما بوسعها من اجل التقرب من امريكا سرا و علنا على الرغم من معرفتها بانها هي و اخواتها اللاتي وضعن المنطقة في بحر من الخلافات و التلاطم من اجل مصالحهم الكبيرة البعيدة المدى و ما توصلت اليه الحال ليست الا من صنع ايديهم سواء عند استعمارهم للمنطقة و توزيعها و رسم حدودها وفق رغباتهم و مصالحهم فيما بعد او نتيجة تدخلاتهم الكثيرة المستمرة في شؤون البلدان لاهدافهم الاستراتيجية العامة لحد هذا اليوم .
لو نظرنا الى سلوك هذه الدول و سمعنا لما يدلون به من التصريحات حول امريكا و اهدافها و محاولاتها في السيطرة على المنطقة وفق ما تريد فاننا نتعجب منها لانها ليست مقترنة بالعمل اي الاقوال المتناقضة تاما مع الافعال من قبل المنتقدين و حتى المستائين، ينتقدون و يصرخون احيانا و يحس اي مراقب بانهم سوف يمتنعون عن لقاء اي مسؤل امريكي على العلن ثم نرى انهم يتلهثون في الذهاب بانفسهم الى عقر دار الفتنة كما يعلنون احيانا لتراضيها و تقبيل ايديها على العكس مما يعلنون .
من يرى ايران و ما تفعله و تنادي به و تعلن و تصل احيانا لحد الصراخ المدوي حول سمات و صفات و اعمال امريكا في المنطقة، فانه يتوقع بانها لا يمكن ان تخضع لابتزازات امريكا باي شكل كان رغم ما تجده من المصالح التي لا يمكن تحقيقها الا باسترضاء و قبول او على الاقل غض الطرف او التعامي او الرضاء السري لامريكا، و عليه تذهب و تبحث عن طرق لوصولها و ما الحوارات و التفاوض التي بداتها من منفذ سلطنة عمان الا تنازل ايران بماء الوجه لامريكا التي تعتبرها راعية الارهاب و الفتنة، و هو الاحساس المتبادل بين البلدين علنا. اي رغم ما تعلنانه و ينعتان البعض به من انهما راعيتا الارهاب والفتن في المنطقة الا انهما يتصافحان و يتغازلان في السر و اخيرا العلن من اجل التراضي و تبادل المنفعة على حساب شعوب المنطقة .
و من يرى الدول العربية التي كانت اصلا هي الخاضعة لمتطلبات امريكا و ساحة لتحقيق اهدافها فيها، و بعد خروج المفاوضات الامريكية الايرانية الى العلن و احساسهم بانهم المتضرر الاول وهي تمهيد لترسيخ الارضية اللازمة التي ستمتد من خلالها الهلال الشيعي رغما عنهم، فانهم استائوا و تذمروا و اشمئزا و ان كان بعضهم في السر و في زاوية معتكف على نفسه مفضلا عدم معرفة امريكا به، الى ان توصل الطرفان الامريكي الايراني الى بداية نهاية العداء بينهما و ربما تتعاونان استراتيجيا على حساب العرب في المستقبل القريب، لم يتخذ العرب موقفا موحدا بل ركضوا متهافتين و لاهثين الى الكامب ديفيد عسى و لعل يمكنهم التنازل اكثر و التزايد على ايران من اجل ثني امريكا من تحقيق هدفها او تاخير تحقيقه على الاقل، و عادوا خانعين لم يستحصلوا الا على الكلمات المعسلة و الا فان المفاوضات و التقارب الامريكي الايراني لا يمكن ان يتاثر بمواقف العرب الذين ليسوا في موقف يمكنهم من فرض كلمة او موقف على اي طرف كان .
ايران تفرض قوتها على العواصم العربية الاربعة كما اعلنت دون اي خجل ورغما عن اي معارض وهي تتقدم بسياسة سلسة و بقوة ناعمة و بتفويض من قبل مرتزقتها، و هي تفكر في اعلاء شانها و الاتكال على ثقل موقعها هي بالذات رغم كل الادعاءات المذهبية و السياسية التي تطلقها لحلفائها و مرتزقتها، و هي تتبنى السياسية المذهبية المغطية للعرقية الفارسية و على حساب الغشماء المؤمنين بالقشرة و الشكل من المعتقدات دون ان يعلموا ماهو صلب السياسة الايرانية و هي ناجحة في خطواتها .
العرب ميؤسون من احوالهم المتشتتة التي تدخلت ايدي ايران اليها و تغلغلت في كياناتهم بعد ان كانت امريكا هي الوحيدة الفريدة التي فرضت ارادتها على منطقتهم منذ عقود، ليس امام العرب الا التنازلات الاكثر لامريكا و ايران معا من كافة النواحي السياسية الاقتصادية كي يرضوا سيدتهم حسن الوجه و قبيح الفكر و الكيان .
ان دققنا فيما تعلنه كل من ايران و امريكا من التصريحات و كما يتهمان البعض برعايتهم للارهاب ، فنسال؛ايهما راعيته الحقيقية ام هما متعاونان في رعايته على حساب الاخرين.
حقيقة الامر ان الجهات الثلاثة ايران و امريكا و العرب هم راس الفتنة و اجتمعت مقاصدهم او تقاطعت ما كانوا سائرين عليه و اتخدوه طريقا لسياساتهم و استنادهم على طرق متعرجة كالارهاب لبسط سيطرتهم على المنطقة و حماية شعوبهم باستغلالهم الشعوب المغلوبة على امرها كما هو حال الشعب العراقي و السوري من اجل راحة شعوبهم و مصالحها . لذلك نجد ان المتورط الاكبر و الاثقل دائما هو المسيطر، فعليه ان التلهث و التهافت على استرضاء امريكا نابع من هذا الاندفاع و السبب الرئيسي في خضوعهم للامر الواقع دون ان يتمكنوا من الرد او ينبسوا في اخر الامر ببنت شفة على ما يحصل لهم .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايهما الاَولى النضال القومي ام الطبقي في كوردستان
- وفيق السامرائي يريد اشعال الفتنة بين الكورد
- اخطرهم الفساد الاجتماعي المنتشر في العراق
- العراق و مراوغة الاسلام السياسي
- الانتخابات التركية و مجزرة الارمن
- هل الشعب العراقي يؤيد قرار الكونغرس ؟
- ماذا تنتظر سوريا من ايران ؟
- متى ستنتهي اللعبة ؟
- اوباما و كوردستان
- لا يمكن ان يستمر العراق على هذه الحال
- هل الوقت ملائم لاعلان الدولة الكوردستانية ؟
- هل يتعذر على العمال تحقيق اهدافهم في العالم اجمع ؟
- ماذا تقصد امريكا من مشروع قرارها حول تسليح مكونات العراق ؟
- ايران و السعودية في ازمة حكم كبيرة
- الصراع بين المثقفين اكبر من الشرائح الاخرى
- هل تدوم زيادة ثروة الاغنياء طرديا مع زيادة الفقراء و اللاعدا ...
- المجتمع و تحرر المراة
- يجب ان يعتذر الكورد من ارمينيا رسميا
- هل سيُعاد زمن الامبراطوريات في الشرق الاوسط ؟
- كيف تتدخل امريكا في العالم من خلال التنمية البشرية ؟


المزيد.....




- -شريان حياة ضخم لبوتين-.. كيف يبدو الاتفاق الذي سيبرمه ترامب ...
- ترحيب روسي بموقف واشنطن وإشارة إلى آفاق واسعة للتعاون معها
- نتنياهو: سنبقى في جنوب سوريا
- إصاباتهم خطيرة.. إجلاء جنود من جنوب إفريقيا بعد إصابتهم في ا ...
- -عيب، عيب-: كيف احتلت -شات كولا- الساحة وأصبحت الكوكاكولا من ...
- بدء محاكمة أربعة متهمين بالانتماء لحركة حماس في ألمانيا
- الضفة الغربية.. اقتحامات للمدن والمخيمات
- بدء أعمال منتدى الرياض الدولي الإنساني
- تونس.. الروس يحتفلون بعيد حماة الوطن
- مؤتمر الحوار الوطني: الشرع يشدّد على وحدة سوريا و-احتكار- ال ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - يتهافتون لاسترضاء امريكا رغم انعاتها براس الفتنة